غضب وإغماءات وتظاهرات حصيلة "يوم الوداع" لضحايا تفجير "المرقسية" في الإسكندرية (فيديو)

محافظات

ضحايا كنيسة المرقسية
ضحايا كنيسة المرقسية




"ها هي حياتكم وسوف يستقبل المسيح ضامم الكل بالأحضان بكل فرح، بعد أن أكملوا حياتهم الأرضية نياحًا لهم"، بهذا الكلمة بدأ الأنبا دانيال إلقاء رسالة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، وبطريرك القرازة المرقسية، إلى أهالي ضحايا حادث تفجير الكنيسة المرقسية، والذي شيع جثمانهم ظهر اليوم الأثنين من داخل دير "مارمينا" بمنطقة الكينج مريوط غربي الإسكندرية.

حيث تجمع الألاف من الأقباط بداخل الدير، إنتظارًا لوصول جثامين 7 من الضحايا في حادث الكنيسة المرقسية أمس الأحد، وكان من أوائل المتواجدين هم أمهات واقارب الضحايا الذين إشتدت عليهم حدة البكاء والحزن الشديد، وما أن وصلت الجثامين إلا تحول الأمر بالصراخ عند البعض والبعض الأخر التصفيق.

قساوة اليوم بما ذكر الجميع بمشهد دفن ضحايا حادث كنيسة القديسين منذ 6 أعوام، الحادث الذي حدث في الساعات الأولى من صباح أول أيام 2011، وذلك في دير مار مينا العجايبي بمنطقة كينج مريوط غرب الإسكندرية، وهو الدير والمقابر التى إستقبلت جثامين ضحايا حادث الكنيسة المرقسية اليوم.


"الفجر" في هذا التقرير ترصد لكم أبرز المشاهد الذي شهدها اليوم.

- إستعدات مكثفة لإستقبال جثامين الضحايا

إستقبلت قوات الأمن الوافدين إلى دير مارمينا بتكثيفات مشددة، وذلك عن طريق نشر السيارات الشرطية وقوات التدخل السريع وتمشيط المنطقة بالكامل عبر خبراء المفرقعات والكلاب البوليسية، وكذلك إجراء التفتيشات الدقيقة على 3 مراحل قبل الدخول إلى الدير.

- إستقبال جثامين الضحايا بالتصفيق قبيل الصلاة عليهم 

وقد استقبل الأقباط، جثامين ضحايا عقب وصولها إلى داخل دير مارمينا العجايبي، بالتصفيق، وذلك قبيل الصلاة عليهم، وسط ترديد جملة "يارب" في مشهد أشعر لها الأبدان، وتجمع المئات من قيادات الكنيسة وأهالي الشهداء، تمهيدًا للصلاة عليهم وعملية دفن الجثامين برئاسة الأنبا كيرلس أفا مينا، رئيس دير مارمينا، بمشاركة أحبار الكنيسة، ورهبان الدير.


- إغماءات بين أهالى الضحايا ونقلهم إلى سيارات الإسعاف 

تعرض العديد من أهالي ضحايا حادث الكنيسة "المرقسية" وخاصة السيدات، إلى حالات إغماء، وذلك أثناء الصلاة على جثامين ذويهم، وقد تم نقل حالات الإعياء  إلي سيارات الإسعاف المُجهزة والتى تواجدت بداخل وخارج الدير، ليتم إسعافهم داخل السياراتـ قبل أن يعودوا مرة أخري إلى مراسم الصلاة على ذويهم.

- سيدة تصرخ قبيل توديع جثمان شقيقها: أخويا مات يا خونه

دخلت إحدى السيدات في نوبة بكاء وصراخ وعويل شديدة، أثناء توديع جثامين الضحايا، الذي من بينهما شقيقها ويُدعي "جرجس"، وذلك قبيل الصلاة عليه وتشييع الجثامين، ورددت السيدة حديثها إلى شقيقها، قائلة: عايزة حبيبي جرجس، عايزة أخويا، عايزة عمرى كله، امه واخته عايزينه، سافرت وسيبتنا ليه يا جرجس سافرت لستك، موتوا أخويا ليه يا خونه".

- وصول محافظ الإسكندرية وسط هتافات غاضبة 

وقد سادت حالة من الغضب بين المشاركين في الصلاة على جثامين الضحايا، بالتصادف مع وصول الدكتور محمد سلطان محافظ الإسكندرية، إلى دير مارمينا، للمشاركة في تشييع الجثامين، وظل المتواجدين بداخل الكنيسة يرددن هتافات "يارب، القصاص من الخونة" وغيرها، وسط حالة من البكاء والحزن الشديد على وجوههم، وقد تعرضت العديد من السيدات إلى حالات إغماء أدى إلى نقلهم إلى سيارات الإسعاف المتواجدة، قبل أن يتم إسعافهم وعودتهم إلى تشييع جثامين أقاربهم بالمقبرة الجماعية. 

- البابا تواضروس يوجه رسالة مكتوبة إلى أهالي الضحايا 

ألقي الأنبا دانيال، رسالة من البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، على المشاركين في الصلاة على جثامين الضحايا.

وقال "دانيال" في رسالة من البابا تواضروس: رسالة إلى من حضروا التجهيز العام وايدهم الرحيل، رحلوا فعلًا كما تقول كلمات الوحي الإلهي "ها هي حياتكم " ويستقبلهم المسيح ضامم الكل بالأحضان السماوية بكل فرح، بعد أن أكملوا حياتهم الأرضية نياحًا لهم.

وتابع: عزاءنا لأبناء الشرطة الوطنية، الذين ضحوا بأنفسهم من أجل مصرنا الحبيبة، هؤلاء حراس جبهتنا الداخلية، وأصبحوا شهداء للوطن الغالي، نصلي من أجل المصابين والجرحي وكل الذين تأثروا من هذا الأحداث، وليحفظ الله مصرنا وكل أهدافها، ليكون مستقب مشرق وغدًا أفضل لكل العباد. 

- غضب أهالى الضحايا يجبر الأنبا دانيال على عدم إستكمال كلمته 

قطع أقباط غاضبون بداخل دير مارمينا كلمة الأنبا دانيال، وذلك عقب الإنتهاء من إلقائه رسالة من البابا تواضروس الثاني، لأهالى ضحايا حادث الكنيسة المرقسية في الإسكندرية.

وقد تضمنت كلمة "دانيال": أن ضحايا حادث الكنيسة المرقسية قد قاموا بالمشاركة في التسابيح وحملوا سعف النخل واغسلوا الزيتون ولحقوا بموكب المسيح بهذا الاحتفال، فهم رفضوا ترك المسيح وحملوا الصليب لينالوا المجد، هؤلاء الشهداء مع محبتنا واشتيقنا لهم ولكننا نؤمن انهم اشتركوا في الحفل السمائي والموكب الذى دخل بيه المسيح الى السماء.

وتابع "دانيال": نحن نتاثر من فراقهم ومن اجل طريقة انتقالهم، ولكن لابد من ان ننظر كم من المجد اخذوه، فلدينا الكثير من الشهداء في العصر".

ولم يستطع إكمال "دانيال" كلمته بعد هذا الجملة، حيث قاطعه أهالى ضحايا حادث الكنيسة، قائلين:"عايزين حقوقنا يا أبونا، مش هينفع كده، يارب".

- زحام وسقوط على الأرض أثناء توديع الضحايا

وشهد الدير وعقب الإنتهاء من الصلاة على 7 من ضحايا الكنيسة المرقسية، زحام شديد للوصول إلى جثامين الضحايا قبل خروجها إلى المقبرة الجماعية بدير مارمينا ودفنهما في المقبرة الجماعية.

وتعالت صرخات أهالى الضحايا أثناء توديعهم لذويهم، فيما أدي الزحام الكبير للمس صناديق الجثامين إلى سقوط البعض منهم أرضًا، فيما حدثت حالات إعياء بين عدد من السيدات وتم نقلهما على الفور إلى سيارات الإسعاف المتواجدة بخارج الدير.

- جنازة الضحايا تتحول إلى تظاهرة للمطالبة برحيل وزير الداخلية 

تحولت جنازة الضحايا عقب الصلاة عليها والرخوج بها إلى المقبرة الجماعية بدير مارمينا، إلى تظاهرة غاضبة منددة بالحادث الإرهابي، وضد جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين، كذلك للمطالبة برحيل اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية.

وهتف المتظاهرون، "إرحل يا وزير الداخلية، يسقط السلف والإخوان، الإعدام للخونه" وغيرها من الهتفات المنددة بالحادث والمطالبة بالقصاص.

وكان قد أسفر الحادث  الإرهابي التى شهدته الكنيسة المرقسية، الأحد، عن مقتل 17 شهيدًا منهم 6 مسلمين و11 مسيحيًا، وإجمالي عدد المصابين وصل إلى 48 مصابًا من بينهم 29 مسلمًا و20 مسيحيًا، وبلغت عدد الإصابات بين قوات الشرطة 14 فردًا وإجمالي الوفيات من قوات الشرطة خلال الحادث 4 شهداء.