واشنطن وموسكو تعدان مشرعا جديدا للشرق الأوسط.. ما الذي يحمله ترامب وبوتين للمنطقة العربية؟

عربي ودولي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


يبدو أن سياسة دونالد ترامب تجاه منطقة الشرق الأوسط، أصبحت في طور الاكتمال، فمنذ تنصيبه رئيسا رسميا للولايات المتحدة الأمريكية، يستمر ترامب في اتخاذ  قراراته التي سرعان ما تكشف عن حقيقة التوجهات السياسية للإدارة الأمريكية الجديدة، وفي خطوة كانت الأقوى في الكشف عن سياسة القوى الدولية تجاه المنطقة، هي زيارة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين، إلى واشنطن، وما ستسفر عنه تلك الزيارة.

تفاصيل الزيارة
وبدأت الزيارة الاثنين الماضي، واستمرت إلى أمس الخميس، والتي تخللها الكثير من الأمور من بينها، إفطار عمل مع نائب رئيس الولايات المتحدة مايك بينس، فضلا عن لقاءات ستجمع الملك عبد الله الثاني برئيسي مجلسي الكونغرس ورؤساء لجان الاختصاص ووزير الدفاع الجديد جيمس ماتيس وغيرهم من أعضاء إدارة الرئيس الأمريكي الجديدة،  فيما أكد المتحدث باسم البيت الأبيض "شون سبايسر"، أن الرئيس ترامب رحب بالملك يوم الخميس في واشنطن خلال "إفطار الصلاة"، الذي يحضره بعض النخب السياسية في الولايات المتحدة.

بعد زيارة لروسيا
 ومن اللافت في تلك الزيارة أنها تأتي بعد زيارة أخرى لملك الأردن إلى موسكو يوم 25 يناير الماضي، ولقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين، وأكد حينها ملك الأردن، أن روسيا تلعب دورا محوريا وكبيرا في السياسة العالمية عامة وفي الشرق الأوسط خاصة، فضلا عن إشادته بمبادرة موسكو في استئناف العملية السياسية في سوريا.

موضوعات في محل النقاش
وذكرت صحيفة "كوميرسانت"، أن هناك العديد من الموضوعات أيضا، التي ستكون محلا للنقاش أثناء تلك الزيارة، والتي من بينها  نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، فضلا عن القضايا الأخرى المتعلقة بتنظيم داعش المتطرف، وفق ما قالته الصحيفة.

اختيار ترامب للملك عبدالله الثاني 
ومن الملفت بعد تولي دونالد ترامب رسميا الرئاسة الأمريكية، هو اختياره مقابلة الملك الأردني عبدالله الثاني بن الحسين، كأول مسؤول عربي يزور الولايات المتحدة بعد تنصيب ترامب رئيسا، كما وصفت صحيفة "كوميرسانت"، وهو ما يؤكد أن الزيارة تحمل طابعا خاصا تجاه قضايا منطقة الشرق الأوسط.

سر اختيار ترامب لملك الأردن
وكشفت الصحيفة أن هناك الكثير من الأهداف التي وضعت لتلك الزيارة، لا سيما من الجانب الأمريكي، وهي بالأساس تفسر سر اختيار الملك الأردني كأول زعيم عربي يزور واشنطن بعد تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، يكمن هذا السر في بناء إستراتيجية أمريكية جديدة في الشرق الأوسط، حيث سيكون العاهل الأردني شريكا أساسيا مع روسيا وأمريكا.

ما تمتلكه الأردن من مقومات
اختيار ترامب للملك عبدالله الثاني كشريك أساسي، للإستراتيجية الجديدة لمنطقة الشرق الأوسط، فتح الباب أيضا إلى النظر فيما تمتلكه الأردن من مقومات كي تؤهل لهذا الدور الخطير، ويؤكد بعض الباحثين، أن الأردن تلعب دورا استراتيجيا كبيرا في المنطقة، وبالنظر إلى التاريخ فإنها الدولة العربية الثانية بعد مصر، التي وقعت اتفاق سلام مع إسرائيل، بجانب دورها الكبير في تسوية القضايا الإقليمية والنزاعات في العالم العربي، وهو ما يتطلبه لأن تكون الأردن وسيطا أساسيا بين تلك الدول العظمى"روسيا وأمريكا" في المرحلة المقبلة.

ملك الأردن سيتولى توضيح رؤية بوتين في المنطقة
ويعلّق  كبير الباحثين الروس في معهد الاستشراق فلاديمير سوتنيكوف، على اختيار الملك عبدالله الثاني ملك الأردن من قبل إدارة ترامب، قائلا، إن الملك عبد الله، قد يلعب دور الوسيط، ويقوم بتوضيح ما الذي يريد بوتين تحقيقه في الشرق الأوسط، للإدارة الأمريكية الجديدة، مشيرا إلى أنه سيدعو إلى وضع آلية للعمل المشترك بين موسكو والإدارة الأمريكية الجديدة من أجل تسوية الأزمة السورية ومحاربة "داعش" واستئناف المفاوضات الفلسطينية–الإسرائيلية. 

ملك الأردن يطمح في الكثير من المكاسب
ويؤكد محمد حامد، الباحث في العلاقات الدولية والقانون الدولي، أن هناك الكثير من المقومات المتوافرة لدى الأردن، كي يتم ترشيحها للعب هذا الدور بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، مشيرا إلى أنها تعد من الدول التي لديها علاقات قوية جدا مع الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك شريكا طائعا لها، فضلا عن العلاقات القوية الأخرى مع إسرائيل، وهو ما يرشحها بقوة إلى هذا الدور.

وأضاف حامد في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن ملك الأردن يطمح أيضا في العديد من المكاسب ومنها بعض المنح والهبات وكذلك خفض المديونيات الكبيرة التي تثقل كاهل الأردن كثيرا.

شكل السياسات المقبلة
وعن القضايا السياسية، كشف الباحث في العلاقات الدولية والقانون الدولي، أن هناك خطوات متخذة تدلل على تدهور العلاقات مستقبلا بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، قائلا " يبدو أن ترامب سيشكل تحالفا قويا ضد إيران سيكون مكونا من الأردن ومصر ودول الخليج والمغرب، مضيفا "هناك تصريحات عدائية بين إيران وبين ترامب، مستمرة منذ تنصيب ترامب رئيسا رسميا وهو الأمر الذي يبيّن كثيرا من طبيعة المرحلة المقبلة.

وبسؤاله عن وضع بشار الأسد، قال حامد، أن هناك تقارب  بين الأردن وبين بشار الأسد، في هذا التوقيت وهو الأمر الذي يشير إلى أن بشار لن يعتريه أية تغييرات وإنما سيظل متواجدا في السلطة، فضلا عن أن ذلك يمثل إرادة روسية بامتياز.