حرب تتصاعد بين واشنطن وبيونج يانج.. هل أوشك الصدام بين كوريا الشمالية وأمريكا

عربي ودولي

رئيس كوريا الشمالية
رئيس كوريا الشمالية وترامب - أرشيفية


يبدو أن كوريا الشمالية ستكون حجر عثرة قوية أمام ما ترمي إليه إدارة الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب، والتي تحرص دائما على اتخاذ كافة السياسات التي تضمن بسط نفوذها على جميع دول العالم، بما في ذلك كوريا الشمالية، التي لا تزال تصعد من وتيرة نديتها أمام الرئيس الأمريكي، ترامب.

إجراء تجارب نووية في أي وقت
كانت هذه هي أخر التطورات التصعيدية، التي ربما لن تكون الأخيرة لكوريا الشمالية، أمام واشنطن، والتي يبدو أنها تسعّر كثيرا من حربها أمام حليفة سول، والمتعهدة دائما بحمايتها أمام تهديدات بيونج يانج، حيث ترجح وزارة الوحدة في كوريا الجنوبية، اليوم الاثنين، أن كوريا الشمالية ربما تجري تجربة نووية سادسة في أي وقت، فور صدور أمر من قيادتها بذلك، فيما أوضح موقع "38 نورث"، المهتم بشئون كوريا الشمالية في وقت سابق، أن صور الأقمار الاصطناعية، رصدت أنشطة في مدخل النفق في موقع التجربة النووية في بلدة "بونج كيه-ري"، الواقع شمال شرق كوريا الشمالية، وهو ما يظهر مدى الاستعداد لإجراء التجربة النووية السادسة. 

خطط مدروسة واستفزازات 
وليس هذا فحسب، بل أكد المتحدث باسم وزارة الوحدة لدى كوريا الجنوبية، جونج جون، إن "بيونج يانج" تجري تجاربها النووية وفقًا لخطة مرسومة، ولذلك يمكن توقع إجراء تجربة نووية في أي وقت، مؤكدًا استعداد حكومته للتصدي لأي استفزاز محتمل من جانب الشمال، وأنها تراقب عن كثب التحركات المعنية.

استعداد عسكري "أمريكي كوري" 
ونتيجة لتلك التطورات، التي تتولاها كوريا الشمالية، تبدأ كل من كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، اليوم الاثنين، التدريبات العسكرية المشتركة بين البلدين، التي تسمى بـ"الحل الرئيسي"، يأتي هذا فيما أكد جونج إن تلك التدريبات، تأتي بسبب مواصلة كوريا الشمالية تنفيذ إستراتيجيتها العدوانية ضد كوريا الجنوبية، وتركز جهودها على تطوير الأسلحة النووية والصواريخ المختلفة، ولهذا تجري أيضا، تدريبات عسكرية مشتركة، مستمرة منذ بداية الشهر الجاري، والتي تعرف بـ"فرخ النسر".

زيارة مرتقبة لوزير الخارجية الأمريكي
وفي غضون هذه المشاكسات الكثيرة، من المقرر حدوث زيارة لوزير الخارجية الأمريكي، إلى كوريا الجنوبية هذا الأسبوع، والتي ستمثل فرصة مثالية لكوريا الجنوبية لمشاركة خبراتها الطويلة في التعامل مع كوريا الشمالية، وتهديداتها العسكرية مع إدارة دونالد ترامب الجديدة بالولايات المتحدة الأمريكية، وفق ما أعلنت سيول، التي أكدت أيضا أن تيلرسون سيجري خلال هذه الزيارة، مباحثات مع نظيره الكوري الجنوبي يون بيونغ سيه، وتعد هذه الزيارة هي الأولى من نوعها للخارجية الأمريكية، وتأتي ضمن جولة آسيوية تشمل كل من اليابان والصين.

حرب أخرى بين بيونج يانج والأمم المتحدة
وتستمر التصعيدات المختلفة، فهي لم تنحسر بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية من جهة، وبيونج يانج من جهة أخرى، وإنما تشتعل أوار الحرب بين كوريا الشمالية والأمم المتحدة، حيث قاطعت كوريا الشمالية مراجعة في الأمم المتحدة لسجلها في مجال حقوق الإنسان، اليوم الاثنين، فيما قال مقرر الأمم المتحدة الخاص بحقوق الإنسان هناك، إن تصاعد العداء في شبه الجزيرة الكورية يزيد من تراجع فرص الحوار مع حكومة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون المنعزلة، حسب قوله.

جلسة أممية لمحاسبة بيونج يانج
وكان قد عقد مجلس حقوق الإنسان جلسة مدتها ساعتان بشأن الانتهاكات في كوريا الشمالية، حيث دعا خبراء حقوق الإنسان لاتخاذ إجراءات ضد مرتكبي الجرائم التي وثقها تقرير للأمم المتحدة في 2014، والتي احتوت على انتهاكات تمت في سجون سياسية وعمليات تجويع وإعدام، داخل كوريا الشمالية، فيما أكد "تشوي ميونج نام" نائب سفير بيونج يانج إلى الأمم المتحدة في جنيف، إنهم لن يشاركوا في أية اجتماعات للأمم المتحدة كون وراءها دوافع سياسية.

تجارب نووية تتسبب في توتر الأجواء
وأجرت عاصمة كوريا الشمالية، قبل نحو شهر، التجربة النووية الخامسة، من خلال إطلاقها صواريخ باليستية، وعقب هذا صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بألا تكمل كوريا الشمالية مساعيها لإنتاج صاروخ نووي قادر على استهداف الولايات المتحدة، بينما ردّ عليه الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، نجاح بلاده في تطوير قدراتها الصاروخية، وإنها مستمرة في هذا الصدد.

تهديد بحرب نووية
وكان "كيم" هدد في تصريحات له سابقة، بقوله "إن بلاده أصبحت قوة نووية في 2016، وإن لديهم قوة عسكرية لا يمكن حتى لأقوى أعدائها أن ينالوا منها"، يضاف إلى ذلك عدة تهديدات أخرى أطلقتها بيونج يانج، حيث أكدت إن الحرب النووية ليست مستبعدة، دون أن تحدد وقت اندلاعها، مؤكدة مواصلة تعزيز قدراتها النووية، متهمة واشنطن بالوقوف وراء إشاعة التوتر بينها وبين سيول.

علاقات محتقنة
ويؤكد الدكتور سعيد اللاوندي، أستاذ العلاقات الدولية، أن العلاقات بين كوريا الشمالية وبين الولايات المتحدة الأمريكية، من أكثر العلاقات الدولية احتقانا، مشيرا إلى أن الاستفزازات تأتي كثيرة للغاية بين الطرفين.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن العالم في طريقه للاشتعال أكثر، لا سيما مع تصاعد تلك الاستفزازات والتي ربما تؤدي إلى احتكاكات بين تل الدول، تؤثر بدورها إلى مزيد من التصعيدات المختلفة.