هل تنتهي هيمنة "بي إن سبورتس" على بطولات القارة السمراء بعد فوز "أحمد أحمد"؟

الفجر الرياضي

بي إن سبورتس
بي إن سبورتس


أسدل الستار على إنتخابات منصب رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم بفوز المدغشقري أحمد أحمد ورحيل الكاميروني عيسى حياتو وسط فرحة غامرة على أمل إنهاء الفساد الذي اجتاح جوانب الكاف أبرزها الحقوق التلفزيونية للبطولات الأفريقية والتي كانت تحصل عليها شبكة "بي إن سبورتس" القطرية لسنوات طويلة عن طريق شركة "لا جاردير" الفرنسية مقابل مليار دولار مع التغاضي عن العرض المصري الذي تقدمت به شبكة "أون سبورت" عن طريق شركة برزنتيشن مقابل مليار و300 مليون دولار، لتقوم برزنتيشن بملاحقة الكاف بكافة الطرق الممكنة، حيث تقدمت بشكوى لجهاز حماية المنافسة المصري الذي أحال الأمر للنيابة العامة ثم القضاء، كما لجأت للسوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا (الكوميسا) للضغط على الكاف وحياتو وكانت الشركة المصرية عاملاً هامًا في إسقاط حياتو بدعم أحمد أحمد بشتى الطرق.

 

ويرصد الفجر الرياضي سيناريو الأزمة بين بريزنتيشن والكاف والتي إنتهت بالاطاحة بحياتو عن عرش الكاف.

 

 

* مباراة مصر وغانا :

اتفقت شركة إعلام المصريين التي يمتلكها رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة وشركة بريزنتيشن سبورت المملوكة لرجل الأعمال محمد كامل على الشراكة بينهما لإحداث طفرة نوعية في مجال الرياضة والتسويق والإعلام على شراء 51% من أسهمها لإحداث طفرة نوعية في الرياضة المصرية خاصة بعدما نجحت بريزنتيشن خلال السنوات الماضية في السير بخطى ثابتة نحو تطوير الكرة المصرية عن طريق رعاية كافة أطراف اللعبة.

 

وفي 20 يونيو الماضي، نجحت شركة برزنتيشن سبورت في اقتناص حقوق بث قرعة المرحلة النهائية من التصفيات الأفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم بروسيا 2018 لتُصبح المرة الأولى منذ سنوات طويلة التي تنجح خلالها شركة مصرية في دخول منافسة على حقوق بث فضائية مع شبكات عالمية عملاقة والفوز عليها بعد أن اعتادت شبكة سبورت فايف الفرنسية شريك الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (الكاف) لسنوات طويلة الحصول على حقوق بث مثل هذه الفعاليات والبطولات وبثها عبر شبكة قنوات بي إن سبورت القطرية، إلا أن هذه المرة أصرت شركة برزنتيشن على الفوز بحقوق بث القرعة التي أجريت في القاهرة يوم 24 من يونيو الماضي لإذاعتها دون تشفير للجمهور المصري عبر قناة "أون سبورت"، وبالفعل قامت بإذاعة مباراة مصر وغانا والتي فازت بها مصر بهدفين نظيفين.

 

 وعقب قرعة تصفيات أفريقيا لكأس العالم، أصدرت شركة سبورت صاحبة حقوق بث قرعة تصفيات أفريقيا لكأس العالم بيانًا تتهم في قناة بي إن سبورتس القطرية بسرقة. حقوق مراسم القرعة وبثها على الهواء مباشرة لتخالف بذلك العقد الذي تم توقيعه بين شركتنا والاتحاد الأفريقي لكرة القدم، والت تم منحها لخمسة قنوات فقط هي أون تي في والنيل للرياضة المصريتين، والنهار الجزائرية والثالثة المغربية وابوظبي الرياضية الإماراتية. وأعلنت بريزنتيشن سبورت في نهاية البيان تمسكها بكافة حقوقها واتخاذ كافة الإجراءات التي تراها مناسبة للحفاظ علي حقوقها.

 

 

* جهاز حماية المنافسة :

قبل إنطلاق أمم أفريقيا 2017 التي أقيمت بالجابون، أقر مجلس إدارة جهاز حماية المنافسة بثبوت مخالفة شبكة بي أن سبورتس للمادة 8 فقرة (د) من قانون حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية فى سوق بث مباريات كرة القدم الدولية. وأوضح الجهاز فى بيان له بأن شبكة بي أن سبورتس هي صاحبة حقوق البث الحصرية للعديد من بطولات كرة القدم داخل مصر مما يجعلها فى وضع مسيطر يمكنها من فرض شروطها على المشتركين.

 

وأوضح الجهاز أنه ثبت قيام الشركة المذكورة بإساءة استخدام الوضع عن طريق إجبار المشاهدين على أنظمة اشتراك تحد من حريتهم فى اختيار ما يناسبهم ويلائم احتياجاتهم، فيما يتعلق بنظام الإشتراك الخاص على الباقات الأساسية والتى من خلالها تجبر الشركة المشاهدين على الإشتراك على كامل المحتوى الرياضي دون احترام لرغبتهم فى اختيار ما يفضلونه من بطولات رياضية ومخالفة نظام الإشتراك ببطولة يورو 2016 لنفس المادة لإجبارها المشاهدين الاشتراك على باقتها الأساسية لمدة سنة كاملة كشرط للحصول على بطولة اليورو.

 

وأشار الجهاز إلى أنه لا توجد منافسة مع شبكة "بى أن سبورتس" كنتيجة طبيعية للحقوق الحصرية العديدة التى تتمتع بها وعليه يكون الحظر الوارد فى المادة 8 بمثابة مسئولية خاصة ملقاة على عاتق الشركة بصفتها الشخص المسيطر متمثلة بعدم التعسف فى استخدام سيطرتها واستغلالها غياب المنافسة من أجل تحميل المستهلك أعباء ما كان ليتحملها فى وجود منافسة طبيعية بين المنتجات المختلفة فى الأسواق المختلفة التى تم تعيينها.

 

وأقر مجلس إدارة الجهاز بثبوت مخالفة شركة بى أن سبورتس لوضعها المسيطر بمخالفة المادة 8 فقرة (د) وفقرة (ز) عن طريق إجبار المشاهدين على استقبال الباقات المشتركين عليها بواسطة القمر سهيل سات بدلا من القمر نايل سات وتكبدهم فى سبيل ذلك مصاريف غير مبررة بالإضافة لما يمثله هذا الفعل من تقييد مصطنع للمنافسة بين الأقمار الصناعية عن طريق حرمان القمر الصناعى نايل سات من عملائه وما يحتاجه من أجهزة استقبال لبث محتواه دون مبرر.

 

وشدد الجهاز إلى أنه سيقوم بالتصدى للممارسات الاحتكارية سواء كانت تمارس من داخل مصر أو خارجها طالما تمس السوق المصرى وفقا لنص المادة الخامسة من قانون حماية المنافسة والتى تتيح للجهاز التصدى لتلك المخالفات التى قد تقع خارج نطاق مصر، حيث وافق مجلس إدارة جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية على النتائج التى انتهى إليها تقرير الجهاز وقام بإعمال سلطاته التى منحها له القانون فى ذلك الأمر.

 

ووجه الجهاز دعوته ورغبته فى التعاون مع اتحادات كرة القدم الدولية والقارية صاحبة حقوق البث بغرض العمل من أجل إزالة الآثار السلبية المترتبة على منح الحقوق الحصرية بطريقة تتيح للشركة الممنوحة تلك الحقوق إساءة استخدامها بالمخالفة للقانون، كما فى الحالة الماثلة على نحو يضر بالمنافسة والمستهلك معا لافتا إلى قيامه بمخاطبة الاتحاد الأفريقى لكرة القدم فى هذا الشأن من أجل زيادة المنافسة فى بيع حقوق البث للبطولات المختلفة، التى ينظمها وفقًا للقانون المصرى.

 

 

* أمم أفريقيا والإطاحة بحياتو :

بدأت أزمة عيسى حياتو مع جهاز حماية المنافسة المصري عندما أصدر الجهاز بيانًا جديدًا عن أزمته مع حياتو في بيع حقوق البث الفضائي لبطولات أمم أفريقيا من 2017 إلى 2028 بالأمر المباشر دون مزايدة علنية مما استوجب إحالته للنيابة العامة لارتكاب مخالفة في مقر على أرض مصرية.

 

وذكر الجهاز في بيان له أن حياتو أساء استخدام وضعه في أسلوب ونظام منح حقوق البث المتعلقة ببطولات كرة القدم، والذي يملك وحده حق استغلاله التجاري. وقال إن الكاف منح شركة لاجاردير سبورتس حقوق بث هذه البطولات دون طرحها للشركات الأخرى الراغبة في الحصول عليها في إطار طبيعي يضمن وجود منافسة حره وعادلة، لفترة 12 عاما بدءًا من 2017 وحتى 2028.

 

وبحسب البيان فإن الكاف كان قد منح شركة لاجاردير سبورتس الحق ذاته من عام 2008 حتى عام 2016 لتستحوذ على هذا الحق لفترتين متصلتين ولمدة 20 عاما، ولم يقتصر الأمر على هذا فقط، لكنه شمل أيضا البث الأرضي والفضائي عبر التلفزيون والبث عبر الإنترنت، وليس فقط على نطاق مصر وإفريقيا وإنما على نطاق العالم كله. وأشار البيان إلى أنه ثبت للجهاز من الوقائع والأدلة قيام الكاف بالاتفاق مع هذه الشركة منذ شهر يونيو لعام 2015 على منحها حقوق البث التي ستبدأ في عام 2017، أي قبل عام ونصف تقريبًا من انتهاء الحقوق السارية. وأضاف البيان أن الكاف تجاهل عمدا عدة مطالبات بطرح بيع هذه الحقوق في إطار مزايدة علنية تراعي قواعد المنافسة العادلة والشفافية بين المتنافسين، وأنه خاطب الكاف بسرعة اتخاذ بعض التدابير لإلغاء التعاقد بينه وبين شركة لاجاردير سبورت وما ينتجه من آثار داخل جمهورية مصر العربية.

 

وقال الجهاز إنه أقر استثنائيا حق مؤسسة "بي إن سبورتس" الإعلامية بجانب الشركة الأخرى التي تقدمت بطلب الحصول على هذا الحق باستمرار عرض فاعليات البث المباشر التلفزيوني لبطولة كاس الأمم الأفريقية لعام 2017 التي أقيمت بالجابون تقع ضمن إطار حقوق البث التي منحها الاتحاد لشركة لاجاردير سبورتس.

 

وطالب الجهاز الكاف بإعادة طرح منح حقوق البث والحقوق الأخرى بشكل علني على الموقع الرسمي للكاف وقبلها بوقتٍ كافٍ على أن يقوم الاتحاد الأفريقي بتقييم العروض التي سيتم تقديمها وفقًا لمعايير موضوعية وبشكل يضمن حماية المنافسة في تلك الأسواق والتصدي للممارسات الاحتكارية.

 

وقال الجهاز إنه يلزم الكاف بتغيير الطريقة التي يتم بها طرح حقوق البث المتعلقة ببطولاته للبيع داخل جمهورية مصر العربية، كما اقترح البيان أن تقسم البطولات على شكل باقات مختلفة تضمن خلق ظروف تشجع على المنافسة في عرض البطولات وطالب الجهاز بفصل حقوق البث داخل مصر عن بقية دول العالم، وفصل بيع حقوق البث التليفزيوني المباشر عن البث المباشر عبر الإنترنت.