"الأبنودي" ورؤساء مصر.. مؤيد ومعارض وعاشق ومّادح (تقرير)

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


استخدم الشعر للتعبير عن مواقفه السياسية، فخلق بينه وبين قيادات الدولة علاقات تباينت بين الود والمقاطعة والعشق والمديح مع كل رئيس عاصره، فاشتهر شاعر العامية الأشهر عبد الرحمن الأبنودي بمعارضته السياسية.

ومن جانبها قامت "الفجر" إحتفاءًا بذكرى ميلاده برصد علاقة "الخال" برؤساء مصر.

عبد الناصر
كانت علاقة الأبنودي والرئيس الراحل جمال عبد الناصر، غريبة، فبالرغم من تعرضه لتجربة السجن في عهده، إلا أنه تربطه بالزعيم الراحل محبة وثقة كبيرة، فنجد نظرة الأبنودي لعبد الناصر مختلفة تمامًا عن ما حاول البعض إفسادها فهو يقول "لا ننسى أن عبد الناصر هو الذي قال "ارفع رأسك يا أخي..انتهى عهد الاستعباد".

ومن بين المواقف التي تبرز تظهر علاقة حب عبد الناصر للأبنودي، حينما رد علي الهجوم علي عبد الناصر قائلاً: "يا من تهاجمون عبد الناصر قولوا لنا: ماذا فعلتم؟ لولا عبد الناصر ما استطاع الفقراء من أمثالي أن يتعلموا".

وقال الأبنودي عن تجربة السجن: "عند اعتقالنا لم توجه لنا تهمة، وفترة الاعتقال كانت جميلة، ولو كنا نعلم بحلاوتها لطلبنا الاعتقال بأنفسنا".

السادات
وعن علاقة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، بالشاعر، نجد أن الفتور أصابها بسبب إتفاقية كامب ديفيد، التي صعدت من حدة الخلافات بين الرجلين.

ومن الدلائل التي تؤكد شدة الخلافات بين السادات والأبنودي نجد أن الأخير ألقى في فبراير 1981 في عيد الطلاب قصيدته "المد والجزر" التي تنبأ فيها بمقتل السادات، وفي ذات التوقيت كتب قصيدته "لا شك أنك مجنون"، وصارت قصائد الأبنودى بمثابة المدفعية الثقيلة التي تواجه نظام السادات.

وأصُيب "الأبنودي" براحة شديدة بعد رحيل السادات، وقال عن هذا "كنت حاسس إن رحيله في الوقت ده نعمة، بغض النظر عن إنه اغتيل، لأني ضد الاغتيال.

ومن بين المواقف التي أظهرت خلافات السادات والأبنودي، هو يوم أن التقى الرئيس به ليقول له: "عاوزك تكلم الناس يا أبنودي إحنا بتوع المصاطب مش زي صاحبك جاهين بتاع عبدالناصر"، فرد الأبنودي: "صلاح جاهين قيمة عظيمة وهو مثلي لا يكتب إلا لقناعته الشخصية ولا أحد يملي عليه شيئا وخرج الخال بعد هذا الموقف وهو يفور الغضب الأمر الذي دفعه إلى الانضمام إلى حزب التجمع".

مبارك
ولم تكن علاقة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، جيدة، خاصةً بعد أن استعان به مبارك، في بداية حكمه لتخليد مشروع توشكي على غرار السد العالي الذي جسدها الخال في ديوانه حراجي القط ،وهو الأمر الذي لم يفعله الأبنودي، مبررًا ذلك بعد سنوات إنه لم يصدق المشروع.

وكان الأبنودي ضمن كثير من الكتاب الذين حذروا نظام مبارك من الثورة، لكن النظام يكن يسمع إلا نفسه فقامت الثورة، وانتشرت قصيدة الأبنودي "الميدان" في ميدان التحرير بشكل لم تسبقه إليه أي قصيدة، وكان الثوار يحفظونها ويرتلونها، فكانت تلهبهم الحماس والقوة، وزادتهم إصرارا خصوصا في مقطع "آن الأوان ترحلي يا دولة العواجيز"، وغنّى الفنان على الحجار من كلمات الأبنودي أكثر من أغنية للثورة منها ضحكة المساجين.

كما نجد قبل الثورة ديوانه الشعري "المشروع والممنوع" الذي ينتقد فيه النظام وانحاز للشعب ضد القمع والسلطة.

المعزول مرسي
كان الأبنودي مُعارضًا لحكم جماعة الإخوان، وانتقد سياساتها وممارساتها بشكل علني، وكان ضده في الكثير من المناسبات حتى رحل.

السيسي
انحاز إلى ثورة 30 يونيو وأعلن دعمه للرئيس عبد الفتاح السيسي مع إعلان ترشّحه لانتخابات الرئاسة الأخيرة، وكتب فيه أكثر من رباعية في ديوانه الأخير "الرباعيات".

وشبّه الابنودي، "السيسي" بجمال عبد الناصر العصر الحديث، وأنه زعيم الأمة، وكان يردد دائما دعمه له، فكان يقول: "أنا مع السيسي ولي الشرف والرجل قدم روحه في النار".