"الصحفيين" من سلم الحريات ونصير الفقراء إلى "سلمنا ومحدش ييجي عندنا" (تقرير)

أخبار مصر

سلم نقابة الصحفيين
سلم نقابة الصحفيين


احتضن الآلاف من أصحاب المظالم.. كان ولا يزال شوكة في حلق الأنظمة المستبدة.. "سلم نقابة الصحفيين" الذي ظل خط الدفاع الأول عن قضايا الحريات في مصر، "ميدان تحرير جديد" خلقته الصحافة باعتبارها صوت الحق الأول لكل مظلوم، كان قبلة للنشطاء والسياسيين والعمال في عهد أنظمة تبددت بالهتاف على درجاته، ولا يزال قبلة لكل مشتاق لمن يسمع صوته المنادي بحقه المسلوب.

 

تاريخ إنشاء سلم النقابة 

 

على الرغم من أن موافقة الحكومة على إنشاء نقابة الصحفيين عام 1941، اقترنت بشرط توفير مقر لها، إلا أن النقابة ظلت تتنقل من مقر لآخر، بدءً بشقة تنازل عنها النقيب الأول محمود أبو الفتح، مرورًا بنادي فخم للقمار، أمرت وزارة الداخلية بالاستيلاء عليه لصالح النقابة عام 1944، انتهاءً بمقر النقابة الحالي، الذي وقع نقيب الصحفيين الأسبق مكرم محمد أحمد عقد بنائه مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة عام 1998، وتسلمته النقابة عام 2002.

 

لم يكن يعلم المهندسون المشاركون في إنشاء مبنى نقابة الصحفيين، أن سلم النقابة المكون من 17 درجة، سيكون "صداع مزمن" في رأس الحكومات المتعاقبة، لتخرج من رحمه ثورات متعددة، ويصبح محط أنظار العالم، كحائط صد منيع ضد الظلم في كافة أوجهه ومناحيه.

 

نقيب الصحفيين الجديد يلوح بتقييد التظاهر على سلم النقابة:

 

قبل فوزه بمقعد نقيب الصحفيين، لوح عبد المحسن سلامة، بتقييد التظاهر على سلم نقابة الصحفيين، ليمنع كل من يهتف "يسقط حكم العسكر" من التظاهر عليه، منعًا للدخول في صدام جديد مع الدولة، خاصة مع بدء تلاشي توابع أزمة اقتحام النقابة الأخيرة، وهو ما لقى ردود فعل متباينة من الجمعية العمومية والمرشحين على عضوية المجلس، بين مؤيد ورافض.

 

سلامة: سلم النقابة ملك للصحفيين واللي عايز يتظاهر يتظاهر بعيد عننا :

 

وفي أول حوار صحفي له بعد فوزه بمقعد النقيب، أكد "سلامة" أن سلم نقابة الصحفيين للصحفيين فقط، مضيفًا: "المتظاهرون الأغراب من غير الصحفيين يروحوا يتظاهروا بعيد عننا، ده سلم الصحفيين فقط"، مؤكدًا أن الحديث حول سلم النقابة، هو حديث "من خربوا النقابة".

 

سلم نقابة الصحفيين رحم ولد منه ثلاث ثورات مختلفة:

 

وعلى النقيض قال جمال عبد الرحيم السكرتير العام السابق بنقابة الصحفيين، وعضو مجلس النقابة الحالي، إن سلم نقابة الصحفيين ولدت من رحمه ثلاث ثورات مختلفة، وهم: ثورة 25 يناير، وثورة 30 يونيو، وثورة 15 إبريل المدافعة عن جزيرتي تيران وصنافير.

 

وأضاف في تصريحات لـ"الفجـر"، أن سلم النقابة منذ أول يوم لميلاده استقبل كل صاحب مظلمة، ولم يرد أحدًا بحث عن حقه، مؤكدًا أن سلم النقابة استقبل كافة المشكلات السياسية والاجتماعية وغيرها، متابعًا: عندما بحث طلاب الثانوية عن حقهم توجهوا لسلم النقابة، وعندما بحث سكان تل عقارب عن حقهم توجهوا لسلم النقابة، وعندما يبحث أي شخص عن حقه يتوجه لسلم نقابة الصحفيين.

 

سلم النقابة ملك للشعب ليس للصحفيين فقط:

 

وقال عمرو بدر عضو مجلس النقابة لـ"الفجـر"، إن سلم نقابة الصحفيين ملك للشعب كله، وليس للصحفيين فقط، موضحًا أن لا أحد يستطيع أن يمنع التظاهر عليه، سواء كان نقيب سابق أو حالي أو قادم، حتى مجلس النقابة لا يملك ذلك، موضحًا أن الجماعة الصحفية لن تقبل أن يغلق سلم نقابة الحريات أمام الباحثين عن حقوقهم.

 

فيما قال خالد البلشي رئيس لجنة الحريات السابق بالنقابة، إن سلم نقابة الصحفيين، هو هدية النقابة للشعب المصري، ولكل باحث عن أذان تسمعه في وقت صمت فيه الأنظمة عن سماع صوت أصحاب المظالم وآلاف الباحثين عن حقوقهم.

 

وأضاف أن سلم نقابة الصحفيين كان دومًا محايدًا، واقفًا على نفس المسافة من جميع أصحاب الحقوق والمتظاهرين، مؤكدًا أن هذا السلم استقبل كافة الآراء والقضايا والمشكلات، ولم يغلق أبوابه يومًا في وجه أحد.

 

وأكد محمد سعد عبد الحفيظ عضو مجلس النقابة لـ"الفجـر"، أن نقابة الصحفيين كانت وستظل ملتقى أصحاب المظالم، مشددًا على أنه لا أحد يملك أن يمنع مواطنًا من الوقوف على سلم النقابة، والهتاف برأيه أو البحث عن حقه، مشددًا على أن سلم النقابة كان ولايزال وسيظل ملك للشعب منذ ميلاده، ليس ملكًا للصحفيين فقط.

 

وزارة الداخلية أول من يعطي التصريحات للتظاهر على سلم النقابة:

 

واستنكر عمرو بدر تصريحات نقيب الصحفيين عبد المحسن سلامة، بتنظيم التظاهر على سلم النقابة، قائلًا: وزارة الداخلية هي التي تعطي التصاريح بالتظاهر على سلم النقابة، باعتبارها أكثر الأماكن أمنًا، وباعتبار أن النقابة هي نقابة التعبير عن الرأي، بل وتقوم بتغيير بعض أماكن التظاهرات لتصبح على سلم النقابة.

 

بينما قال إبراهيم أبو كيلة رئيس لجنة الحريات بنقابة الصحفيين لـ"الفجـر"، إن منع التظاهر على سلم النقابة هو أمر غير معقول، بينما تعتبر وزارة الداخلية أن سلم النقابة هو المكان الأكثر أمانًا لكل المعبرين عن رأيهم، لا يستطيع أحد أن يمنع مواطن من التعبير عن رأيه على سلالمه.

 

محاولات فاشلة لمنع التظاهر على سلم النقابة

 

وأكد جمال عبد الرحيم أن النقيب الأسبق مكرم محمد أحمد حاول من قبل منع التظاهر على سلم نقابة الصحفيين في عام 2008، وباءت محاولاته بالفشل، مشددًا على أن كل محاولات غلق سلم النقابة ستبوء بنفس الفشل.

 

فيما قال عمرو بدر إن أي محاولات لمنع المواطنين للتظاهر على سلم النقابة، ستصبح بالنهاية "معركة خاسرة"، مؤكدًا أن الشعب المصري ترسخت لدى أذهانه فكرة أن سلم نقابة الصحفيين هو الملجأ الأول بحثًا عن الحقوق، وصوت الضعفاء.

 

بينما أكد محمود كامل عضو مجلس النقابة، أن أي محاولات لسرقة سلم النقابة من الشعب المصري، هي محاولات لتكميم الأفواه، ستبوء كافتها بالفشل.