وفاة رائد رسوم الأطفال السوري ممتاز البحرة

الفجر الفني

بوابة الفجر


غيب الموت في دمشق، "ممتاز البحرة "، الذي يعد رائد رسوم الأطفال في سوريا، وواحد من أعمدة هذا الفن في الوطن العربي عن عمر ناهز الـ 80 عامًا.

 

حيث أمضى "ممتاز البحرة"، العقد الأخير من حياته وحيدًا في دار السعادة للمسنين في حي المزة الدمشقي، بعد أن أثرى مكتبة الطفل العربي بالمجلات المتخصصة، وآلاف الكتب والمناهج التربوية من الرسومات المتقنة بأسلوب فني متفرد جمع بين جمالية الشكل وبراعة توظيف استخدام اللون وقوة الخط؛ ما جعل رسوماته وشخوصه تعيش في مخيلة أجيال السبعينيات وحتى اليوم كباسم ورباب ومازن وميسون في المناهج الدراسية، وشخصية عمو حسني وشخصية الطفل العربي أسامة التي ولدت مع مجلة أسامة في نهاية الستينات.واحتلت رسومات البحرة في عدد كبير من القصص والحكايات، أماكن مرموقة في كبريات مجلات الأطفال العربية كماجد وسامر والعربي الصغير والسندباد، الأمر الذي حدا بالنقاد لاعتباره إحدى القامات التي أثرت في الملايين من الأطفال من المحيط إلى الخليج .

 

وبدأت مسيرة "ممتاز البحرة" مع نهاية الخمسينات كرسام للكاريكاتير قبل أن يتفرغ مع تأسيس مجلة أسامة عام 1969 لرسوم الأطفال، ليتم  تكليفه فيما بعد بإنجاز رسوم الكتب المدرسية السورية منذ السبعينات وحتى منتصف التسعينات.

 

ولم يحظ "ممتاز البحرة" بالتكريم اللائق أسوة بعشرات المبدعين السوريين، ففي الوقت الذي  لاقى الأقل منه موهبة وإنجازًا تكريمًا ومكانة تحت الأضواء، اختار لنفسه غرفة في دار للمسنين مبتعدًا عن صخب الحياة وألوانها الزائفة .

 

وفي خطوة خجولة قام أحد المراكز الثقافية بدمشق بتكريمه وسط محبيه من الفنانين المهتمين الذين أقاموا معرض تحية له في غياب رسمي يليق بتلك القامة الفنية.رحل "ممتاز البحرة" وبقيت رسوماته تزين صفحات مخيلة أجيال كثر، فقد خط بريشته لوحات جميلة من الزمن الجميل.