في ذكرى مذبحة "بحر البقر".. تعرف على أبشع 5 مجازر إسرائيلية في حق العرب

تقارير وحوارات

مجزرة بحر البقر
مجزرة بحر البقر


جالسين في فصولهم، يستمعون بكل شغف لمعلميهم، وفجأة حلق فوق رؤوسهم عدد من الطائرات أزعجت أصواتهم العالية التلاميذ وعرقلت تواصلهم مع معلميهم، وما إن انتهت الحصة الأولى حتى بدأت المجزرة بقصف خمسة قنابل وصاروخين، حوّلا المدرسة لحطام وقضيت على أرواح التلاميذ الأبرياء.
 
الدرس انتهى لِمُّوا الكراريس، بالدم اللي على ورقهم سال، في قصر الأمم المتحدة، في مسابقة لرسوم الأطفال".. بهذه الجملة وثّق الشاعر الراحل صلاح جاهين، ما حدث في صباح يوم الأربعاء الموافق 8 أبريل سنة 1970، عندما انتهى مشهد تحليق طائرات "الفانتوم" الإسرائيلية في السماء المصرية، بمجزرة في مدرسة بحر البقر بمحافظة الشرقية، التي راح ضحيتها 30 طفلًا وأصيب فيها 50 آخرين.
 
لم تكن مجزرة "بحر البقر" الأولى ولا أصبحت الأخيرة في تاريخ المجازر الإسرائيلية في حق العرب، وفي ذكراها نرصد لكم أبرز المجازر التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية داخل الدول العربية.
 
مجزرة خان يونس
مذبحة خان يونس مذبحة نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق اللاجئين الفلسطينيين في مخيم خان يونس جنوبي قطاع غزة، في 12 نوفمبر 1956، والتي راح ضحيتها 500 فلسطيني، وبعد تسعة أيام من المجزرة الأولى نفذت وحدة من الجيش الإسرائيلي مجزرة وحشية أخرى راح ضحيتها نحو 275 شهيدا من المدنيين في نفس المخيم.
 
كما قتل أكثر من مائة فلسطيني آخر من سكان مخيم رفح للاجئين في نفس اليوم، وامتدت هذه المذبحة حتى حدود بلدة بني سهيلا، وكان اليهود يقتحمون المنازل ويأخذون الشباب من داخلها ويقتلونهم.
 
 
مذبحة مصنع أبو زعبل
مجزرة قام بها العدو الإسرائيلي بحق عمال مصنع أبوزعبل والذي كانت تملكه الشركة الأهلية للصناعات المعدنية وكان يعمل بطاقة 1300 عامل صباحاً، حيث قام طيران العدو الإسرائيلي بقصف المصنع في صباح 12 فبراير عام 1970 مما أسفر عن استشهاد 70 عاملاً وإصابة 69 آخرين، بالإضافة إلى تدمير المصنع، وكان الهدف من هذه العملية الضغط على الحكومة المصرية آنذاك للتوقف عن عمليات الاستنزاف التي كان ينفذها الفدائيون والقوات المسلحة.
 
مجزرة بحر البقر
مجزرة نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق طلاب مدرسة بحر البقر الابتدائية المشتركة، التي تقع بمركز الحسينية بمحافظة الشرقية، حيث قامت 5 طائرات إسرائيلية من طراز "فانتوم" بالتحليق فوق المدرسة وقذفتها في الساعة 9.20 صباح الأربعاء الموافق 8 أبريل 1970 ما أسفر عن مقتل 30 طفلاً ومُدرسًا، وإصابة 11 شخصًا من العاملين بالمدرسة، وجاءت هذه المجزرة للضغط على الحكومة المصرية وردًا على تدمير قوات البحرية المصرية للمدمرة "إيلات" وخسائر إسرائيل المتوالية في حرب الأشراف، الأمر الذي إلى دفع مصر لإنشاء سلاح للدفاع الجوي كقوة مستقلة في عام 1968 وتبعه إنشاء حائط الصواريخ الشهير بالاعتماد الكلي على الصواريخ السوفيتية سام.
 
مجزرة صبرا وشتيلا
مجزرة صبرا وشاتيلا هي مجزرة ارتكبها الجيش الإسرائيلي وجيش لبنان الجنوبي والقوات اللبنانية (الجناح العسكري لحزب الكتائب)، واستمرت ما بين 16 و18 سبتمبر 1982 ضد اللاجئين الفلسطينيين في مخيم صبرا وشاتيلا.

وبدأت أحداث المجزرة مع حلول ظلام يوم 16 سبتمبر 1982، حيث بدأ جنود الجيش الإسرائيلي والمجموعات الانعزالية (مقاتلو القوات اللبنانية وجيش لبنان الجنوبي) التقدم عبر الأزقة الجنوبية الغربية لمخيم صبرا وشاتيلا المقابلة لمستشفى "عكا" في منطقة كانت تسمى "الحرش"، وانتشروا في جميع شوارع المخيم وسيطروا عليه بشكل كامل.

وعلى مدار ثلاثة أيام بلياليها ارتكبت المجموعات الانعزالية والجنود الإسرائيليون مذابح بشعة ضد أهالي المخيم العزل، ونقل شهود عايشوا المجزرة مشاهد لنساء حوامل بقرت بطونهن وألقيت جثثهن في أزقة المخيم، وأطفال قطعت أطرافهم، وعشرات الأشلاء والجثث المشوهة التي تناثرت في الشوارع وداخل المنازل المدمرة.
 
 
مجزرة جنين
مجزرة جنين، ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في ابريل 2002، وكان خلالها 18 ألف مدني فلسطيني يواجهون الموت في مخيم "جنين"  الذي بدأ حصاره في الاول من ابريل 2002، من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، لتبدأ المجزرة بداخله في اليوم الثالث من شهر إبريل واستمرت لمدة 10 أيام كاملة ذاق فيها المدنيون جميع أنواع العذاب.
 
وكانت مذبحة "جنين" ضمن عملية اجتياح شاملة للضفة الغربية، من قبل القوات الإسرائيلية أعقبت تنفيذ عملية تفجير في فندق في مدينة نتانيا، حيث أعلن جيش الاحتلال أن سبب اقتحامه للمخيم هو القضاء على العناصر المسلحة القاطنة به، بعد هجوم في 27 مارس من نفس العام استهدف فندقًا في مدينة "نتانيا"، أودى بحياة 36 إسرائيليًا.
 
ولكن ما حدث على أرض الواقع كان تصفية لعدد كبير من المدنيين العزل والأطفال والشيوخ، حتى أن الجيش الإسرائيلي رفض دخول المساعدات الطبية أو إسعاف الجرحى، وقتل واعتقل منهم الكثيرين بلا رحمة أو إنسانية تذكر، فأصبح المخيم مسرحًا لمعركة شرسة بين طرفين المدنيين الفلسطينيين وقوات الاحتلال، ووصل عدد قتلى الفلسطينيين إلى 58 قتيلًا بحسب تقرير الأمم المتحدة.