بعد تحويل شاطئ الشاطبي لـ"جراج" .. مواطنون: المسؤولين لا يدركون حجم ومكانة الإسكندرية (فيديو وصور)

محافظات

بوابة الفجر


لازالت حالة الإستياء الشديدة والغضب تنتاب مواطني محافظة الإسكندرية، عقب التعدى السافر على شاطئ الشاطبي من ملاك الكازينو الشهير بالمنطقة، حيث تم تحول الشاطي المجانى والذى سُمى بشاطئ "الغلابة" إلى جراج للسيارات يمتد عشرات الأمتار ليغتال مكان تاريخي كان منفسًا لأهالى الثغر.

واقعة شاطئ الشاطبي لم تكن هى الأولى من نوعها، إذا تتزايد حدة الغضب عامًا تلو الأخر وخاصة عند قدوم فصلي الربيع أو الصيف، نتيجة للتعديات على شواطئ المحافظة أجمع تحت أنظار المسؤولين الذين توالوا على المحافظة، بتحويل الشواطئ العامة إلى خاصة وكذلك إقامة الكافيهات والتى حجبت الرؤية عن الطبيعة الإلهية أمام أنظار الشعب السكندري.

وقال محمد على - أحد أهالى منطقة اللبان: شاطئ الشاطبي من الشواطئ المهمة جدًا في الإسكندرية وله تاريخ كبير، خاصة أنه كان يطلق عليه شاطئ "الغلابة" حيث كان يستقبل بسطاء الثغر بعدما تحولت شواطئ مجانية إلى خاصة، وبعدما رأينا من تعدى على الشاطئ وإستغلاله في إنشاء جراج يطول لعشرات الأمتار دون أى تدخل من المسؤولين، أصبحنا لا نعرف ما الذى يحدث في الإسكندرية وأين المحافظ مما يجرى وكذلك إدارة السياحة والمصايف في المحافظة.

وأضاف "علي": التعدى الغشيم على شواطئ المحافظة يحرم البسطاء من الإستمتاع بمنظر مياه البحر، بعدما اصبحت العديد من شواطئ الإسكندرية للأغنياء فقط، متسائلًا عن دور الأجهزة الرقابية مما يحدث على أرض الإسكندرية، وكذلك دور المسؤولين الذين تعهدوا على حفظ حقوق المواطن أولًا، موضحًا أنه لابد أن يكون هناك طفرة إيجابية من المحافظة ومنع المساس والتعدى على شواطئ الإسكندرية بشكل عام وإزالة التعديات على شاطئ الشاطبي بشكل خاص.

وأوضح أحمد الزغبي - أحد أهالى منطقة الجمرك: مشكلة كازينو الشاطبي ليست الأولى ولا الأخيرة، فالإسكندرية تعانى بأكملها من إهمال المسؤولين والذى أدى إلى فقدان معالمها التاريخية والثقافية والأثرية، فالمسؤولين غير مدركين بتاريخ الإسكندرية، فهناك تدهور كامل في الأثار وعدم الإهتمام بالتماثيل وسرقتها، وإهمال للتراث القديم الذى لا يدركه اى مسؤول، فواقعة شاطئ الشاطبي ليست هي الأولى ولا الأخيرة.

وتابع الزغبي: مالك كازينو الشاطبي عقده إنتهي من 6 سنوات وإلى الأن يتم التجديد له سنويًا، لماذا المسؤولين لا يدركون حجم ومكانة الإسكندرية وطبيعة الشعب السكندري بأنه مُحب لرؤية المياه والتى تعتبر جزء من حياته اليومية، منوهًا إلى أن العديد من الكافيهات أحجبت الرؤية كاملة عن المواطنين، ومعظم شواطئ الإسكندرية أصبحت عبارة عن كافيها، قائلًا: البحر ده مش ملك أحد وإنما ربنا وهبنا به، دى موارد إلهية كيف يجرء بعض أشخاص أن يتحدوا الشعب السكندري بهذا الطريقة وحجب الرؤية، لماذا ؟ من اجل الإستفادة.. أين هي إذن، فالمحافظة لا يبدوا عليها تغيير للأفضل.

وكانت صفحة "انقذوا كورنيش الإسكندرية" قد شنت على موقع التواصل الاجتماعي"الفيس بوك" هجومًا على استغلال جزء من شاطئ الشاطبي العام، لإقامة جراج خاص لكازينو الشاطبي الذي يخضع للتجديدات منذ 6 سنوات، ووصفت الصفحة بـ"اغنصاب" الشاطيء العام وتحويله لموقف للكازينو، في المحافظة.

وقالت الصفحة "أصبحنا لا نجد فيه شبر على البحر للناس، الحي مساعد في ده ومقننه بعيدًا عن الموافقات البيئية إللي عمرها ما كانت حتسمح بده، منتظرين تحرك جهاز البيئة ومحافظ الاسكندرية الجديد، فهذا الأمر كان يجري ببطء من فترة طويلة وو سبق ان نوهنا عنه وحذرنا منه".

من جانبه قال اللواء أحمد حجازي رئيس الإدارة المركزية للسياحة والمصايف بالإسكندرية أنه تم ترسية كازينو الشاطبي في 2010، وكان من ضمن شروط التعاقد استغلال المنطقة غرب الكازينو كجراج للسيارات.

وأضاف "حجازي": أنه عندما تم طرح الكازينو تم استغلال هذه الصبة كجراج للسيارات، للاستفادة منها، لمنع تواجد الخارجين عن القانون بهذه المنطقة، وأنه تم التصديق عليها من هيئة العمليات وحماية الشواطئ والبيئة والاثار الغارقة، وأن هذه المنشأة ليس لديها جراج، وأنه يعطي اكثر من ألف فرصة عمل عند افتتاحه، وأنه من أهم الاماكن السياحية في المحافظة.

وأتبع أن المنطقة غرب الكازينو غير مستغلة وبها صخور ويمنع النزول بها، وأن هذه المنطقة كانت عبارة عن صخور وعن توسعة للكورنيش، وقد تم استغلالها وعمل صبة خرسانية، لحماية شارع الكورنيش من الانهيار، حتى لا يتم سحب الرمال من أسفل الشارع.

ومن جانبه قد أعلن الدكتور محمد سلطان، محافظ الإسكندرية، تشكيل لجنة لكشف ملابسات أعمال تأجير شاطئ الشاطبى والكازينو التابع له" بنظام حق الانتفاع منذ عام 2010، كما قرر إحالة الملف لهيئة الرقابة الإدارية للتحقيق فيه.
تقارير ومتابعات

وأشار "سلطان"، إلى أن اللجنة المشكلة من جانب المحافظة سيكون أحد أعضائها من هيئة الرقابة الإدارية.

يذكر أن كازينو الشاطبى من أهم معالم المحافظة قديمًا، وشهد إقامة حفلات لنجوم الغناء فى مصر أمثال عبد الحليم حافظ وإسماعيل ياسين، وقد بنى كازينو الشاطبى بالخشب عام 1907 وتم هدمه فى عام 1952، وأنشئ كازينو الشاطبى بالخرسانة، حتى تم هدمة وقامت المحافظة بطرحه فى مزايدة علنية لإعادة تطويره واستغلاله بنظام حق الانتفاع فى عام 2010.