كواليس مفاجئة في اللحظات الأخيرة قبل انفجار "كنيسة الإسكندرية".. هكذا أنقذ البابا تواضروس من عملية الاغتيال

محافظات

البابا تواضروس الثاني
البابا تواضروس الثاني


"العالم حاليًا أصبح في أمس الحاجة إلى الوداعة والنقاوة التي تنشر السلام والمحبة، لأنه بدونهما يتعالى الكبرياء الذي يولد العناد والكره"، بهذه الكلمات أنهى البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية عظته في صلاة أحد الشعانين بالكنيسة المرقسية بالإسكندرية، وذلك قبل ساعة من وقوع الحادث الانتحاري أمام الكنيسة، الذي أسفر عن سقوط 17 قتيلًا و49 مصابًا.

وجعل البابا تواضروس تلك اليوم مناسبة خاصة للشعب القبطي بالإسكندرية، بترأسه لأول مرة صلاة أحد الشعانين بمرقسية المحافظة منذ توليه الكرس البابوي، والذي كان يصليه كل عام في دير وادي النطرون، وقد تلقى البابا في البداية خبر حادث كنيسة مارجرجس بطنطا الذي أسفر عن سقوط قتلى ومصابين أثناء صلاته بالكنيسة المرقسية، وتوقف لعدة ثوان أثناء الصلاة، واستمر في المتابعة، دون التعليق على الحادث.

فيما أعلن عدد من الأقباط المتواجدين داخل الكنيسة المرقسية أثناء شرائهم الزعف، عدم غضبهم من خبر حادث كنيسة طنطا، لتزامنه مع بدء أسبوع الآلام واستقبال عيد القيامة، مستبشرين بصعودهم إلى السماء ورفعهم إلى درجة الشهداء.

وقالت إحدى السيدات أثناء شرائها الزعف قبل حادث المرقسية بساعات قليلة لـ"الفجر": "الأحداث الإرهابية لا تؤثر على استقبالنا الأعياد، لأنه قدر ضحايا حادث كنيسة طنطا بهذه الطريقة، وربنا يسامح الإرهابي الذي يقوم بهذه الجرائم". 

فيما ذكرت أخرى: "يا ريتنا نقدر نروح السما مثل شهداء حادث طنطا، فهم في أحسن مكان، وربنا يسامح الذين فعلوا كده، ونحن لا نخاف من الموت، ونحن على يقين بوعد السيد المسيح بأن الذي سيموت حيدخل الجنة، ووعده أكيد لنا".

فيما شعر أحد بائعي الزعف بالقرب من مدخل الكنيسة، بحالة من الحزن لسقوط ضحايا في حادث طنطا، واستهداف الكنيسة قبل عيد القيامة بأسبوع، قائلًا: "الأحداث الإرهابية تؤثر فينا، لأنه كان المفروض أن يقال لنا كل سنة وأنتم طيبين، لكنه لم يقال لنا، وكان واجب عليهم أن يعيدوا علينا، لكن نشعر أنهم يريدون أن نكتموا فرحتنا في قلوبنا، وأنا أشعر أن أخواتي الأقباط غير مبسوطين اليوم، بسبب حادث طنطا".

ورصدت "الفجر" قبل وقوع انفجار حادث طنطا وبدء توافد الأقباط إلى الكنيسة المرقسية بالإسكندرية لحضور الصلاة والعظة، استنفارًا أمنيًا، ووضع الحواجز الأمنية على مدخل شارع الكنيسة، وتفتيش الوافدين إلى الشارع والكشف عن هويتهم، فيما تواجدت الشرطيات برئاسة العميدة نجوى الحجار التي توفت على أثر الحادث، لتفتيش حقائب السيدات، والتأكد من عدم تواجد ما يعكر صفو الصلاة والاحتفال، وانتشرت قيادات الأمن، لرد أية أعمال خارجة عن القانون.

ووقع انفجار الكنيسة المرقسية عقب انتهاء البابا تواضروس الثاني من الصلاة بنحو الساعة، وتواجده داخل مقره بالكنيسة، لتلقي الاتصالات الخاصة بحادث طنطا، وأرجعت بعض التفسيرات، استهداف مقر الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، بهدف استهداف شخص البابا تواضروس الثاني، خاصة عند محاولة الانتحاري دخول الكنيسة، إلا أن البوابة الإلكترونية كما أوضح فيديو تفريغ الكاميرات، أظهرت أنه يحمل جسم غريب، مما أدى إلى تفجير نفسه.

وتسبب الحادث في حالة غضب واحتقان من الأقباط ضد العمليات الإرهابية المستهدفة مؤخرًا إياهم عقب حادث الكنيسة البطرسية في أواخر العام الماضي، وكنيسة مارجرجس بطنطا قبل سويعات من حادث المرقسية، وأصر عدد من المتجمهرين أمام مرقسية الإسكندرية على رفع الصليب ملطخًا بالدماء، والهتاف: "أهم أهم المسحيين أهم"، و"بالروح بالدم نفديك يا صليب"، فيما رد عدد من أصحاب المحلات المجاورين للكنيسة المرقسية، لتهدئة المشاعر الغاضبة، "مسلم.. مسيحي أيد واحدة"، فيما رد آخرون على ذلك الحادث بقطع طريق كورنيش البحر في منطقة محطة الرمل.

وردت الكنيسة المرقسية على ذلك الحادث في بيان رسمي لها، قائلة: "تودع الكنيسة القبطية المصرية الأرثوذكسية كنيسة الشهداء بمزيد من الفخر والاعتزاز بأبنائها، الذين استشهدوا اليوم الأحد أثناء إقامة صلوات قداس أحد الشعانين وهم يحملون سعف النخيل مصلين ومحتفلين بذكرى دخول السيد المسيح أورشيلم، حاملًا رسالة السلام والمحبة". 

وأضافت: "لقد زهقت أرواح الشهداء بأيدي أعداء البشرية وكارهي السلام وحاملي أدوات الدمار، إلا أنهم مع كل ذلك يرفعون صلواتهم إلى الديان العادل، الذي يسمع ويكتب أمامه سفر تذكرة"، كما نعت الكنيسة في البيان شهداء الوطن من رجال الشرطة، معلنة أنها ستصلي من أجل شفاء المصلين وحفظ مصر.

وأعلنت محافظة الإسكندرية في آخر بيان لها، أن إجمالي عدد الوفيات 17 قتيلًا، وإجمالي عدد المصابين وصل إلى 48 مصابًا، وبلغت عدد الإصابات بين قوات الشرطة ١٤ فردًا وإجمالي الوفيات من قوات الشرطة خلال الحادث 4 ضحايا.