خبراء يوضحون الأسباب الحقيقية لعودة المغرب مرة أخرى إلى دول الاتحاد الأفريقي

عربي ودولي

بوابة الفجر


من جديد المغرب ضمن أعضاء دول الاتحاد الأفريقي، بعد سنوات كثيرة من المقاطعة وعدم التفاعل والمشاركة، وهو الأمر الذي ينظر إليه كثيرا مع تلك العودة التي قررتها المغرب، لا سيما أنها تأتي وسط الكثير من التحديات أمام المغرب، من بينها الصراع القائم مع الجزائر، فضلا عن التحديات الأخرى، التي ربما تدلل على هذا الرجوع الجديد.

السبب السابق في انسحابها
وكانت المغرب منذ عام 1984، أعلنت احتجاجها تجاه ضم  وقبول جبهة "البوليساريو" ضمن منظمة الاتحاد الأفريقي، وهو الأمر الذي أثار سخط ملك المغرب، مما أدى إلى انسحابها حينها، إلا أنه في يوليو من العام الماضي، أبدى رغبته في الرجوع والانضمام مرة أخرى، وسرعان ما رحبت الدول الأعضاء بانضمام المملكة المغربية مرة أخرى ضمن دول المنظمة.

إحداثيات رجوع المغرب
وأثناء عقد القمة الإفريقية التي انعقدت  في أديس أبابا، الاثنين الماضي، صادقت على طلب عودة المغرب إلى عضوية الاتحاد الإفريقي، والذي جاء بأغلبية الأصوات بعد شد وجذب بين الدول الإفريقية، خلال جلسة مغلقة خصصتها القمة لبحث هذا الطلب، فيما ذكرت وكالة الأناضول التركية، نقلا عن مصدر إفريقي مطلع على الملف،إن ما يقرب من 32 رئيساً إفريقياً معظمهم أبدوا ترحيباً بعودة المغرب، بجانب أن دول شرق إفريقيا أعلنت عن دعمها لعودة المغرب، باستثناء بعض دول جنوب القارة في التحفظ على الطلب المغربي على خلفية المشكلات الحدودية.

مشكلات وقضايا
ويأتي هذا الرجوع الذي حصلت عليه المغرب مرة أخرى إلى الإتحاد الإفريقي، في توقيت يشوبه الكثير من المشكلات الحدودية التي لا تأتي فقط بين المغرب والجزائر، المتعلق بجبهة البوليساريو، وهو ما أشارت إليه بعض الدول التي كانت تتحفظ على رجوع المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، بسبب النزاع الدائر مع جبهة البوليساريو الانفصالية، والنزاعات الحدودية، إلا أن بعض الدول الأخرى دافعت عن المغرب، وقالت إن المشاكل القائمة في إفريقيا حول قضايا الحدود تعاني منها أكثر من دولة بالقارة وليس المغرب وحده، في إشارة إلى أن الأمر طبيعي، وليس متعلق بالمغرب وحدها.

عودة هامة
ويؤكد الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية، أن رجوع المغرب لدول الاتحاد الإفريقي، كعضو، يعد من الأمور الهامة للغاية التي حدثت ضمن هذه القمة، مشيرا إلى أن ترحاب الكثير من الدول بعودة المغرب، يعد من الأمور التي تشير إلى أهمية المغرب وسط هذه الدول.

مكاسب كثيرة
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن هناك الكثير من المكاسب التي ستعود على المغرب، من بينها مكاسب سياسية، لا سيما مع الكثير من القضايا التي تندلع في المنطقة، فضلا عن المكاسب التجارية والاقتصادية، وهو ما يؤكد أهمية عودة المغرب مرة أخرى إلى تلك المنظمة.

مشكلة البوليساريو
وبسؤاله عن واقع مشكلة جبهة البوليساريو، مع هذا الرجوع الجديد للمغرب، لفت غباشي، إلى أن هذه المشكلة تعد من المشكلات الكبرى للغاية، والتي تسبب تأجج دائم لتوتر العلاقات فيما بين الجزائر والمغرب وبعض الشئ موريتانيا التي  تدعم أيضا هذا الأمر، وهو ما يشير إلى قوة هذه المشكلة وتعمقها، والتي ربما ينظر إليها مرة أخرى مع كسر انعزالية الجزائر وعودتها إلى الاتحاد الإفريقي.

مشروعات قوية تسبق العودة
وبيّن غباشي، أن المغرب، تعود بقوة، حيث سبق انعقاد القمة زيارة إلى إثيوبيا لدعم العلاقات الثنائية، والاتفاق على مشروعات واستثمارات ومنها بمبالغ حوالي 3 مليار دولار، وهو ما يؤكد رجوعها بقوة إلى تلك الدول، والتأثير والتفاعل.

معاناة وانعزال
 من جانبه أكد الدكتور محمد حسين أستاذ العلاقات الدولية، أن المغرب عانت كثيرا من ابتعادها عن دول الاتحاد الإفريقي، حيث قررت العزلة، وهو الأمر الذي أثر عليها تأثيرا سلبيا، وهو ما جعلها تهتم أخيرا بالرجوع إلى دول المنظمة.

تأثيرات إيجابية متبادلة
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن هناك تأثيرا إيجابيا متواجدا متبادلا، حيث أعربت دول المنظمة منذ الوهلة الأولى إلى عودة المغرب مرة أخرى إلى المنظمة، وهو ما ظهر أثناء التصويت حول رجوعها.

أهداف الرجوع
وعن مكاسب المغرب من هذا الرجوع، أوضح حسين، أن المغرب ستحصل على الكثير من المكاسب السياسية، التي ستأتي من جراء التواصل والتعامل بين الأطراف، فضلا عن المكاسب الاقتصادية أيضا التي ستتم بناء على رجوعها وتواصلها مع بقية الدول، وهو ما سيفتح الباب أمامها للعمل على عقد اتفاقيات وتوسعات في العلاقات.

هل ستحل المشكلة؟
وعن مشكلة البوليساريو، قال أستاذ العلاقات الدولية، أنه لا يمكن الجزم بحلها مع رجوع المغرب، إلا أنه من المؤكد أن المغرب ترفض تماما هذا الأمر، وأن رجوعها يعطي طابعا أيضا بتكريس الحل السلمي والسياسي ربما.