وجهة نظر .. وسقط عيسى حياتو

الفجر الرياضي



"إذا هبت رياحك فاغتنمها .. فعقبى كل خافقة سكون" .. صدق الإمام الشافعي في خاطرته ونجح الملغاشي أحمد أحمد في اغتنام رياح التغيير بالاتحاد الإفريقي لكرة القدم خلال الساعات الأخيرة وحسم الجمعية العمومية التي عقدت اليوم بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا ليصبح رئيساً للكاف حتى 2021 .

وسقط عيسى حياتو .. هكذا احتفل عدد كبير من المصريين بخسارة الكاميروني العجوز القابع على منصبه منذ 1988 في ظل الحرب الضروس بينه وبين مصر في الفترة الأخيرة والتي بدأت بفتح ملف المنافسات الاحتكارية ببث البطولات الإفريقية والتي يمارسها حياتو بالتعاون مع الشركة الفرنسية وفاحت رائحة الفساد الكريهة منها ومرورا بتهديده بنقل مقر الاتحاد الإفريقي من مصر ومحاربته لهاني أبوريده رئيس اتحاد الكرة المصري في انتخابات المكتب التنفيذي للفيفا .

وقد لا يعني فوز أحمد أحمد انتصارا كبيرا "على المستوى الفني" للكرة المصرية التي حققت أفضل نتائجها على مستوى الأندية والمنتخبات في عصر حياتو ولكنه في الحقيقة انتصار "إداري" ويؤكد قوة مصر في قدرتها بإدارة الدفة بمهارة فقد كانت "رمانة ميزان" المرشح الفائز هي دول الجنوب "الكوسافا" والتي مثلت أكثر من 14 دولة لصالح أحمد أحمد فيما جاءت مصر بتوجيهها لبعض الدول بمثابة القشة التي قصمت ظهر حياتو .

التغيير الذي تشهده كرة القدم على الخريطة العالمية انعكس مؤخراً على القارة السمراء وبات الرئيس الجديد مطالباً بفتح كل ملفات الفساد وبدء عصر جديد في القارة السمراء وهو ما نأمله ونتوقعه في الفترة القادمة وأعتقد أن أحد أهم زياراته الأولى في بداية ولايته ستكون لمصر للتأكيد على استمرار المقر في أرض الكنانة وبداية التطوير المرغوب في القارة السمراء .

وحتى لا نكون متحاملين على حياتو فلا أحد ينكر أن للكاميروني العجوز إنجازات خلال فترات توليه السبعة لرئاسة الكاف منذ عام 1988 حيث نجح في زيادة عدد الدول المشاركة في نهائيات بطولات الامم الافريقية من ثماني دول عام 1988 الى 12 دولة عام 1992 ثم الى 16 دولة اعتبارا من عام 1996 كما نجح حياتو خلال فترة رئاسته للكاف بتحديث بطولات الاندية الافريقية لتصبح دوري أبطال أفريقيا ابطال الدوري على غرار دوري أبطال أوروبا .. كما استحدث تنظيم بطولة افريقيا للشباب تحت 17 سنة وبطولة افريقيا للامم للسيدات وبطولة افريقيا للامم للاعبين المحليين من أجل اعطاء الفرصة للاعبين المحليين لاظهار مهارتهم بعد أن طغى المحترفون في الاندية الاوروبية الكبرى على تشكيل اغلب المنتخبات الافريقية المشاركة في بطولة امم افريقيا.

كما لا يمكن على الاطلاق انكار الدور الرئيسي الذى لعبه حياتو حتى تمكنت افريقيا للمرة الاولى في تاريخها من استضافة بطولة كأس العالم وبالتحديد في جنوب افريقيا خلال الصيف القادم ولكن جاءت الفترة الأخيرة لتشهد تعالي السلبيات أمام الإيجابيات وبات رحيله هو بداية جديدة للتطوير والتعامل بشفافية في ملفات الكرة بالقارة السمراء .


تهدينى بصيرتى .. وإن زاغ البصر
ويبقى الود موصولاً ما بقيت وجهة النظر


للتواصل مع الكاتب عبر الفيس بوك من هنا