في غياب تام للأمن.. محرر "الفجر" يتسول بالمترو ويجمع ٣٢٠ جنيها في 4 ساعات (صور)

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


وافق رئيس مجلس الوزراء المهندس شريف إسماعيل، على قرار الدكتور هشام عرفات وزير النقل، بزيادة سعر تذكرة المترو إلى جنيهين للتذكرة الكاملة، وجنيه ونصف للأنصاف، وجنيه لذوى الاحتياجات الخاصة، وسبقتها الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق، بفرضها عقوبات وغرامات رادعة على المخالفين من ركاب مترو الأنفاق.

 

وتتضمن المخالفات، "ركوب المترو بدون تذكرة، وعدم استخدام التذكرة أثناء الدخول من البوابات، واستخدام تذكرة سبق استخدامها، والركوب بتذكرة بتخفيض لا يستحقه الراكب وتجاوز المنطقة المحددة بالاشتراك"، كما تشمل الغرامات أيضا مخالفات "التدخين بداخل المحطات وعربات المترو، إلقاء المخلفات في المحطات أو عربات المترو، ومخالفة قواعد الركوب في عربة السيدات"، وتم رفع قيمة الغرامة إلى 100 جنيه في حالة مزاولة البيع بالقطارات أو المحطات دون تصريح، أو التسول بالقطارات أو المحطات، أو إساءة استعمال المترو، أو العبث بالمعدات والأجهزة الخاصة بالقطارات، أو عبور شريط السكة الحديد، أو لصق إعلانات أو أية ملصقات داخل القطارات أو المحطات.

 

وتلقى الجمهور هذا الخبر بين ترحيب وغضب، فمنهم من يرى أن زيادة سعر تذكرة المترو ضرورة لتحسين الخدمات، بشرط أن يكون مقابل هذه الزيادة خدمات مثل السيطرة على الباعة المتجولين، والتسول داخل القطارات، وزيادة عدد القطارات المكيفة، وغضب آخرون من الخبر بسبب أن الوضع الحالي للبلاد لن يحتمل أى زيادة لأي شئ.

 

فحين تطأ قدماك محطة مترو، تجد أول ما تمر به بوابة إلكترونية للكشف عن الحقائب، يجلس أمامها فرد أمن من موظفي المترو وبجواره ضابطاً وأمين شرطة، بالإضافة إلى أفراد الأمن المتواجدين على ماكينة التذاكر، حتى يمنعوا المواطنين من المرور إلى عربات مترو الأنفاق بدون تذكرة، وبعدها تجد على رصيف القطار، عدد من العساكر وأمناء الشرطة، مهمتهم تنظيم الحركة على الرصيف، وإلقاء القبض على من يخالف قوانين مترو الأنفاق.

 

وبالرغم من كل ما سبق من تشديدات أمنية، ووجود عقوبات مغلظة على المخالفين, قام محرر الفجر، بارتداء ملابس ممزقة، واستعان ببعض المواد ووضعها على وجهه، حتى يشبه المتسولين الذين يتجولون داخل عربات المترو.

 

وعند دخوله محطة مترو السيدة زينب وأثناء المرور من بوابة الكشف عن الحقائب، ومن المفترض أن يثير مظهره الشكوك، لكنه لم يعترضه أحدًا من رجال الشرطة، وفى محاولة منه للفت انتباههم قام بالقفز من على ماكينة التذاكر، ولكنه فوجئ بأن الموقف مر مرور الكرام من قبل أفراد الأمن جراء التصرف الذي من المفترض أن يعرضه لعقوبة قانونية، مقابل كلمة "معلش يا شبح".

 

 

وقام محرر الفجر بالنزول إلى الرصيف وتجول عليه بمظهره الملفت للنظر والمثير للتساؤلات، بالإضافة إلى قيامه بتصرفات تثير الشكوك حوله، مثل قيامه بالوقوف عند المنطقة المخصصة لعربات السيدات، ونظراته على السيدات الجالسات على رصيف المحطة بطريقة ملفتة تجعل من حوله ينتابه القلق، ولكنه لم يجد سوى عسكرى شرطة، قائلاً "يا أستاذ ده مكان عربية السيدات".

 

وبعدها تسلق قطار المترو المتجه للمرج من محطة السيدة زينب، ومدد يده للأمام متباكياً، طالبًا المساعدة من الركاب، بحجة أنه سرق وأخذ منه كل شيء، وأراد بعض المال حتى يتمكن من العودة لبلده، وتفاجئ بأن معظم الركاب تعاطفوا معه وقدموا إليه المساعدة.

 

وكان أول مشهد غريب قابله المحرر هو شاب فرغ نفسه تمامًا ليسمع قصته كاملة ليعرف كيف وصل به الحال لهذا الوضع، وبعد الانتهاء من قصته المفبركة قدم له مبلغ 20 جنيهًا، والمشهد الثانى كان مواطن فى العقد الخامس من عمره والذى اكتفى بتقديم النصيحة له، بطريقة مهذبة وكانت "روح دور على أى شغل يابنى وهات فلوس، وبلاش تقلل من نفسك وتشحت كده".

 

 

وبعد الوصول لمحطة المرج دون أى رد فعل من قبل القائمين على مترو الأنفاق، أو جهاز الشرطة المكلف بضبط الخارجين عن القانون، كرر التجربة حتى وصل لمحطة مترو حلوان، وقام بعمل التجربة نفسها مع الركاب، في عربات مختلفة وقطارات متعددة، ولم يجد من يقول له ماذا تفعل، حتى انتهى به المطاف للعودة لمحطة مترو السيدة زينب مرة أخرى، وكانت حصيلة تلك الرحلة التى استغرقت حوالي 4 ساعات ونصف، هى مبلغ قدره ٣٢٠ جنيها، بمعنى أن المتسول إذا عمل لمدة ٨ ساعات داخل عربات المترو، تكون حصيلته اليومية قرابة ٦٠٠ جنيه وأكثر، وإذا قام بدفع غرامة التسول المقررة، يقدر صافى دخله اليومي حوالى ٥٠٠ جنيه.

 

 

ولم تنته التجربة عند هذا الحد من المفاجآت، فبعد أن قام بالنزول بمحطة مترو السيدة زينب، دون أن يجد رد فعل من جانب رجال الشرطة أو أفراد أمن المترو، جلس تحت لافتة محطة السيدة زينب موجود بجانبها "ممنوع التدخين"، وقام بإشعال سيجارة، على أمل أن يستوقفنه أى فرد مسئول على النظام بمحطة المترو، وكان على الرصيف المقابل يقف مجند شرطة متجاهلاً للموقف تمامًا، فقام بالتحرك على الرصيف والسيجارة مشتعلة فى يديه حتى وصل إلى السلم الكهربائى لصعود الركاب، ولكن دون جدوى.