على خطى المواطنين.. التجار يقاطعون شراء السلع.. و"نار الأسعار" كلمة السر

تقارير وحوارات

المحال التجارية
المحال التجارية



حالة من الركود التام تشهدها الأسواق التجارية خلال الفترة الحالية، بعد الارتفاع الجنوني في أسعار السلع المختلفة، مع عدم استقرار سعر الدولار بعد قرار الحكومة بتحرير سعر الصرف.

والمثير للجدل هو تأثير هذه الحالة على أسواق بيع السلع الرئيسية وإضراب التجار عن شراء هذه السلع لبيعها، فلم تقتصر حملات المقاطعة على المواطنين فقط، لكن التجار أيضًا اتخذوا تلك الخطوة بعدم شراء بعض المنتجات التي لا يوجد عليها اقبال لعدم تعرضهم للخسارة بعد انتهاء صلاحيتها.

"الفجر" تجولت في عدد من المحال التجرية لرصد هذه الحالة خلال السطور التالية.  

-انتهاء صلاحية المنتجات
في البداية يقول خير عبدالوهاب- عامل بمحل تجاري، إن الدولة كاملة تعاني من ركود تام، موضحًا: "البلد واقفة ومفيش شغل".

وأكد عبدالوهاب، في حديثه لـ"الفجر"، أن ارتفاع الأسعار بهذا الشكل سيؤدي إلى جشع التجار من أجل الحصول على أعلى ربح، متابعًا: "الزبائن يصابون بحالة استنكار عند علمهم بسعر عبوة اللبن ويرفضون شرائها.. كما أن هناك العديد من المنتجات تنتهي صلاحيتها وهي في الأرفف دون أن يشتريها أحد ويتحمل خسارتها المحل بعد أن لغت بعض الشركات المرتجع لها في ظل ارتفاع الأسعار".
 
-خفض كميات السلع بالمحال التجارية
وأوضح أن هناك العديد من السلع لا يشتريها التاجر مثل بعض أنواع البسكويت التي ارتفع سعرها من 2 جنيه إلى 4، بالإضافة إلى العصائر التي ارتفع سعرها إلى 25 جنيه للعبوة، مما جعل هناك عدم اقبال عليها. 

وأشار عبدالوهاب، إلى أنه على الرغم من ارتفاع أسعار السجائرإلى أنها المنتج الوحد الذي لم يمتنع المواطنين عن شراءه ولم تتأثر نسبة السحب عليها سواء كانت محلي أو مستورد، لافتًا إلى أن المحال التجارية تتجه لخفض كميات البضائع مما سيؤدي لبقاء السلع في مصانعها وينتج عنه أزمة أخرى.

-الاستغناء عن المستورد 
مبروك الغانم- مدير إحدى السلاسل التجارية- أكد أن الشركة التي يعمل بها قررت الاستغناء عن شراء السلع المستوردة، مثل بعض أنواع المعطرات والمنظفات التي ارتفع سعرها بنسبة 100%. 

 وأضاف الغانم، في حديثه لـ"الفجر"، أنه تم الاستغناء أيضًا عن التونة المستوردة ذات الماركات ذو ثقل، بحيث تم الاستعانة بنوعيات أقل سعرًا، مشيرًا إلى أن هناك عبوات لشركات يصل سعر الواحدة منها إلى 18جنيه بخلاف الأكثر رواجًا التي يستخدمها المواطنين بـ 13جنيه فقط بعد أن كانت بـ7 جنيهات .

بينما أيضا تم الاستغناء عن منتج سكر تقليل الوزن المناسب للرجيم الذي بلغ سعره 100 جنيه جملة بعد أن كان 58 جنيه، متابعًا : "مازالت المواد البقولية تعاني من الغلاء لكن صعب الامتناع عنها مثل جبنة الفلمنك التي بات الكيلو بـ100 جنيه لكنها سلعة أساسية لا يستطيع احد الاستغناء عنها".

-هدم التجارة
بينما قال محمد اللبان- أحد العطارين، إن ارتفاع الأسعار هدم التجارة وحركة البيع والشراء، مشيرًا إلى أنه امتنع عن شراء "الفلفل" وبيعه للزبائن، خاصة وأن سعره ارتفع بشكل جنوني ليبلغ 185 للكيلو بعد أن كان 80 فقط.