خبراء يوضحون الأهداف الحقيقية وراء زيارة بابا "الفاتيكان" لمصر

عربي ودولي

الفاتيكان والسيسى
الفاتيكان والسيسى - ارشيفية


تنتظر مصر زيارة من أكثر الزيارات أهمية، يأتي خلالها بابا الفاتيكان يومي 28و29 من الشهر الجاري، وذلك ضمن إطار التعاون الإقليمي والدولي، والانفتاح على الآخر، الذي تضطلع به مصر لا سيما مع تولي الرئيس السيسي رئاسة البلاد، والذي أخذ على عاتقه تلك السياسة التي لا غنى لأي دولة عنها، وكذلك للعدول عن تصرفات الإخوان المسلمين الذين أضروا بمصر في هذا الجانب، عند توليهم السلطة. 

عمليات إرهابية
وتأتي تلك الزيارة وسط أجواء غير طبيعية تشهدها مصر، حيث تستمر الجماعات الإرهابية في عملياتها الإجرامية، والتي تمثلت البارحة في قيامهم بتفجيرات استهدفت كنيستي مار جرجس والمرقسية بمحافظتي طنطا والإسكندرية، ما أسفر عن عشرات القتلى والمصابين.

الحضور في موعده
وعقب الأحداث الإرهابية المأساوية التي تعيشها مصر، انتشرت شائعات مفادها الغاء زيارة بابا الفاتيكان وتأجيلها، لكن سرعان ما أكد الأنبا عمانوئيل، مطران الأقصر للأقباط الكاثوليك، ورئيس اللجنة المنسقة لزيارة البابا فرنسيس إلى مصر، إن زيارة بابا الفاتيكان قائمة في موعدها، يومي الثامن والعشرين والتاسع والعشرين من أبريل الجاري، ولا يوجد أي تأجيل للزيارة.

وأوضح أن جميع الجهات المسئولة في دولة الفاتيكان أكدت في اتصالاتها أنه لا يوجد نية لتأجيل الزيارة وأن قداسة البابا حريص على زيارة مصر.

الصحف الإيطالية والتفجيرات
وعقب التفجيرات المتزامنة مع قرب زيارة بابا الفاتيكان، إلى مصر، ألقت بعض الصحف الإيطالية، الضوء على تلك العمليات الإرهابية التي استهدفت كنيستي مار جرجس في طنطا والمرقسية في الإسكندرية، حيث أكدت صحيفة "لاستامبا"، إن الزيارة لن يتم إلغاؤها، مشيرة إلى احتمالات ببعض التعديلات الأمنية من الجانب المصري، على برنامج البابا.

ونقلت الصحيفة أيضا إدانة بابا الفاتيكان لتفجيرات الأسكنندرية وطنطا، والتي وصفها بـ"المأساة الإنسانية" و"العمل الحقير"، فيما أوضحت صحيفة "مساجيرو" إن البابا أدان الهجوم الأول الذي استهدف كنيسة طنطا، قبل وقوع تفجير آخر في الإسكندرية، موضحة أن البابا خص في صلاته أمام عشرات الآلاف في ساحة القديس بطرس الضحايا، قائلًا: "أصلى من أجل القتلى والضحايا.. أدعو الرب أن يهدى قلوب من بثوا الرعب والعنف والقتل وكذلك قلوب من ينتجون ويهربون الأسلحة"، حسب قوله.

الإعلان عن الزيارة
وفي 18 مارس 2017، أعلنت الرئاسة المصرية والمكتب الصحفي للفاتيكان، أن البابا فرنسيس سيقوم بأول زيارة رسمية للقاهرة في 28 و29 أبريل المقبل، تلبية للدعوة الموجهة إليه من الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وأوضح حينها المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف، إن برنامج زيارة البابا فرنسيس إلى مصر، يتضمن زيارة مشيخة الأزهر، وزيارة الكاتدرائية المرقسية، وكذلك زيارة الكنيسة الكاثوليكية.

ترحيب وحفاوة إستقبال
ونقل المتحدث باسم الرئاسة المصرية، شعور الفرح لجميع المصريين، وترحيبها بضيفها الكبير، مؤكدا على تطلعها لأن تسهم تلك الزيارة الهامة في ترسيخ رسالة السلام، وتعزيز روح التسامح والحوار بين كافة البشر من مختلف الأديان، فضلا عن نبذ خطاب الإرهاب والتعصب وممارساته الآثمة، موضحا أن الرئيس السيسي أكد تطلعه للترحيب بالبابا فرنسيس في مصر، في ذكرى مرور 70 عاما، على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر والفاتيكان.

لقاء السيسي بالفاتيكان
وفي 24 نوفمبر 2014، اجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي مع البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، في أول زيارة يقوم بها رئيس مصري، للمقر البابوي منذ 8 سنوات، فضلا عن اجتماعه حينها مع رئيس وزراء الفاتيكان "بيترو بارولين"، بحسب ما أفادته وكالة أنباء الشرق الأوسط وقتذاك. ويعد البابا فرانسيس أول بابا يطلق مبادرة لتعزيز العلاقات بين المسلمين والكاثوليك، ودائما ما يؤكد أهمية عدم استخدام الدين وسيلة لتبرير العنف.

الإرهاب يفرض نفسه
ويؤكد الكاتب والمفكر السياسي القبطي جمال أسعد، إن زيارة بابا الفاتيكان، تأتي في هذا التوقيت كرد طبيعي لزيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للفاتيكان، التي جاءت في عام 2014، مشيرا إلى أن هناك العديد من القضايا تأتي محورا للنقاش في ظل ما يحدث من عمليات إرهابية، والتي ستكون حول تعميق الحوار الديني، والتأكيد على سماحة الأديان.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن هناك العديد من الزيارات من بينها الذهاب إلى الأزهر الشريف، والتي تأتي في اتجاه دعم دور الأزهر في الحوار الديني مع الفاتيكان، وكذلك في إطار ما يعرف بمؤتمر المواطنة والسلام.

وأوضح أسعد، أن هذه الزيارة تعكس مدى انفتاح البابا فرانسيس على الأديان الأخرى وأهمية التواصل الجاد، والذي ربما يأتي بنتائج مهمة لا سيما مع اندلاع حالات الإرهاب في المنطقة.

دعم معنوي
بدوره يؤكد الدكتور مختار غباشي، نائب مدير مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية، إن زيارة بابا الفاتيكان لمصر، لا تمثل تعاونا سياسيا أو اقتصاديا أو غير ذلك من التعاملات العادية مع الدول الأخرى، مشيرا إلى أن منصب بابا الفاتيكان يعد منصبا شرفيا، وأن زيارته تمثل دعما كبيرا على الصعيد المعنوي، حيث تتعطي ثقل أدبي كبير للغاية.

وبسؤاله عن تزامن الزيارة مع الأحداث والتفجيرات الإرهابية، يرى غباشي، أن الزيارة ستحتوي بالتأكيد على جانب هام في هذا الشأن، لافتا إلى أن الأحداث الإرهابية فرضت واقعا جديدا، وهو ما سيكون محط اهتمام بين الرئيس السيسي وبين بابا الفاتيكان.

ولفت إلى أنه ربما ستكون هناك أسئلة متعلقة بالعمليات الإرهابية، التي حدثت، مبينا أن الفاتيكان يعني بالديانة المسيحية على مستوى العالم، بصرف النظر عن الملل والنحل الكثيرة.

ملفات وقضايا
وافقه أيضا الدكتور، محمد حسين أستاذ العلاقات الدولية، الذي أكد إن الإرهاب سيكون على رأس الملفات التي ستتم مناقشتها خلال زيارة البابا فرنسيس لمصر، إلا أن الزيارة تأتي أكثر شرفية ومعناها ينحصر في هذا المعنى بعيدا عن السياسة تماما.

ولفت في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، إلى أنه كما أعلن أن الزيارة ستحتوي على عدد من الملفات، من بينها التواصل مع الأزهر الشريف، وزيارة الكاتدرائية المرقسية، وكذلك زيارة الكنيسة الكاثوليكية، مشددا على أهمية التعاون الجاد لا سيما في هذا التوقيت الذي تندلع فيه كوارث إرهابية.