استثمارات ومحاربة إيران.. الملف الكامل لمكاسب السعودية من زيارة ولي العهد لواشنطن

تقارير وحوارات

لقاء ترامب وولي العهد
لقاء ترامب وولي العهد السعودي


خلال الأيام الماضية، زار ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، واشنطن، وبحث الملفين الإيراني والإرهاب في المنطقة، وإنتهت الزيارة إلى الوصول لعدة تفاهمات ورغبة ملحة لمواجهة كافة التحديات.

زيارة الأمير محمد بن سلمان، التي تُعَدُّ الأولى من نوعها منذ تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مهام منصبه، وأول مسؤول خليجي يلتقي “ترامب”، تأتي في ظل تحركات خارجية مكثفة من قادة المملكة، حيث يقوم خادم الحرمين الشريفين بجولة آسْيَوِيَّة، تمتد لشهر، وتشمل 7 دول هي: ماليزيا، وإندونيسيا، وبروناي، واليابان، والصين، والمالديف، ويختتم جولته بالأردن، حيث يرأس وفد المملكة في القمة العربية بالعاصمة عمَّان.

وظهرت حالة بين الود في اللقاء، حيث كسر "ترامب" بروتوكلات البيت الابيض وأقام مأدبة غداء على شرف ضيفه، وهذه كانت خطوة غير عادية باعتبار أنها تقام في العادة ووفق تقاليد البيت الابيض على شرف رؤساء الدول لا السياسيين مهما كانت رتبهم.

وهناك عدة مكاسب خرجت بها الرياض خلال زيارة "سلمان" لواشنطن ولقاءه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

تفهم الجانبين في عدد من الملفات
فخلال لقاء ولي العهد بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدا واضحًا التوافق والانسجام بين الجانبين في التعامل مع العديد من الملفات، أبرزها التصدي للأنشطة الإيرانية الإقليمية المزعزعة للاستقرار في المنطقة، كما اتفق الجانبان على ضرورة توسيع نطاق مواجهة خطر التنظيمات الإرهابية التي باتت تهدد العالم.

استثمارات سعودية في أمريكا
اقتصادياً، شهد اللقاء سلسلة تفاهمات هامة، منها إطلاق استثمارات سعودية كبيرة في الولايات المتحدة، فضلًا عن فتح فرص للشركات الأميركية للدخول إلى السوق السعودية وفق رؤية المملكة 2030،  كما بحث الجانبان برنامجاً مشتركاً لمشاريع تطوير تقدر قيمتها بنحو مئتي مليار دولار، خلال الأربع سنوات المقبلة.

التصدي لأنشطة إيران
وتصدرت ملفات محاربة تنظيم داعش والتصدي لأنشطة إيران والتعاون الدفاعي، أيضاً مباحثات الأمير محمد بن سلمان مع نظيره وزير الدفاع الأميركي وكبار مسؤولي إدارة ترمب.

تعميق العلاقات الأمريكية السعودية
وفي برقية أرسلها للرئيس الأميركي بعد مغادرته واشنطن، أشاد الأمير محمد بنسلمان بالمباحثات المستفيضة التي أجراها في واشنطن، مؤكداً أنها ستسهم بشكل كبير في تعميق العلاقات وتحقيق الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة والعالم.

تلبية الاحتياجات العسكرية للرياض 
الصحف العربية لم تغفل الزيارة، قأبرزت صحيفة "الغد" الأردنية تصريحات مستشار ولي ولي العهد التي قال فيها إن " الأمير محمد بن سلمان وترامب اتفقا على أن إيران تمثل تهديدا أمنيا على المنطقة" كما وصفت المحادثات بأنها "نقطة تحول تاريخية" في العلاقات بين البلدين، أما صحيفة الرأي الكويتية، فأشارت إلى أن واشنطن مستعدة لتلبية "كل الاحتياجات العسكرية للرياض".

تحديد أسعار الوقود عالميًا
أما "أسوشيتد برس"، رجحت أن يكون اللقاء شمل مناقشة أسعار الطاقة العالمية، والصراعات في سوريا، والعراق، وليبيا، واليمن، والدعم الأمريكي للتحالف العربي الذي تقوده المملكة ضد الميليشيات الانقلابية في اليمن، وذَكَرَت الوكالة الأمريكية، أن الرياض تُعَدُّ أكبر مشترٍ للأسلحة الأمريكية، كما أنها جزء مُهِمٌّ من حملة التحالف التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا.

إتفاقات لمواجهة إيران
ونقلت صحيفة "واشنطن تايمز" عن مصادر مقربة من البيت الابيض قولها إن الأمير محمد أعرب عن تضامن السعودية مع سياسة ترامب الحازمة ضد إيران، مشيرة إلى أن الرياض ودول الخليج الأخرى تأمل أن ينهي ترامب سياسة أوباما المتراخية والتقاربية تجاه الدولة الفارسية.

ونقلت عن مدير المؤسسة العربية للابحاث في واشنطن علي شهابي قوله إن “الأمير محمد بن سلمان جاء هنا بهدف إحياء العلاقة الاستراتيجية القوية بين البلدين، والتي استمرت لأكثر من 50 عاما، وهو في الحقيقة يسعى إلى رفع تلك العلاقة لمستوى أكبر، وخاصة فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب والوقوف ضد سياسة إيران العدائية.

وأضاف شهابي: "الموضوع ليس مجرد تحول السياسة الأميركية تجاه إيران بل إن ترامب أحاط نفسه بمساعدين ووزراء يعرفون منطقة الشرق الأوسط جيدا، ويفهمون أن إيران وحرسها الثوري يسعيان إلى تقويض المصالح الأميركية في المنطقة من خلال زعزعة منطقة الخليج".

شراكة اقتصادية بشكل أكثر
وحسب جريدة المغرب، فيقول الكاتب العراقي المختصّ في الشؤون الأمريكية الدكتور جاسم البديوي إن إدارة ترامب تريد اشراك السعودية في جهودها للحرب ضد "داعش" الارهابي ، مضيفا انّ ترامب رجل اعمال يحاول الاستفادة من الفرصة اقتصاديا وماليا اكثر من الجانب السياسي .

ويضيف الخبير في الشؤؤن الأمريكية، حسب الصحيفة، أن إدارة البيت الابيض الحالية لم تنجح في الايفاء بما وعدت به، اذ نجحت فقط في استعداء البلدان وفي استعداء الكثير من فئات المجتمع الامريكي منها سخريته من السعودية ورؤيته التي تقول "ادفع كي احميك"، مضيفًا أنه يعلل ذلك بان الولايات المتحدة تخسر الكثير من الاموال في الحروب دون ان يعود ذلك بالفائدة على المؤسسة العسكرية . 


وعن أبعاد العلاقة الجديدة التي قد يرى البعض انها منعطف او متغير في تعاطي ترامب مع الرياض ، قال إن الوجود الايراني المتنامي في الشرق الاوسط وبعد أن قطعت إدارة أوباما شوطًا كبيرًا في جر ايران نحو السلام بالاتفاق النووي وغيرها من الاتفاقات وماعقب ذلك من فترة واعدة تؤدي فيها إيران دورًا ايجابيًا في سوريا، الا انّ العلاقة الاخيرة بين ترامب والسعودية لم تخل من مخاوف بين الطرفين فالسعودية تخاف من دور إيران وتخشاه خصوصا بما منحته ادارة اوباما من دور اكبر لطهران ومن جانب اخر نرى انه من الجانب الامريكي تم وضع اللمسات الاخيرة على قانون يحاسب الضالعين في احداث 11 سبتمبر ، بالتالي كل هذا استلزم تقديم السعودية لتنازلات تكون فيها في صف الحلف الامريكي ضد ايران وهي تنازلات اقتصادية".

شروط التوافق السعودي الأمريكي
وأضاف أن التوافق الامريكي السعودي جاء بشروط امريكية من بينها فرض عدة متغيرات مثل طبيعة العلاقة بين الرياض وبغداد في مسالة التصدي لداعش، وهو ماظهر واضحًا من خلال زيارة الوفد السعودي الاخيرة الى العراق بعد سنوات من الجفاء والعداء وهو مايدل على التفاهم بين البلدين الذي ينذر بتفاهمات ايضا في ملف الحرب ضدّ داعش رغم وصول المعركة الى نهايتها مع قرب تحرير اخر معاقل داعش الرسمية في الموصل.

وتابع البديوي ان من ضمن اشتراطات ادارة ترامب هو تطوير العلاقة او تصفير المشاكل مع الحكومة العراقية وتوحيد الجبهة ضد "داعش" رغم ان معركة "داعش" في العراق وصلت الى اخر مراحلها على حدّ قوله .


وفي أول رد رسمي من السعودية على الزيارة، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن زيارة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى أمريكا عكست عمق العلاقات بين البلدين.

وأضاف "الجبير" في تغريدة عبر حسابه الرسمي بـ"تويتر"، قائلًا: "إن الزيارة عكست التطابق تجاه القضايا التي تعيشها المنطقة، وأن اجتماع ولي ولي العهد مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان إيجابيًا وتناول كل الموضوعات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين.