خناقات الزمن الجميل.. أم كلثوم "بطلة الاستفزاز".. وأزمة سياسية بسبب "طقم صالون" (صور)

تقارير وحوارات

مشاهير الزمن الجميل
مشاهير الزمن الجميل



الزمن الجميل، هكذا يطلق على أجيال السبعينات لما كان يوجد في ذلك الزمن من جمال في تعاملات أبناء الجيل فيما بينهم البعض وكذلك غبداعاتهم على كافة المستويات، إلا أن ذلك الزمن شهد عدة "خناقات" بين أبناء جيله عكرت صفو الزمن الجميل.

طقم صالون في بيت الأمة
في أعقاب وفاة الزعيم سعد زغلول عام 1927، أصبحت مهام الوفد من نصيب الرجل الثاني مصطفى النحاس، صاحب الـ48 عامًا وقتها، والذي كان لا يزال عازبًا حتى عام 1934، فتزوج من فتاة تصغره في السن وكان لزواجه منها ظروفًا خاصة.

وبعد الزواج  بـ 15 يوم، ذهب "النحاس إلى بيت الأمة لمقابلة صفية زغلول، وحدثها عن رغبته في تطليق زوجته زينب الوكيل، لتطلب منه معرفة السبب الذي تمثل في إحضار أهل العروس لنصف طقم أوبيسون بدلًا من طقم ونصف وفق ما اتفقوا عليه، حسب ما روى زعيم الوفد.

على إثر ذلك اتهم "النحاس" عائلة "الوكيل" بالغش، وهو ما أثار غضب "صفية" التي قالت له: "مفيش رئيس وفد يطلق مراته إنت سامع"، قبل أن تستدعي أعضاء الوفد في منزلها لبحث الأمر.

وحينها قرر أعضاء الوفد دفع ثمن طقم الأوبيسون لـ"النحاس" حتى يعدل عن أمر طلاقه، ومنعًا لإعادة بحثه عن "مديحة" التي أحبها ورفضوا ارتباطه بها لأنها كانت سيدة مطلقة، لتستمر علاقة مصطفى النحاس باشا مع السيدة زينب الوكيل حتى وفاته في أغسطس 1965.



خناقة أم كلثون وجيهان السادات
وروى الفنان سمير صبري، خناقة كوكب الشرق أم كلثوم والرئيس الراحل أنور السادات وزوجته جيهان السادات.
ويقول "صبري": القصه بدأت عندما منعت أغانى كوكب الشرق أم كلثوم، من الإذاعه عبر الراديو، ولم تكن تذاع أيضا فى النادى الدولى كما هو معروف وقتها وكان ذلك فى عام 1974، وكنت قد تعودت على إنهاء كل حلقة من برنامج النادى الدولى بأغنيه لأم كلثوم، ويوماً جاء اليّ أحد المسؤولين في التلفزيون وقال لى بالنص: "أنت إزاى تحط فى كل حلقه أغنيه لأم كلثوم"، فقلت له: "وفيها ايه؟ وهى أم كلثوم شويه؟"، ولم اكن اعلم ماذا حدث وهل ارتكبت جرم شنيع لهذه الغضب.

 وأكمل الفنان سمير صبرى حكايته بأن المسؤول قال له أوقفها فوراً هوه انت ما تعرفش ان فيه خناقه بين أم كلثوم ومدام جيهان السادات، فرد صبري لأ، فرد عليه المسؤول قائلاً: "لا ده فيه خناقة كبيره واحنا منعنا أغانيها حتى لا تغضب مدام جيهان"، ورد سمير صبرى عليه "قلت له ايه الكلام ده اغانى ام كلثوم تمنع فى تلفزيون مصر".

ويضيف: "دعيت لأكون مذيع حفله كبيره أقيمت فى مستشفى المعادى تكريماً لجرحى الثوره، وكان يحضرها الرئيس أنور السادات وزوجته السيدة جيهان والموسيقار محمد عبدالوهاب، والسيدة أم كلثوم والفنان يوسف وهبى، وكانت من تغنى فى الحفل عليا التونسيه.

وذهب "صبري" لزوجة "السادات" وقال لها: "يا هانم أنا يصعب على أن يقال فى التلفزيون إن سيادتك منعت أغانى أم كلثوم من التلفزيون"، فاستنكرت لذلك لأنه لم يحدث واستدعت وزير الإعلام الذي كان وقتها يوسف السباعي وذهبوا إلى أم كلثوم وقالت لـ"السباعي: "ما عاش اللى يفكر حتى تفكير بأن يمنع أغانى أم كلثوم"، ثم تبادلت السيدة جيهان السادات القبلات مع أم كلثوم وقالت لها: "إنتي يا ست ثروه قوميه، وأغانيك فيها السعاده لملايين المصريين والعرب".

وفي مذكرات الكاتب الصحفى، مصطفى أمين، قال إن سر انقلاب السيدة جيهان السادات علي أم كلثوم هو قصة الصراع بين لقب سيدة مصر الأولي الذي سعت إليه جيهان السادات بحرص شديد، وسيدة الغناء العربي الذي تربعت به أم كلثوم علي عرش وقلوب الجماهير المصريه الغفيرة.

وكانت الشائعه الأقوى تقول إن سبب الحرب علي أغنيات أم كلثوم واصدار الأوامر بمنعها، السر هو رغبه الانتقام لدى سيدة مصر الأولى من المطربه التى داعبت زوجها الرئيس فى احدى المناسبات، وهى تصافحه قائلة "منور يا أبوالأنوار".



خناقة أم كلثوم والعندليب
أم كلثوم والعندليب عبدالحليم حافظ كانا دائمًا على خلاف، وكانت أم كلثوم دائمًا هى بطلة المواقف التى تستفز العندليب، فبعيدًا عن الواقعة المشهورة بينهما فى عيد ثورة يوليو 66 وإصرار أم كلثوم على الغناء قبله وتتعمد الإطالة فى وصلتها الغنائية، هناك واقعة أخرى جرت مطلع رمضان 1973 عندما قرر العندليب أن يقدم مسلسله الإذاعى "أرجوك لا تفهمنى بسرعة" مع عادل إمام ونجلاء فتحى إخراج محمد علوان، على إذاعة صوت العرب بدلا من محطة الشرق الأوسط، لرغبة المحطة فى استبعاد نجلاء فتحى من العمل وإصرار عبد الحليم عليها، لكن تدخل أصدقاء العندليب وأقنعوه بالعودة لإذاعة الشرق الأوسط.

وقتها كان الإذاعى وجدى الحكيم يشغل منصب مدير المنوعات بإذاعة صوت العرب، وكان يشرف بنفسه على الترتيبات استعدادًا لتسجيل المسلسل فى "صوت العرب"، واضطر عبد الحليم أن يستجيب لرغبة أصدقائه والعودة لإذاعة الشرق الأوسط، واعتذر حليم لصديقه وجدى الحكيم، لكن الإذاعى اشترط عليه أن يساعده فى تسجيل قصة حياة أم كلثوم بصوتها لإذاعتها على "صوت العرب" إذا أراد أن يذهب للمحطة المنافسة الشرق الأوسط، فقال له حليم: "وما علاقتى أنا بأم كلثوم وأنت تعرف ما بيننا"، فرد عليه وجدى أرسل لى من يؤثر عليها ويقنعها من أصدقائك، فاستجاب العندليب وطلب من محمود عوض أن يتحدث مع الست فى هذا الشأن فقالت له "ده من شلة عبد الحليم حافظ يا عوض"، فأجابها "أنا أيضا من أصدقاء عبد الحليم لكن الصداقة شىء والعمل شيئًا آخر، ووجدى إذاعى شاطر"، ووافقت الست على تسجيل مذكراتها لصوت العرب.. بحسب ما ذكره الكاتب الكبير الراحل محمد بديع سربيه فى مذكراته "مشوار مع العندليب الأسمر".


بعد موافقة أم كلثوم ارتاح الجميع، إذاعة الشرق الأوسط فازت بأول مسلسل إذاعى للعندليب، وصوت العرب بمذكرات أم كلثوم الصوتية، لكن قبل إذاعة الحلقة الأولى من "أرجوك لا تفهمنى بسرعة" فى رمضان، تلقى عبد الحليم مكالمة من إذاعة القاهرة وأبلغه المتصل: "أن أم كلثوم تريد إذاعة الحلقات التى سجلتها بصوتها على محطة صوت العرب فى نفس الدقيقة التى تذاع فيها حلقات مسلسلك على إذاعة الشرق الأوسط"، هنا استشاط العندليب غضبا وكبرت الأزمة بينهما.