الإرهاب الأسود يضرب مصر في أحد الشعانين.. وخبراء: سيؤثر على الاقتصاد "تقرير"

تقارير وحوارات

آثار دماء صحايا تفجير
آثار دماء صحايا تفجير الكنيسة المرقسية


أبى الإرهاب الخسيس أن يحتفل الإخوة الأقباط، بعيدهم، في أحد الشعانين، فحول فرحتهم إلى مأتم وجنازة، مذكرًا إياهم والمصريين جميعًا بوجهه القبيح الذي لا يعرف دينًا أو قيمًا أو أخلاقًا، حيث استيقظ المصريون على مجموعة تفجيرات في دور عبادة الأقباط وأماكن أخرى.

 

وقع أول تلك التفجيرات تحديدًا في الساعة الحادية عشرة وعشر دقائق من صباح اليوم الأحد، في كنسية مارجرجس الكائنة بشارع علي مبارك في مدينة طنطا، في أثناء صلاة الإخوة الأقباط، في إطار احتفالهم بأحد الشعانين، تزامنًا مع بدء أسبوع الآلام المقدس.

 

الانفجار كان مزلزلًا للغاية، بالنسبة لضخامة الخسائر البشرية والمادية التي أسفر عنها، حيث قضى أكثر من 25 شخصًا نحبهم، وفق التقديرات الأولية لوزراة الصحة، وأصيب ما يقرب من 100 شخص أيضًا، ومازالت الأعداد في تزايد.

 

ثاني تلك الانفجارات وقع - في الوقت الذي انفجرت فيه كنيسة مارجرجس - في مكز تدريب تابع للشرطة، ولكنه لم يحظ بالاهتمام الإعلامي، فيما يبدو لضخامة انفجار الكنيسة وحجم القتلى والمصابين.

 

ثالث تلك الانفجارات، وقع في الكنيسة المرقسية في الإسكندرية، تقريبًا بعدها بنصف ساعة، حيث صرح مسؤول مركز الإعلام الأمني، بوزارة الداخلية، بأن أفراد الخدمة الأمنية المعينة لتأمين الكنيسة المرقسية بمنطقة الرمل بالإسكندرية، تصدوا لمحاولة اقتحام أحد العناصر الإرهابية للكنيسة وتفجيرها بواسطة حزام ناسف، وذلك حال تواجد قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقصية داخلها لرئاسة الصلوات والذي لم يصب بسوء.

 

أضاف مسؤول المركز، أنه حال ضبط القوات للإرهابي، قام بتفجير نفسه في أفراد الخدمة الأمنية المعينة خارج الكنيسة، ما أسفر عن استشهاد ضابطين وضابطة وأمين شرطة من قوة مديرية أمن الإسكندرية وعدد من المواطنين، جارٍ حصر أعدادهم، إضافةً إلى وقوع العديد من الإصابات.

 

بحسب وزير الصحة، فقد أسفر الحادث عن ١٣ قتيلًا و٤٠ مصابًا، بينهم ١٣ من هيئة الشرطة، ومازالت الأعداد في تزايد.

 

التفجيرات كانت لها صدى سواء على المستوى المحلي أو الدولي.

 

الرئيس عبد الفتاح السيسي، أدان تفجير كنيسة مارجرجس، ووجه بفتح مستشفيات القوات المسلحة، لاستقبال المصابين، كما وجه الحكومة وقيادات الأجهزة المعنية بالتوجه إلى موقع انفجار الكنيسة، وتقديم الرعاية الصحية للمصابين.

 

من جانبه تابع المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، مع وزير الداخلية ومحافظ الغربية، تطورات الحادث، وبعدها توجه إلى موقع انفجار كنيسة مارجرجس، واجتمع مع المحافظ والقيادات الأمني.

 

كما توجه وزراء الصحة والتنمية المحلية والهجرة والتضامن والداخلية، إلى محافظة الإسكندرية؛ لمتابعة حادث انفجار كنيسة المرقسية.

 

كما أدانت مؤسسات الدولة المختلفة وكذلك الأحزاب والحركات ومؤسسة الأزهر الشريف ودار الإفتاء، الحادث، وقدمت التعازي لأهالي الضحايا، وأبدت رفضها لأشكال الإرهاب كافة.

 

توالت بيانات الشجب والإدانة الدولية، وكذلك الاتصالات بالرئيس عبد الفتاح السيسي لتقديم واجب العزاء، لأهالي ضحايا الكنيسة.

 

فمن جانبه اتصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالرئيس السيسي، وأبلغه تعازيه في ضحايا الحادث، وكذلك عدة دول أوروبية أصدرت بيانات شجب وإدانة، وكذلك دول الخليج ومؤسساتها.

 

كذلك أدانت عدت سفارات منها أمريكا وألمانيا الحادث، فضلُا عن إصدار الكيان الصهيوني بيان إدانة بشأن التفجيرات، وأيضا وزارات خارجية قطر والسعودية والبحرين والسودان والعراق وتركيا.

 

التفجيرات أسفر عن مقتل وإصابة العشرات، وكان أبرز الضحايا، المقدم عماد الركايبي، دفعة 2001 المعين خدمة أمام كنيسة مارمرقس بمنطقة العطارين بمحافظة الإسكندرية، والذي أنقذ الكنيسة من كارثة محققة، إثر تصديه رفقة طاقم الحراسة، لانتحاري حاول تفجير نفسه داخل الكنيسة.

 

كما استشهد المستشار صموئيل جورج، رئيس محكمة شبين الكوم بالمنوفية، الذي تواجد وقت انفجار كنيسة "مارجرجس" في طنطا.

 

أيضًا استشهدت العميد نجوى النجار، الضابط بقوة تفتيش الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية، في أحداث التفجير الذي شهدته محيط الكنيسة اليوم.

 

من جانبها أعلنت وكالة أعماق الإعلامية، التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق "داعش"، مسؤولية التنظيم، عن التفجيرات التي استهدفت عدة كنائس في مصر وأسفرت عن عشرات القتلى والمصابين.


من الناحية الاقتصادية كان هناك تحليل لخبراء، عن آثار التفجيرات على الأوضاع الاقتصادية لمصر، حيث يقول الدكتور شريف الدمرداش، الخبير الاقتصادي، إن تفجيري طنطا واﻹسكندرية، ستؤثر بشكل سلبي على الاقتصاد، وستضر بسمعة مصر، وهذه التأثيرات السلبية ستكون في عدة مجالات أبرزها السياحة التي ستتأثر بشكل كبير خصوصا بعدما وضعنا أملا على إعلان الولايات المتحدة اﻷمريكية منذ أيام أن مصر دولة آمنة.

 

تابع أن التفجيرات ستحد من تدفق الاستثمارات الأجنبية التي تعمل الحكومة حاليًا على جذب المزيد منها، والاقتصاد يحتاج إلى الاستقرار واﻷمن ولن يأتي إلينا المستثمرون طالما أننا دولة غير مستقرة نتيجة مثل هذه التفجيرات التى يقوم بها الجماعات اﻹرهابية.


رأى خالد الشافعي، المحلل الاقصادي، أن الاقتصاد، سيتأثر بالفعل، لأن رأس المال "جبان"، ويحتاج إلى اﻷمن والبعد عن العمليات الإرهابية والمشاكل، وأن التفجيرات ستؤثر سلبًا على اﻷوضاع السياسية التي ترتبط بشكل وثيق باﻷوضاع الاقتصادية.

 

أردف أن الجانب الأكبر من التأثير سيكون على حجم الاستثمارات اﻷجنبية، ولكن ذلك سيكون بشكل مؤقت، وليس على المدى البعيد، لأن اﻹرهاب موجود في كل العالم ومن يريد الاستثمار الحقيقي، لا يخاف من تلك اﻷعمال اﻹرهابية التي تنتشر حاليًا في مختلف الدول التي ليست بعيدة المنال عنه.


الدكتورة كريمة كُريم، أستاذ الاقتصاد بجامعة الأزهر، قالت هذه التفجيرات ستؤثر بشكل مباشر على الاستثمارات الأجنبية والمحلية معا "لو كان فيه فرصة لانفراجة في الاستثمارات الخارجية، بعد اللي حصل النهاردة المستثمرين هيخافوا حتى المستثمر المحلى هيقلل من توسعاته الاستثمارية".