كيف سيتفاعل "ترامب" مع زيارة الرئيس السيسي؟ خبراء يوضحون

عربي ودولي

بوابة الفجر


يظل الرئيس"عبد الفتاح السيسي"عنوانا أساسياً من عناوين التواصل مع الخارج، فمنذ أن وصل إلى سدة الحكم، أخذ على عاتقه الاهتمام بالتوسع والانفتاح على الدول الأخرى، ومن هنا تأتي زيارته إلى الولايات المتحدة الأمريكية الحالية التي لديها اهتماما كبيرا وصدى واسعا.

قضايا وملفات
وتأتي هذه الزيارة وسط كم كبير من القضايا والملفات التي تندلع بها المنطقة، فضلاً عن قضايا الداخل المصري، يأتي على رأسها الإهتمام البالغ في دعم الإقتصاد المصري، فضلاً عن بحث التصدي لجماعة الإخوان التي تمثل خطراً كبيراً، وكذلك دعم القضية الفلسطينية ومحاولة إقناع ترامب بعدم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وتبين خطورة ذلك على القضية الفلسطينية.

الزيارة والإخوان
حيث أكد السفير "ياسر رضا" سفير مصر في الولايات المتحدة الأمريكية، إن هناك إقتناع لدى الإدارة الأمريكية أن ممارسات الإخوان إرهاب، مشيراً إلى أن زيارة السيسي ربما تساهم في إقناع ترامب بتصنيف الإخوان ضمن الجماعات الإرهابية، إلا أنه لا يتوقع أن تعلن أمريكا أن الإخوان منظمة إرهابية غدًا، قائلا " ربما زيارة السيسي تساهم في تحقيق ذلك".

أهداف الزيارة
كما كشف السفير"علاء يوسف"، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، عن الأهداف المصرية من وراء زيارة الولايات المتحدة الأمريكية، ولقاء الرئيس السيسي لدونالد ترامب، حيث أشار إلى أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى الولايات المتحدة الأمريكية تهدف إلى التواصل مع الإدارة الأمريكية، لتبيين حقيقة الموقف المصري، على الصعيدين الداخلي والخارجي.

الجانب الاقتصادي
وأوضح السفير، أن الجانب الاقتصادي حاضر بقوة في أجندة الرئيس خلال الزيارة، وذلك بالتواصل مع الشركات الأجنبية، مشيرا إلى أن مصر تحصل على 33 % من إجمالي الاستثمارات الأمريكية في القارة الإفريقية، وهو ما يعكس اهتماما أمريكيا بالاستثمار في مصر، ومن ثم سيجرى عدد من اللقاءات مع مجتمع الأعمال الأمريكي، لتحديد الاتفاقيات ومسار التعاون الاقتصادي الجديد.

مكافحة الإرهاب
وفي شأن مكافحة الإرهاب، أكد السفير"علاء يوسف"، أن البيت الأبيض يشيد بدور مصر في مكافحة الإرهاب، فضلا عن دعم مصر الكامل في هذا المجال، موضحا أن الرئيس السيسي سيعقد بعض اللقاءات الخاصة أيضا بهذا الشأن، وذلك لإطلاع الجانب الأمريكي على عناصر الموقف المصري من مكافحة الإرهاب، وتبين الإستراتيجية الشاملة التي ندعوا المجتمع الدولي إلى تبنيها من أجل مكافحة الإرهاب، والعمل على استئصاله من جذوره.

التعاون العسكري
وفيما يخص التعاون العسكري، بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية، أكد السفير علاء يوسف، أن هذا التعاون يشكل أحد عناصر القوة في العلاقات بين الطرفين والمستمرة منذ مئات السنين، كما يمثل هذا التعاون أساسا لإرساء السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

مكافحة الإرهاب
من جانبه أكد اللواء، "طلعت مسلم"، الخبير الإستراتيجي والعسكري، إن إدارة ترامب لديها اهتمام كبير منذ يومها الأول بمجال مكافحة الإرهاب، ومن ثم سيكون هناك اهتماما كبيرا بتفاعل ترامب مع الجانب المصري في مجال مكافحة الإرهاب، الذي تتولى مصر فيه درجات متقدمة.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن الإرهاب أصبح خطيرا للغاية، لا سيما على أمريكا ودول أوروبا التي تسعى بكل الطرق الآن إلى العمل على مكافحته بعدما انقلب عليها، وبات يخرب ويدمر في بلدانها.

وأوضح أن ملف الإرهاب يتوقع أنه من أهم الملفات التي سيتفاعل معها ترامب بإيجابية شديدة للغاية، وهو ما سينسحب أيضا بإيجابيته على المساعدات العسكرية لمصر، والتي تحتاج إليها دائما لمكافحة الإرهاب.

تفاعل قوي
من جانبها أكدت الدكتورة "هدى راغب"، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، أن تفاعل إدارة ترامب مع الجانب المصري، ومع القضايا المطروحة للنقاش، ستحمل درجة قوية للغاية، لا سيما مع الدرجة المتميزة التي تحوزها مصر في المنطقة، وكونها الأكثر فاعلية في الكثير من القضايا.

وأضافت في تصريحات خاصة لـ"لفجر"، أن مجال مكافحة الإرهاب، والدعم الاقتصادي الأمريكي لمصر، فضلا عن اتجاهات الإدارة الأمريكية تجاه الإخوان، من أكثر الملفات التي تنتظر تفاعلا كبيرا من الرئيس الأمريكي، لا سيما أنه أظهر تعاونا جادا مع إدارة الرئيس السيسي فور وصوله الرئاسة الأمريكية.

وشددت أن مصر لديها دورا فاعلا في العديد من قضايا المنطقة، خاصة مع موقعها الكبير الذي يؤهلها لذلك، ومن ثم فإن الأوضاع تحتم على الإدارة الأمريكية التفاعل الإيجابي مع الجانب المصري.

الإرهاب والجماعات المتطرفة
ويرى الدكتور"عمرو عبد المنعم"، خبير الجماعات الجهادية وجماعات الإسلام السياسي، أن إدارة ترامب، دائما ما تختلف سياستها عن الرئيس الأمريكي، مشيرا إلى أن ترامب، لديه سياسته القائمة على "البروباجندا" والشبيهة إلى حد كبير بالأفلام الهليودية، مستدلا بالتراجع عن تصنيف جماعة الإخوان ضمن الجماعات الإرهابية، وهو ما يعكس اختلاف الرؤى بين ترامب وبين إدارته، خاصة أن الرئيس الأمريكي، كان ينظر إلى الأمر بحرص شديد.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن التعاون بين الإدارة الأمريكية، وبين الرئيس السيسي، في ظل الكثير من الملفات والقضايا المطروحة، ربما يشهد تقدما وتفاعلا من قبل الإدارة الأمريكية، مذكرا بأن الإدارات السابقة حرصت دائما على إحراج الموقف المصري، إلا أن تلك المرة ربما يكون التفاعل أفضل.

وعن ملفات الجماعات المسلحة والإرهاب، أوضع عبد المنعم، أنه من المنتظر إيجاد تعاون جدي، في هذا المجال، لا سيما أن ملف الإرهاب أصبح مؤرقا للولايات المتحدة، مما سيسهم في إيجاد تعاون بين الطرفين.