بعد تدهور "ماسبيرو".. هل الخصخصة هي الحل؟

تقارير وحوارات

ماسبيرو - أرشيفية
ماسبيرو - أرشيفية



على مدار عدة سنوات، ظل اتحاد الإذاعة والتليفزيون "ماسبيرو" يسير في نفس الإتجاه الذي بدأ به دون تطوير حتى أصبح مبنى مهمش لا يستطيع منافسة الإعلام الخاص الذي فرض نفسه على الساحة بمواكبته للعصر، وهو ما فتح المجال للتساؤلات هل تتجه الحكومة لخصخصة هذا المبنى للنهوض به.

وأكد بعض الخبراء في مجال الإعلام أنه من الصعب خصخصة مبنى "ماسبيرو"، لأنه إعلام الدولة التي يساعد بشكل كبير في تنوير المواطن، مشددين على وجود خطة إصلاحية كاملة للنهوض به، وليس عرضه للقطاع الخاص.

وتقدم النائب مصطفى بكري، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة للدكتور على عبد العال، موجه للمهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء، بشأن تردي الأوضاع بإتحاد الإذاعة والتليفزيون وإهمال الحكومة له، وغياب خطة تطوير الإمكانيات، باعتباره قضية أمن قومي، لافتا إلى أن الحكومة دأبت منذ عدة سنوات تعمد عدم توفير الإمكانيات التي من شأنها دعم قنوات التليفزيون ومحطات الإذاعة الرسمية، مما يتسبب في عدم قدرتها على منافسة القنوات الخاصة والقنوات الأخرى الحديثة.

في سياق متصل أكد "بكري" في بيان له أن هناك ترصد من القنوات الخاصة بماسبيرو، وأن هناك محاولات لخصخصته، وهو السؤال الذي طرح نفسه بعد ما آلت عليه حالة "ماسبيرو" المتدهورة.. هل الخصخصة هي الحل، والذي أجابت عليه"الفجر"، فيما يلي من خلال بعض المراقبون في مجال الإعلامية.

غير قابل للخصخصة
قال الدكتور هشام قاسم، الخبير الإعلامي، إن "ماسبيرو" غير قابل للخصخصة، نظرًا لأنه يفتقر الكوادر البشرية الجيدة، بالإضافة للعمالة الزائدة به، مشيرًا إلى أن ممتلكاته الخاصة ملك للدولة فالأول لابد من إرجاعها لوزارة المالية في حالة بيعه، وهو شىء مرهق بالنسبة للمشتري فالأوفر عليه هو شراء بث جديد أفضل من شراء مكان ملىء بالأزمات المتراكمة.

وأضاف "قاسم"، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن تضخم هيكل العاملين بـ"ماسبيرو" أدى إلى تدهوره لهذا الحد، خاصة مع عدم وجود إدارة ذو فكر تطوري، مما أدى إلى تحويل العاملين به لموظفين حكومة فقط، موضحًا أن الحل يكمن في تنظيم معاش مبكر للعاملين، والمبنى يستخدم بشكل أخر في تأجير محطاته للتلفزيون.

خطة إصلاح كاملة
في السياق ذاته قالت الدكتورة ليلى عبد المجيد عميدة كلية الإعلام بجامعة القاهرة الأسبق، إنه لابد أن يكون هناك خطة كاملة للإصلاح داخل ماسبيرو تستهدف دمج بعض القنوات، وتقليل ساعات البث للنهوض بماسبيرو، لأن من الصعب خصخصة هذا المبنى.

وأضافت "عبد المجيد"، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن وجود إعلام مملوك للدولة هو صمام أمان للمواطن، مشيرة إلى أنه من الصعب ترك المواطن للإعلام الخاص وحده والعكس، فلابد من وجود إعلام خاص وإعلام للدولة لكي يكون هناك عملية من التعدد الفكري.

وتابعت عميد كلية الإعلام السابق، أنه بالفعل لابد من تطوير المحتوى وللبرامج والإعلامين داخل ماسبيرو، بالإضافة إلى العلاج الاقتصادي لبعض مشكلات هذا القطاع لتصحيح مساره.

خصخصة ماسبيرو تقضي على إعلام الدولة
من جانبه قال الدكتور محمود علم الدين، الخبير الإعلامي، إن الهيئة الوطنية للإعلام لابد من تحركها  لهيكلة المبنى الحالي، وحسم الأمور الاقتصادية، مع مراجعة المادة الإعلامية كخدمة عامة في ضوء الامكانيات، للاستفادة من المبنى.

وأضاف "علم الدين"، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن أي مؤسسة حكومية حاليا بحاجة للتطوير لمواكبة أداء العصر من مقدمي للبرامج وعمالة فنية، بالإضافة لفتح المجالات والاهتمام بنشر الأحداث أول بأول وعدم الاكتفاء بنشرات الأخبار لجمع الأحداث.

وأشار الخبير الإعلامي، إلى أن من الصعب خصخصة "ماسبيرو"، لأن بهذا الشكل بنقضي على إعلام الدولة ويكون أمامنا فقط هو الإعلام الخاص، في حين أن لازال هناك بعض المواطنين وشريحة كبيرة من الشارع المصري تعتمد كل الاعتماد على القنوات الحكومية.