الفلسطينيون: ترامب لن يقف بوجه الاستيطان.. بل سيشرعه

عربي ودولي

ترامب - أرشيفية
ترامب - أرشيفية


لا يعول الفلسطينيون على أن تقف الإدارة الأمريكية الجديدة في وجه التصعيد الاستيطاني الذي تقوم به إسرائيل، وخاصة ما كان منها بالتزامن مع الانتخابات الأمريكية.

وزير الجيش الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان كان قد قال إن إسرائيل تلقت في الأيام الأخيرة رسائل من طاقم الرئيس الأمريكي المنتخب حديثا دونالد ترامب، مفادها الدعوة إلى عدم المبادرة لتوسيع البناء في المستوطنات في الفترة القريبة، أي قبل أن يدخل ترامب إلى البيت الأبيض.

وأضاف ليبرمان أنه يعتقد أن "على إسرائيل أن تتوصل إلى صفقة مع الإدارة الأمريكية تحت قيادة ترامب بشأن الاستيطان، تجمد بموجبها إسرائيل البناء في المستوطنات المتفرقة، وذلك مقابل اعتراف الولايات المتحدة بالكتل الاستيطانية، والسماح بالبناء فيها".

جاء ذلك بعد أن كانت حكومة بنيامين نتنياهو قد تلقت نبأ انتخاب ترامب بفرحة كبيرة، كما وصفها المراقبون، وسارع وزراء في الحكومة إلى إعلان الرئيس الأمريكي الجديد مناصراً كبيراً لإسرائيل.. ليس هذا فحسب، فقد ذهب البعض إلى حد القول إن فوز ترامب يعد فرصة للتراجع عن فكرة إقامة دولة فلسطينية.

المحلل السياسي الفلسطيني عبد الهادي حنتش قال لـ RT، إن كلام ليبرمان عارٍ تماما عن الصحة، لأنه حتى وإن أوقفت إسرائيل الاستيطان المعلن الذي تقوم به حكومتها، فيوجد استيطان غير معلن تقوم به مؤسسات استيطانية وشخصيات إسرائيلية متنفذة، هو أخطر من الاستيطان المعلن.. وأضاف حنتش أن "الحكومة الإسرائيلية تغض الطرف عن الاستيطان غير المعلن الذي يجري على قدم وساق في الكتل الاستيطانية ومحيطها.. ما قاله ليبرمان هو حديث للإعلام فقط ولن يطبق على أرض الواقع".

ولفت إلى أن الاعتراف الأمريكي خطوة خطيرة جداً، ولا يمكن تحملها من قبل المجتمع الدولي، الولايات المتحدة "وإسرائيل تسيطران على كافة المؤسسات الدولية وكل منظمات الأمم المتحدة، فيتم تشريع ما تشاءان وإلغاء ما لا تريدان، لفرض الأمر الواقع على الأرض الفلسطينية".

وأوضح حنتش أن عدد المستوطنات الكبيرة في الضفة الغربية يبلغ 255، فيما لا يمكن حصر أعداد البؤر الاستيطانية، لأنها غير ثابتة وغير معلنة، ففي الخليل مثلا، توجد 44 بؤرة استيطانية مرفقة بالمستوطنات الكبرى.

وفي حديث لـ RT، أشار المتخصص في الشؤون الإسرائيلية عطا أبو صباح إلى أن تصريحات ليبرمان الجديدة لا تختلف عن سياسته ورؤيته، حيث أنه أعلن سابقاً نيته إخلاء مستوطنة "كودميم" التي يسكن فيها مقابل التوصل للسلام.. وقال: "تصريحات لبيبرمان تدور في نفس فلك الرؤية السياسية  لكافة الإسرائيليين من معسكري اليمين واليسار، وهي الرؤية التي تؤكد ضرورة الاحتفاظ بالكتل الاستيطانية الكبرى في أي اتفاقيات سلام مستقبلية على أساس تبادل الأراضي".. أبو صباح أكد أن ما ورد على لسان ليبرمان هو تصريح جديد لسياسة قديمة وهو إعادة تمرير الرسالة التي وجهها جورج بوش الابن إلى أرئيل شارون، والتي اعترف فيها بالكتل الاستيطانية الكبرى، مؤكداً على حق إسرائيل في الاحتفاظ بهذه الكتل، مقابل التوقف عن البناء في تلك المستوطنات وتوسعتها.

وبين أن الجولة السياسية لليبرمان ترتكز على ثلاثة محاور، أهمها تطبيع العلاقات وتطبيق اتفاقيات سلام مع الدول العربية، ثانيها توقيع سلام مع الفلسطينيين على أساس تبادل أراضٍ وفصل شامل بين الشعبين، وذلك من خلال احتفاظ إسرائيل بالكتل الاستيطانية الكبرى.

وعن تجاوب الإدارة الأمريكية مع الطروحات الإسرائيلية حول السلام، بين عطا أن الخلاف دائما حول المستوطنات خارج حدود الكتل الاستيطانية وفي القدس الشرقية، بخاصة مع وجود إقرار أمريكي يؤكد حق إسرائيل في الاحتفاظ بالمستوطنات ضمن أي اتفاق سلام مستقبلي.