"دحلان" يعلن عن خطة إنقاذ وطني في ذكرى انطلاق حركة فتح (فيديو)

عربي ودولي

محمد دحلان
محمد دحلان


دعا القيادي الفلسطيني محمد دحلان إلى الإعلان الفوري عن انتهاء المرحلة الانتقالية والالتزام بقرارات المجلس المركزي الفلسطيني.


وأعلن دحلان في خطاب متلفز بمناسبة الذكرى الثانية والخمسين لانطلاق حركة فتح عن خطة إنقاذ وطني تبدأ بالإعلان الفوري عن تنفيذ قرار الأمم المتحدة لعام 2012 حول دولة فلسطين، والتوقف عن كل أشكال المفاوضات أو السعي إليها، إضافة إلى ضرورة إنهاء الانقسام وإنجاز المصالحة الوطنية.


كما تدعو الخطة إلى الاتفاق مع المجموعة العربية لصياغة مشروع لمجلس الأمن يتضمن أليات تنفيدية لقرار قبول فلسطين في الجمعية العامة، مشددًا على ضرورة عقد المجلس الوطني الفلسطيني في دورة تضم كل القوى الفلسطينية.


وأكد القيادي الفلسطيني، أهمية رسم خارطة طريق وطنية فلسطينية من شأنها أن تراكم شبكة أمان عربية، موضحًا أنها تهدف إلى تفعيل دور المجلس التشريعي الفلسطيني وإرساء مؤسسات قضائية مستقلة وكف يد السلطة التنفيدية عن استخدام المؤسسات الأمنية لخدمة أهداف شخصية، رافضًا مخرجات المؤتمر السابع لفتح.


وإلى نص الكلمة:


شعبنا العزيز الكريم


إخوتي أبناء فتح.. كل عام وأنتم بخير


بهذه المناسبة أتقدمُ بالتهنئةِ الحارة الى كلِ الطوائف المسيحية من أبناء شعبنا بمناسبةِ أعياد الميلاد المجيدة.. وإلى الأمتين العربية والإسلامية.. بالتهنئة القلبية بمناسبة العام الجديد.


أتحدثُ إليكم في.. ذكرى انطلاقةِ العملِ الفدائيِ الفلسطيني.. ذكرى أول الرصاص… ذكرى نجددُ فيها العهدَ و القسمَ الأول لمؤسسي ثورتِنا المعاصرة.


ففي مثلِ هذا اليوم المجيد أنطلقت بندقيةُ فتح ..بندقيةُ زعيمِنا الخالد أبو عمار و رفاقِه الأبطال .. بندقيةُ أميرِ الشهداء أبو جهاد ..و صوتُ الرصاصِ المدوي في كلمات أبو إياد.


إخوتي
يومُ فتح هو يومُ الفداءِ و التضحية.. مثلما هو يومُ الرجاء و الأمل .. فلم تنطلقْ فتح من أجلِ تحريرِ الوطن المغتصب فحسب .. بل من أجل بناءِ وطنٍ حر.. وطنٌ تتآخى فيه مآذنُ القدس وأجراس كنائسها..وطن يسودُه العدل والحرية والكرامة الوطنية.


أخوتي
لا أرغبُ في الحديثِ عن الجراح .. بقدر ما أرغبُ في الحديث عن المستقبل..ففي عجالةِ ذكرى هذا اليوم الخالد .. يوم فتح .. أرجو أن يتسعَ وقتُكم و صدورُكم .. لمذاكرةِ أوضاعِنا الراهنة.. لنحاولَ معا تشخيصَ الواقع .. و تسميةَ الأشياءِ بأسمائها الفعلية .. فلا مفرَ من تشخيصِ الداء .. و تجرعِ الدواء إن كنا نرغبُ بمستقبلٍ مختلف.


أخوتي
ليس من بابِ تكرارِ الجملِ التقليديةِ المعتادة في مثل هذه المناسبات ..لكن قضيتَنا الوطنية فعلا أمام مفترقِ طرقٍ خطير .. بين احتلال يحاولُ تكريسَ وقائعَ جديدة كلَ يوم .. و بين نهجٍ سياسيٍ فلسطينيٍ رسمي يسعى جاهدا .. لتبديدِ كلَ أوراقِ القوةِ الفلسطينية .. و تحويلِها الى وسائلْ محرمةٍ أو محتقرةٍ أو هامشية .. نهج يكتفي بتحويل القضيةِ الفلسطينية إلى مسألةِ أوراق و قراراتٍ و مؤتمرات .. و كفى اللهُ المؤمنين شر القتال.


فالنهجُ الحاليْ يشكلُ إنقلابا واضحا .. على تجربتنا الوطنية وعلى سيرةِ و تجربةِ الزعيم الراحل ابو عمار.. الذي آمن بحاجةِ الفلسطيني الى كلِ اوراقِ القوة .. وهو يدخلُ الطرقَ الدبلوماسيةَ الوعرة .. لانتزاع الحقوق من المحتل .. بل أن يأخذَ بناصيةِ العمل السياسي.


وكان أبو عمار يعلمُ أن العملَ السياسي وحدَه لا يكفي .. فلذلك كان يعمل على تصليبِ الجبهةِ الداخلية ضد عامل الوقت.. والحيلولة دوت انتشار اليأس و الاحباط في صفوف أبناء شعبنا .. خاصة جيل الشباب الذين هم امل المستقبل.


أخوتي
لو نظرنا الى واقعِنا الحالي بكلِ موضوعية .. فلن نجدَ وصفا واحدا ينطبقُ على حالتنا .. فلا نحن كيانٌ مستقل .. و لا نحن كيانٌ محتل بكامل المعاني القانونية للكلمة .. كما اننا لسنا ثورة حتى بمعايير الحد الأدنى للثورة .. و ممنوع علينا مقاومةُ الاحتلال بالوسائل الشرعية وطنيا و عالميا .. و لكن مسموحٌ لنا العيشَ للتعايش مع المحتل بشروطِه .. و كل ذلك أصاب قضيتنا بتشوهاتٍ عميقة .. بهدفِ إفراغِها من كلِ محتواها الوطني التحرري .. و بهدف دفعِ شعبِنا عميقا نحو الإستسلام للأمر الواقع.


أخوتي


ما ينطبقُ على قضيتِنا الوطنية .. ينطبقُ أيضا على مؤسساتِنا الوطنية الفلسطينية .. و على منجزاتنا الوطنية .. فمنظمةُ التحرير الفلسطينية .. تكاد تصبحُ ذكرى من الزمن الثوري الجميل .. ومكتسباتُ قبول فلسطين عضوا مراقبا في الامم المتحدة عطلت بفعل فاعل .. و مؤسساتُنا التشريعية هي الاخرى معطلةٌ نزولا عند رغبات فرد واحد .. و ما تبقى من هيئات و دوائر العمل الفلسطينية .. مكرسةٌ بالكامل لخدمة النهج المهيمن .. نهجٌ يعملُ خارجَ القانونِ و القضاء و الرقابة .. أما ملفُ إنهاء الانقسام وتحقيقُ الوحدة الوطنية فقد اصبح ملهاةً لا نهاية لها.


أما الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية لشعبِنا هي الأخرى ليست افضلَ حالا من قضيتِنا الوطنية .. بل نحن نجلسُ فوقَ فوهةِ بركانٍ اقتصاديٍ اجتماعيٍ مدمر .. إذا انفجر فإنه لن يبق ولن يذر.


كلُ ذلك يترافق مع ترد في أوضاع شعبنا في الأرض المحتلة والشتات.. وبالأخص في قطاع غزة.. في القطاع يقيم فيه حاليا نحو مليونا مواطن فلسطيني، محاصرون من قبل الاحتلال وغيره ولعشر سنوات بلا كهرباء بلا ماء بلا حرية حركة….. وبلا حياة…


اخوتي


كل ذلك حدث و يحدث في وقت تتحدثُ فيه مراكز الدراسات و الإحصاء الفلسطينية ..عن انفاق 54% من الموازنة الفلسطينية … و البالغة أكثر من 3.2 مليار دولار على الأجهزة الأمنية الفلسطينية ..و في وقت يفاخر فيه البعض بامتلاكِنا لمباني السفارات في الخارج .. و المشاركة بعشرة مواهب في برامج ترفيهية ..بدلا من السعي الى توفر الستر والعيش بكرامة للفقراء من ابناء شعبنا.
أليس من الأجدر تحويل تلك الإمكانيات إلى أولويات وطنية تهم شعبنا…؟؟؟
اخوتي
تعمدت ان لا تكون بدايةُ حديثي اليكم في يوم فتح عن فتح .. لأن فتح أولا و أخيرا انطلقت من اجل فلسطين أرضًا و شعبًا .. و لأن فتح لم تكن تجمع مقاتلين محترفين يسعون الى القتال من اجل القتال .. بل كانت عهدا و قسما .. كفاحا و قتالا .. رصاصا و حجارة من اجل فلسطين .


اليوم .. علينا ان نواجه الواقع بروح مسؤولة و بعقل منفتح.. إن أردنا لحركتِنا العظيمة .. استعادةَ دورها الحاسم .. في قيادة المسيرة الفلسطينية نحو الاستقلال الوطني .. و ذلك امر لن يتحقق .. إن لم تتمسك فتح برايةِ و قيادةِ العمل الوطني .. عملا و فعلا و ليس قولا .


لقد قبلت فتح تحدي السلام .. و لكن دون أن تسقطَ ايا من خياراتِها الكفاحية الأخرى .. عيونُنا كانت على الاستقلال و القدس .. على اللاجئين و الأسرى و نحنُ نسيرُ في طريقِ السلام الصعب و الوعر .. و لم نستبدل الحقَ بثمن .. و في كل محطة فاوضنا بانفتاح .. و قاتلنا بشراسة .. و في خضم تلك الرحلةِ الشرسة فقدنا زعيمَنا المؤسس .. فقدناه شهيدا على محراب الكرامة و الثبات الوطني .. و مع ذلك لم تتغيرْ فتح.


و في ظل ذلك الغياب المفجع للزعيم أبو عمار تنادت فتح و اجتمعت على كلمة سواء لاجتياز المِحنة الصعبة .. و قررنا ترشيح و دعم ابو مازن للانتخابات الرئاسة الفلسطينية عام 2005 .. بهدف تأمين الاستمرارية .. و لتجديد الأمل .. فهل اخطأنا ؟؟؟؟؟


لا اعتقد .. لاننا توافقنا و تعاهدنا .. على اسسٍ تكفلُ استمرار مسيرةِ ابو عمار الوطنية و الكفاحية .. الى جانب مزيدٍ من العمل المؤسسي في تقوية فتح وإصلاح السلطة وإعادة بناء منظمة التحرير على أسس من الشراكة.


ثم بدأت الأمور تتغير .. و بدأ أبو مازن ينفردُ رويدا رويدا .. و مع ذلك لم يسع أحدٌ منا الى الصدام .. لكن مجموعةً متلاحقة من الأحداث الكبرى تدفقت تباعا .. و من بينها تصميم ابو مازن على اجراءِ الانتخابات التشريعية الفلسطينية .. دون إعدادِ فتح لمتطلبات ذلك الاستحقاق الكبير، رغم كل المناشدات والنصائح التي قدمت له لعدم المضي في الانتخابات و كذلك التخلي لاحقا عن غزة قبيل و خلال انقلاب حماس .. و الانشغال في جولات مفاوضات عبثية مع اسرائيل و دون اي ضمانات .. و تحويل التنسيق الأمني إلى واجب مقدس.


اخوتي
فقط من بابِ التذكير .. تحملتُ انا شخصيا كلَ تلك التطورات .. ثم تحملتُ لاحقا كلَ مظالم و افتراءات احداث غزة .. و مع ذلك ذهبتُ و واجهتُهم بها خلال المؤتمر السادس .. و ترشحتُ الى عضويةِ مركزيةِ فتح في ذلك المؤتمر .. و فزتُ بتفوق بفضل أبناء الحركة المخلصين رغم كل الجهود السوداء لإسقاطي عمدا .


أنا أسرد الحقائق هنا لتشخيص الحالة التي كنا نُدفعُ اليها دفعا .. و كنتُ اعلم أن فكرةَ التخلص مني كانت تهيمنُ على عقلِ و سلوك البعض .. و كنت أصبرُ و أعمل .. صبرت و تحملت .. لكنهم لم يصبروا .. و حدث ما حدث .. من حملاتِ الإفتراء و التضييق و الإقصاء ، بحقي و بحق المئات من الأخوة .. ثم لنصل أخيرا الى مؤتمرِ المقاطعة بكلِ مخرجاتِه التنظيمية و السياسية و الوطنية : ، ليضيفَ الى المشهد ازماتٍ بنيويةَ و منهجية في فتح .. و إنتهاكات وصلت الى حد تغيير شعارات فتح الأصيلة .


اخوتي
أقول لكم بمنتهى الوضوح و الصراحة .. ان بدايةَ العمل نحو المستقبل يبدأ من فتح .. لان فتح وحدَها تستطيعُ ان تكون قوةَ التغيير المطلوب .. و انا هنا لا اتحدث عن تغيرِ الأشخاص .. بل اتحدث عن تغيير النهج و المسار .. عن العودة الى نهجِ و مسار فتح الأصيل سلما ومقاومة .. فالأشخاص زائلون.. و لا ينبغي السماح لهم بإزالةِ فتح مع زوالِهم .. لأن فتح هي قلب و عقل القضية الفلسطينية.


كثيرون ..و كثيرون جدا ينتظرون خطواتنا القادمة نحن أجيال فتح .. و كيف سنرد على كل ما حصل في فتح و لفتح .. و على كل ما مورس بحقِنا من ظلم فادح في معركة تحللت من القيم الأخلاقية.. و بما اننا سئمنا الفوقية و الفردية .. فانا لم أرغب تقريرَ الخطوات القادمة وحدي .. لكننا جميعا قررنا تحديد ومواصلة مسارنا القادم.
مع ذلك أستطيعُ مشاركتكم بما هو متفق عليه بيننا كثوابت و مسلمات :


أولا : نحن لا نعترف بأي من نتائج و مخرجات مؤتمر المقاطعة المسمى افتراء بـ "المؤتمر السابع" .. و موقفُنا هذا نهائي .. لكنه موقفٌ لا يقللُ من احترامِنا و تقديرِنا العالي لإخوة لنا شاركوا في ذلك المؤتمر .. لظروفِهم أو لمعتقداتِهم الخاصة.


ثانيا : نحن لا نسعى .. و لن نسمحَ بأي انشقاق أو انقسام في فتح .. و كما قال أمير الشهداء أبو جهاد يوما ” نحن أم الولد ” .. أما من قرر الخروج عن قواعد و دساتير و اخلاقيات الحركة .. فعليه ان يتحمل النتائج.


ثالثا : نحن فتح.. وباقون فيها .. و سنعمل لنهضتها واستعادة بنائها واسترجاع كرامتها بأساليب عملِنا الحركي و الوطني و الكفاحي .. و بصورةٍ جماعية من القاعدة الى القمة .. و بذات النهج الديموقراطي الذي تربينا عليه .. بعيدا عن بالوصاية و الفوقية و التعيينات الانتقائية .


اخوتي


استنادا الى تلك الأسس الفتحاوية الثلاثة .. نحن نتعامل مع المهام الوطنية .. بأفقٍ رحب و واسع .. أفقٍ يتسعُ لكل الطيف الفلسطيني .. و وفقا لرؤية و قواعد وطنية .. نأمل في التوافق عليها مع الجميع .. فلقد انتهى زمن التفرد الحزبي او الفردي بالقرار الفلسطيني .. و في ضوء مراجعاتِنا المستمرة .. نرى بأن العملَ الوطني الفلسطيني أمام المهام التالية :


أولا: القدس جوهرة تاج فلسطين، لذلك يجب العمل دوما على متابعة همومها وقضاياها وان تبقى سيرتها حية في كل مفاصل حياتنا فهي مفصل فلسطين تاريخيا وجغرافيا وثقافيا.
– ثانيا: الإعلان بوضوح و صراحة .. عن انتهاءِ المرحلةِ الانتقالية .. و الالتزام الواضح و الصريح بقرارات المجلس المركزي الفلسطيني .. و اللجنةِ التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ..تلك القرارات الخاصة بتحديد العلاقة مع دولةِ الاحتلال من كلِ جوانبِها .. و بما في ذلك التنسيق الأمني لأنه أصبح تنسيقا يخدمُ الاحتلال و استمراره.
ثالثا: الإعلان فورا عن تنفيذ قرار الأمم المتحدة لعام 2012 حول دولة فلسطين .. و إعلان فلسطين دولة تحت الاحتلال.. و المطالبة بصيغة اعتراف متبادل بين دولتين .. بديلا لاعترافِنا الأحادي بدولة إسرائيل.. وبديلا لاعتراف اسرائيل المبتور بمنظمة التحرير الفلسطينية.


رابعا: العمل الجاد و الصادق لإنهاءِ الانقسام .. و إنجاز المصالحة الوطنية بعيدا عن الفئوية و المصالح الضيقة .. مصالحةٌ تتمُ عبر لقاء و توافق وطني شامل لقاءٌ يستند الى حزمة اتفاقات و تفاهمات انجزت في السابق .. فبدون إنهاء مصيبةِ الانقسام الكبرى لن يكون هناك أمل في انتزاع الاستقلال الوطني الكامل.


خامسا: لا بد من التوقف فورا عن كلِ أشكال المفاوضات المهينة أو السعي إليها .. المباشرة منها او الملتوية .. سواء عبر لقاءات ثنائية .. أو من خلال مؤتمرات غامضة .. فلم يعد هناك اي طائل سياسي و وطني من المفاوضات .. و من الواجب وقفُ التنسيق الأمني مع الاحتلال فورا .. بعد أن تخلى عن كل تعهداته و التزاماته في الاتفاقيات.


سادسا: الاتفاق مع المجموعة العربية لصياغة مشروع قرار يقدم الى مجلس الأمن الدولي .. و وفق آليات تنفيذية محددة لتطبيق قرار قبول فلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة .. مع وضع إطار واضح للعلاقة بين الدولتين.


سابعا: العمل الجاد لعقدِ المجلسِ الوطني الفلسطيني .. في دورةٍ تاريخية تضمُ كلَ قوى الشعب .. دورةُ تضمنُ مشاركةَ حركتي حماس و الجهاد الاسلامي في المجلس .. و كذلك في أُطر منظمة التحرير الفلسطينية .. و ذلك إنجاز من شأنه تأكيد وحدانية التمثيل الفلسطيني حقا و فعلا .. ندعو إلى التفكير جديا في عقده في مصر أو الأردن.


و الى حين تنضجُ الظروف لعقد مثل تلك الدورةِ التاريخية للمجلس الوطني الفلسطيني .. ينبغي الشروع و فورا بتفعيلِ الإطارِ القياديِ المؤقت .. من أجل وضع آليات تناسب المرحلة القادمة من نضالنا الوطني .. و كذلك لرسم محددات وطنية ملزمة لنا جميعا .. و من ثم الانطلاق لخلق توافق عربي دولي حولها.


اخوتي
نحن نرى في تلك الأسس مفاصلَ رئيسية .. لرسمِ خارطةِ طريق وطنية فلسطينية من شأنِها أن تراكم شبكةَ أمانٍ عربية .. تشدُ من أزرِنا و تعززَ قوتَنا .. لكننا و حتى نصل الى تلك اللحظة المأمولة .. قد نكون بحاجة الى بعض الخطوات العاجلة ،،، فنحن نرى ضرورة ما يلي :


أولا: تفعيل أعمال المجلس التشريعي الفلسطيني بالتفاهم مع كل القوى و الكتل الممثلة .. بهدف استعادةِ هيبة و مسؤوليةِ المؤسسة التشريعية و الرقابية .. وللحد من تغول السلطة التنفيذية و فسادها .. و لوقف التصرف بمصير و مقدرات الشعب الفلسطيني .


ثانيا: أن نكافحَ معا من أجل منظومةِ عدالة .. و مؤسسات قضائية مستقلة .. عن السلطة التنفيذية و تغولها الفاحش .. و رفض كل الاجراءات و التعيينات المخالفة للقانون و للنظام الأساسي الفلسطيني .. بما في ذلك كل ما يتعلق بأساليب و شخوص و تعيينات السلطات القضائية بما فيها المحكمة الدستورية.


ثالثا: كف يد السلطة التنفيذية .. عن استخدام المؤسساتِ الأمنية في خدمة اهداف شخصية .. و زجها للتدخل في الحياةِ السياسية و الحزبية في فلسطين .. بكل ما يمثلُه ذلك التدخل /من انتهاك صريح و واضح للحريات و الحقوق الفردية و السياسية.


اخوتي
تلك هي أبرز ملامح مواقفنا و رؤيتنا في القضايا الوطنية و الحركية و العامة و نحن ندركُ ان مهمتَنا صعبة و معقدة .. و طريقُنا مليءٌ بالأشواك و الألم .. لكننا أحفاد الأنبياء على ارض فلسطين … قدرُنا ان نسلكَ و نجتازَ الطرقَ الوعرة و الدروبَ الصعبة .. من أجل فلسطين …
سلاما لروح القائد المؤسس الشهيد ياسر عرفات، ولأرواح الشهداء جميعا.
عاشت الذكرى.. وعاشت فتح من أجل فلسطين