تعرف على الصحابي الذي شرب دم النبي!

إسلاميات

تعرف على الصحابي
تعرف على الصحابي الذي شرب دم النبي


كان للصحابة الكرام في حبهم للنبي صلى الله عليه وآله وسلم عجائب .. فكان الواحد منهم من شده حبه للحبيب صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله يمرض إذا غاب عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

ومن تلك المواقف العجيبة لأحد الصحابة الكرام مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما ذكره الكثير من كتب الحديث الشريف المعتمدة عند أهل السنة، وذكره كذلك الكثير من العلماء الثقات في كتبهم معلقين عليهم بالقبول.
وكان هذا الصحابي الجليل قد أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يحتجم، فلما فرغ، قال له النبي! اذهب بهذا الدم فأهرقه حيث لا يراك أحد، فلما برز عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عمد إلى الدم، فشربه فلما رجع، قال له النبي: ما صنعت بالدم؟ قال: عمدت إلى أخفى موضع علمت، فجعلته فيه، قال: لعلك شربته؟ قال: نعم. قال: ولم شربت الدم؟ ويل للناس منك، وويل لك من الناس.

إنه الصحابي عبدالله بن الزبير بن العوام، الذي كان أول مولود للمهاجرين بالمدينة، أمه أسماء بنت سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وعندا ولد فرح المسلمون بمولده لأنه أبطل مزاعم اليهود القاطنين بالمدينة، فقد زعموا أنهم سحروا للمسلمين حتي لا يولد لهم أي مولود ذكرا ابدًا.

وكان عبدالله بن الزبير فارس قريش في زمانه، وشهد معركة اليرموك وهو مراهق، كما شهد فتح أفريقيا والمغرب وغزو القسطنطينية، ويوم الجمل مع خالته أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنه، وكان يضرب المثل بشجاعته، وكانت السيدة عائشة تكنى به فيقال لها أم عبد الله، وقيل عنه أنه لم يكن أحد أحب إليها بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أبيها أبي بكر وبعده ابن الزبير.

وكان عبدالله بن الزبير قارئاً للقرآن متتبعاً لسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، روى عن الرسول صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله ثلاثة وثلاثين حديثاً، وهو أحد العبادلة الأربعة التقاة: وهم عبد الله ابن عباس، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن مسعود.

وقد أورد قصة شربه لدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم الكثير من كتب السنة والعلماء ومن بينهم الإمام البخاري في "التاريخ الكبير"، والإمام الحاكم في "المستدرك"، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"، والإمام البزار في مسنده، والإمام البيهقي في "السنن الكبرى"، ولكن بلفظ: "ما تلقى أمتك منك !"، والإمام الترمذي في "نوادر الأصول"، والإمام القرطبي في تفسيره، والإمام ابن كثير في "البداية والنهاية"، والإمام الذهبي في "سير أعلام النبلاء"، والإمام ابن عساكر في "تاريخ دمشق"، والإمام أبو يعلى في "المسند"، والإمام الطبراني، والإمام الهيثمي في "مجمع الزوائد"، والإمام ابن الملقن في "البدر المنير"، والإمام أبو نعيم في "الحلية" و"الضياء المختارة"، والإمام البوصيري في "إتحاف الخيرة المهرة".

وقد جود إسناد هذا الخبر أمير المؤمنين في الحديث وشارح صحيح البخاري الإمام ابن حجر العسقلاني في "التلخيص الحبير"، وحسَّـنَ إسنـاده أيضًا الإمام السيوطي في كتابه "الخصائص الكبرى"، وبوب له الإمام البيهقي رحمه الله بابًا في كتابه "سنن البيهقي الكبرى" في الجزء السابع باسم: "باب تركه الإنكار على من شرب بوله ودمه".

وقال العلماء عن الك الواقعه أن ذلك من خصوصيات النبي صلى الله عليه وآله وسلم التي انفرد بها في الحكم عن سائر الأمة، وهي خصوصيات كثيرة جمعها أهل العلم في مجلدات، مثل الإمام السيوطي في كتابه "الخصائص الكبرى"، فقد نص بعض أهل العلم على طهارة دمه الشريف صلى الله عليه وسلم اعتمادا على قصة عبد الله بن الزبير.

وتحدث عن ذلك أيضًا القاضي عياض المالكي في كتابه "الشفا في التعريف بحقوق المصطفى"، والإمام زكريا الأنصاري الشافعي في فتوى له، والإمام محمد بن الخطيب الشربيني في كتابه "مغني المحتاج"، والإمام الزيلعي في كتابه "تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق".