ما حكم ثواب قراءة القرآن من الشاشة الإلكترونية؟.. دار الإفتاء تجيب

إسلاميات

قراءة القرآن من الشاشة
قراءة القرآن من الشاشة الإلكترونية


حرصا منا على تقديم كل ما يخص حياتك اليومية، تقدم "بوابة الفجر" خدمة جديدة لمساعدة القارئ على معرفة الفتاوي الواردة على موقع "دار الإفتاء" في القضايا، التي تهم المواطنين، حيث سأل أحد الأشخاص، حكم ثواب قراءة القرآن من الشاشة الإلكترونية.
 
وكان رد دار الافتاء أن قراءة القرآن الكريم من الشاشات الإلكترونية له ثواب بكل حرف عشر حسنات، وإن كان القارئ على غير وضوء، ما دام ليس به جنابة ولا حيض ولا نفاس ولا ولادة لم يغتسل بعدها، لكن ثواب القراءة من المصحف الورقي أكثر من ثواب القراءة من الشاشة الإلكترونية، لأن النظر في المصحف الورقي عبادة فى حد ذاته، بالإضافة لعبادة قراءة القرآن، والشاشة الإلكترونية ليست مصحفًا وليس لها حكم المصحف فى الجملة.
 
فعن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضى الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لَا أَقُولُ ﴿الم﴾ حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ» أخرجه الترمذى فى "سننه"، وأخرجه الدارمى فى "سننه" بلفظ: «تَعَلَّمُوا هَذَا الْقُرْآنَ فَإِنَّكُمْ تُؤْجَرُونَ بِتِلَاوَتِهِ بِكُلِّ حَرْفٍ عَشْرَ حَسَنَاتٍ، أما إِنِّى لَا أَقُولُ بِـ﴿الم﴾ [البقرة: 1]، وَلَكِنْ بِأَلِفٍ، وَلَامٍ، وَمِيمٍ، بِكُلِّ حَرْفٍ عَشْرُ حَسَنَاتٍ».
 
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللهِ» ليس المقصود اشتراط قراءته من المصحف لنيل الثواب المذكور، فالنبى صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن يقرأ من المصحف، ولم يكن المصحف مجموعًا فى كتاب واحد بين أيدى الناس فى عصر النبوة، ومن الصحابة من كان فاقد البصر أو لا يقرأ ولا يكتب، وإنما المقصود بقوله: «مِنْ كِتَابِ الله» أى: القرآن الكريم، سواء كان مكتوبًا فى المصاحف أو محفوظًا فى الصدور أو غير ذلك، وبالتالى يكون فى هذا الحديث الشريف دلالة شاملة توضح ثواب قراءة القرآن من الشاشات الإلكترونية المعاصرة.
 
قال ملا على القارى الحنفى فى "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح": [(... مَنْ قَرَأَ حَرْفًا) أَيْ: قَابِلًا لِلِانْفِصَالِ، أو الْمُرَادُ بِهِ مَثَلًا (مِنْ كِتَابِ اللهِ) أَيِ: الْقُرْآن] اهـ.
   
ولا يعتبر لمس الشاشة الإلكترونية لمسًا للمصحف، فهذه الشاشة أشبه ما تكون بالماء أو المرآة، وما يظهر عليها من القرآن الكريم كالصورة المنعكسة فى الماء أو المرآة، فلا يشترط فى لمس تلك الصورة طهارة اللامس، لأنه لا يلمس نفس المصحف بل ظله، أما تحصيل الثواب بالنظر إلى الآيات القرآنية فى الشاشات الإلكترونية وتلاوتها فيكون مثلها مثل المصحف الشريف من حيث تحصيل الثواب بقراءة كل حرف من حروف القرآن الكريم، وإن كانت القراءة فى المصحف الورقى عبادة يزيد ثوابها عن مجرد القراءة، وذلك لاشتراك حواس أخرى غير اللسان؛ حيث تشترك العين بالنظر إلى عين المصحف، وتشترك حاسة اللمس بمس أوراقه.