كيف بررت وسائل الإعلام الروسية الهجوم الكيميائى في "خان شيخون"

عربي ودولي

هجوم الكيميائي في
هجوم الكيميائي في خان شيخون



منذ وقوع الهجوم الكيميائي أمس الثلاثاء، على سكان مدينة "خان شيخون" السورية، تتوالى بعض التحليلات، والتى يأتي على رأس تلك الدول التي تناولت هذا الحادث، والتي دائما ما تلجأ إلى مبررات ترى الحدث بعيون أخرى، روسيا الداعم الأول والمساند للنظام السوري، ومن هنا رصدت "الفجر" كيف بررت روسيا هذا الهجوم الكيميائي؟

لقطات لا تتضمن أية دلائل

ذكر محللون عسكريون روس، أن الشهادات واللقطات من بلدة خان شيخون السورية، لا تتضمن أية دلائل على استخدام قنبلة جوية تحتوي على مواد كيميائية، مشيرين إلى أن ذلك لا يحدث ذالك إلا عبر طريقتين فقط وهما (من خلال أجهزة خاصة لرش المادة السامة، كما استخدم من قبل في فيتنام من قبل أمريكا، أوعبر إلقاء قنابل جوية تحتوي على مادة كيميائية).

ضحايا بالآلاف

كما أكد المحللون، أنه لو استخدم الطيران السوري قنبلة كيميائية أو رش مادة سامة سائلة من الجو، لبلغت حصيلة الضحايا آلاف القتلى، وأنه في حال رش المادة الكيميائية السامة من الجو، سيتجاوز عرض الشريط الملوث بضع مئات من الأمتار مع ذيل رش يزيد على كيلومتر واحد.

تلوث أكبر

وأوضح الخبراء الروس، أنه في حال استخدام القنبلة الجوية الكيميائية، سيبلغ عمق منطقة التلوث حول مكان سقوط القنبلة مئات الأمتار، إذ ستشمل تلك المنطقة عشرات المنازل في الشوارع المجاورة.

وإذا ما أخذ بالاعتبار أن عدد السكان بلدة خان شيخون الواقعة في ريف إدلب يبلغ نحو 40 ألف نسمة، فإن عدد الضحايا سيكون بالآلاف في حال استخدام مثل هذا النوع من الأسلحة من الجو.

العمال بدون كمامات

وتابعوا، بأنه كان من اللافت أن اللقطات من خان شيخون، تظهر نشطاء من فريق "الخوذ البيضاء" بدون كمامات وهم يعملون على إسعاف المصابين، وهذا يتعارض تماما مع حالة الجو الهادئ مع الرياح الخفيفة، الذي لا يسمح الخليط من الغازات السامة في الجو لعمال الإغاثة، بإجراء أي عمليات إنقاذ بدون كمامات لفترة تتجاوز 5 دقائق.

لا توجد حفر

ولفت المحللون، إلى أنه لم تنشر في الإنترنت أي صور لحفرة قد تكون ناجمة عن استخدام قنبلة جوية أو شظايا مثل هذه القنبلة، وهو ما يعني أيضا عدم إطلاق أية صواريخ كما تردد وقيل.

مصدر التلوث على الأرض

وشدد المحللون، على أن التفسير الوحيد للوضع الكارثي الذي نشب في خان شيخون، هو وجود مصدر التلوث على الأرض أو تحت الأرض في المنطقة نفسها، جاء ذلك فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن الطيران السوري وجه في الساعة 11.30 – 12.30 ضربة جوية إلى مشارف خان شيخون الشرقية، استهدف فيها مستودعًا كبيرًا للذخيرة وتجمع آليات حربية تابعة للإرهابيين، بجانب ورش لتصنيع قذائف كيميائية توجد في محيط المخزن.

إرهابيين نقلوها

ونفى المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، أن الإرهابيين كانوا ينقلون المواد الكيميائية من هذا المستودع إلى العراق، حيث تم توثيق استخدامها من قبل الإرهابيين أكثر من مرة، مشيرًا إلى أن نفس الذخائر المحشوة بالمواد الكيميائية استخدمت في حلب السورية، حيث وثق خبراء روس آثارها.

داعش المتهم

ومن المبررات التي قدموها أيضا، هو توجيه أصابع الاتهام إلى تنظيم داعش الإرهابي، حيث أكدت وزارة الدفاع الروسية أن طائرات سلاح الجو السوري قصفت صباح أمس في الأطراف الشرقية لبلدة خان شيخون بريف إدلب مستودعا للذخائر يحتوي على أسلحة كيميائية ومعملا لإنتاج قنابل تحتوي على مواد سامة، وهو ما يشير إلى أن تلك المعامل تابعة لتلك الجماعات الإرهابية، حسب قولهم.

وقالت بأن هذا يدعم ما قيل قبل ذلك في تصريحات وتقارير دولية من أن التنظيمات المسلحة المتطرفة قادرة على إنتاج واستخدام الأسلحة الكيميائية، ففي نهاية يناير الماضي أعلنت القوات العراقية أنها عثرت على معمل لإنتاج غاز الخردل في القسم الشرقي الذي تم تحريره من مدينة الموصل، فضلا عن الكثير من الأدلة الأخرى.

وأوضحت أيضا أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية جون برينان، أكد قبل ذلك في شهر فبراير 2016، مصرحًا بأن تنظيم "داعش" لديه القدرة على صنع كميات صغيرة من غاز الكلور وغاز الخردل.

وأعلن المتحدث باسم التحالف الدولي ستيف وارن، في شهر مايو 2016 أن تنظيم "داعش استخدم الأسلحة الكيميائية ما بين 15 إلى 20 مرة، أسفر عن مقتل 13 مدنيا من بينهم 3 أطفال بمنطقة تازة" في محافظة كركوك شمال العراق، موضحا أن "الأسلحة الكيميائية التي استخدمها داعش، صنعت من الكلور المخلوط مع غاز الخردل".