"الصحة" تفشل فى اكتشاف طبيعة "فيروس شبرا الغامض"

العدد الأسبوعي

مستشفى - أرشيفية
مستشفى - أرشيفية


3 وفيات و8 حالات إصابة حتى الآن


حالة من الذعر والقلق انتشرت فى منطقة شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، بعد انتشار شائعة وجود فيروس غامض، أسباب الإصابة به أو علاجه لا تزال مجهولة، حيث حصد فى أول ظهور له حياة 3 أطفال من عائلتين، الأسبوع الماضى، فضلاً عن إصابة 8 آخرين من العائلتين.

أعراض الفيروس الغامض ظهرت فى منتصف يناير الماضى، حيث أصيب أحد الأطفال بأعراض تشبه النزلات المعوية، وهى عبارة عن إسهال شديد وقىء ومغص قوى، حيث تم احتجازه بالمستشفى، وبعد فترة قصيرة، أصيب بقية أفراد العائلة بذات الأعراض، حيث توفى 3 أطفال وأصيب كبار السن بالمرض الغامض.

ما يخيف ليس الفيروس بحد ذاته، لأن جميع دول العالم تشهد أمراضاً وإصابات غامضة تحصد الأرواح، ولكن ما يزيد من الرعب بين المواطنين عدم ثقتهم فى وزارة الصحة، التى تحاول بشتى الطرق نفى وجود الفيروس، وكأنها تحاول حماية المرض وليس حماية صحة مواطنيها، وعندما تزيد ضغوط الرأى العام على الوزارة تعترف فى النهاية بحقيقة الموقف،.

مثل أى موظف أعلنت الوزارة أن جميع الحالات المصابة ترددت على المستشفيات والعيادات الحكومية والخاصة، لتلقى العلاج اللازم، وأن 6 حالات تماثلت للشفاء التام، وتوجد حالتان فقط تحت العلاج، وأن فريقًا وقائيًا بالوزارة - 17 شخصاً - من المخالطين للمصابين، دون ظهور أو اكتشاف أى أعراض مرضية عليهم، كما تم إجراء تقصٍّ وبائى للمنازل المجاورة لمنزلى العائلتين، ولم يتم اكتشاف أى حالات مشابهة.

الوزارة هنا تشبه موظفًا حريصًا على سياسة «كله تمام»، لأن المطلوب فى حال وجود سبب غامض لوفاة أطفال، أن تحاصر الوزارة المنطقة التى شهدت ظهور الفيروس، وأن تتابع وتفحص جميع المخالطين للمتوفين، والمصابين، وأن تخصص فرقاً بحثية للحصول على العينات من المتوفين والمصابين لاكتشاف طبيعة المرض القاتل، وليس إطلاق التصريحات المطمئنة، لأن الحديث اللطيف لا ينقذ الأرواح.

الدكتور أحمد محمد، الطبيب الاستشارى بمستشفى حميات العباسية، أكد أن أعراض الفيروس الذى أدى لوفاة 3 أطفال يشبه إلى حد كبير أعراض فيروس الروتا، وأن سبب وفاة الأطفال يعود لضعف مناعتهم، ولكن مصدرًا طبيًا فى مستشفى حميات إمبابة، أكد أن الفيروس الغامض لا يمكن أن يكون الروتا لأنه يصيب الأطفال فقط، خصوصاً الرضع منهم، ولا يؤثر فى كبار السن.

وروتا هو فيروس يسبب التهاب المعدة والأمعاء، وهو أكثر الفيروسات المسببة للإسهال الشديد والقىء بين الرضّع والأطفال دون الـ5 سنوات بشكل خاص، وينتشر الفيروس عند الأطفال بين 4 شهور حتى 3 سنوات، خاصة لدى الأطفال الذين يذهبون إلى الحضانات، ويكون احتمال الإصابة بالفيروس أكبر فى فصلى الشتاء والربيع.

وكشف الدكتور عمرو قنديل، رئيس قطاع الطب الوقائى، بالوزارة، أن الوزاة لم تحدد بعد، طبيعة الفيروس حيث تعمل الوزارة منذ 18 يوماً، لتحديد طبيعة الفيروس الذى تسبب فى ظهور أعراض تشبه النزلات المعوية واشتباه بالتسمم فى شبرا الخيمة، وحتى الآن لم يتم تحديد ما إذا كان سبب الإصابة فيروس أو بكتيريا أو ميكروب.

الوزارة كانت قد شكلت لجنة من أساتذة الجامعات وبعض المتخصصين لتحديد الأسباب الحقيقية لإصابة عدد من المواطنين بأعراض مجهولة داخل مستشفيات حميات إمبابة مؤخرًاً.

وعقدت اللجنة اجتماعها، الخميس الماضى، بديوان عام الوزارة، وبمشاركة مسئولى الطب الوقائى والأمراض المُعدية بالوزارة، ولم تنته اللجنة حتى الآن من معرفة السبب الحقيقى لإصابة هؤلاء المرضى، لكنها أوصت بالاستمرار فى أعمال التقصى الوبائى وإجراء مزيد من الفحوص المعملية والبيئية بحثًا عن سبب ظهور الأعراض السابقة.