"التقلبات المزاجية" الأسباب وطرق العلاج

الفجر الطبي

التقلبات المزاجية
التقلبات المزاجية - أرشيفية


أحياناً قد يشعر المرء بالسعادة وبعدها بقليل يشعر بالحزن والقلق والاضطراب، ويؤشر ذلك إلى أن الشخص يعاني تقلبات المزاج.

ويرى خبراء الصحة النفسية أنه من الطبيعي أن يتغير المزاج تبعاً لما تقوم به في حياتك من أنشطة، إنه مزيج من الحالة الذهنية والعاطفية التي تختلف في بداية النهار عن المساء. لكن التقلبات الحادة وطريقة الاستجابة للأحداث والظروف من حولنا هي التي تكشف عن وجود اضطرابات المزاج.

ويعلل العلماء أسباب التقلبات الحادة في المزاج نتيجة لتفاعلات كيميائية، أو بمعنى أدق نتيجة لخلل التوازن الكيميائي في الدماغ، ويرافق تقلبات المزاج الحادة شعور بالقلق، وتغيرات في السلوك والشخصية، وارتباك، وسوء حكم على الأمور مع سرعة في الكلام، وصعوبة في التركيز والنسيان، وتحدثوا عن أهم أسباب تقلب المزاج ومنها:

1 – التغيرات الهرمونية: وتحدث هذه التغيرات في سن المراهقة، كما تتعرض لها النساء مع تذبذب مستوى الهرمونات الجنسية، ومن الشائع جداً حدوث تقلبات المزاج وقت الحمل، ومع التقدم في السن.

ويمكن علاج تقلبات المزاج الناتجة عن التغيرات الهرمونية بسهولة من خلال أدوية يصفها المعالج النفسي.

2 – بعض الأدوية: قد يكون سبب التقلبات المفاجئة ونوبات الغضب تعاطي بعض الأدوية التي تؤثر على الدوبامين في الدماغ، ومن هذه الأدوية مضادات الاكتئاب، وعلاجات اضطراب ثنائي القطب، وبعض أدوية ارتفاع الضغط، وبعض المضادات الحيوية، وأدوية خفض الكوليسترول يمكن أن تسبب تقلبات المزاج.

وينصح الخبراء في حالة ملاحظة تقلب المزاج بعد تناول أدوية معينة بمراجعة الطبيب ولا توقف تناول الدواء من تلقاء نفسك.

3 – الاكتئاب واضطراب ثنائي القطب: حيث تكون تقلبات المزاج أكثر وضوحاً لدى من يعانون من اضطراب ثنائي القطب، الاكتئاب شعور باليأس يتسبب فيه خلل في التوازن الكيميائي بالدماغ، من سمات تقلبات المزاج في هذه الحالة الشعور باليأس، وحدوث تغيرات في نظام النوم، وفقدان الشهية أو الإفراط في تناول الطعام.

من يعانون من اضطراب ثنائي القطب يمرون بفترات اكتئاب بالتناوب مع فترات أخرى يشعرون فيها بالثقة في النفس أو الحيوية أو العدوانية والغضب، وعلاج تقلبات المزاج في هذه الحالة تتطلب أدوية وخطة علاجية يضعها الطبيب.

4 – النظام الغذائي: السكريات والشيكولاتة ترفع المعنويات بسرعة، لكن بعد انسحاب تأثيرها يحدث انخفاض في المعنويات وتقلب في المزاج، وترفع الكربوهيدرات والسكريات مستويات التربتوفان والسيروتونين في الدماغ، وهما مواد كيميائية تحسن المزاج، لكن المزاج يتقلب ويعود إلى الحزن. كذلك يسبب نقص أحماض أوميغا3 الدهنية في التهيج العصبي والغضب والاكتئاب.

لعلاج ذلك احرص على تناول الأسماك الدهنية، والمكسرات، وعدم الإفراط في أكل السكريات والكربوهيدرات.

5 – الإجهاد: عندما يرتفع مستوى هرمونات الإجهاد في الدم تصل إلى المعدة والقلب والرئتين، ينتج عن ذلك زيادة ضربات القلب والطاقة، وتغير في وظائف الدماغ، وسرعة التنفس، ويؤدي ذلك إلى خلل هرموني يؤثر على عمل الأعصاب في الدماغ، ويرتبط بالتقلبات المزاجية الحادة.

ولذلك ينصح خبراء الصحة النفسية بالحرص على خفض مستويات التوتر والإجهاد بالطرق الطبيعية، مثل ممارسة الرياضة والتأمل والصلاة وقراءة القرآن؛ لما لذلك من تأثير إيجابي على الصحة النفسية.