روسيا تختبر أسلحة فتاكة في شرق حلب

عربي ودولي

أسلحة روسية - ارشيفية
أسلحة روسية - ارشيفية


اختبر الطيران الروسي في شرق حلب أسلحة فتاكة جديدة بينها قنابل ارتجاجية وفراغية. ونقلت وكالات الأنباء مشاهد مروعة من المدينة، صورت بركاً من الدماء وجثثاً مشوهة ومستشفيات تغص بالجرحى، في الأحياء التي تسيطر عليها المعارض، بعدما أمطرتها الطائرات السورية والروسية بوابل من القنابل والصواريخ. وقال منسق الهيئة العليا للمفاوضات السورية المعارضة رياض حجاب إن روسيا تستخدم للمرة الأولى نوعاً جديداً من القنابل المحرمة دولياً في حلب هي "القنابل الارتجاجية" مؤكداً أنه قدم شكوى في هذا الشأن الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال اجتماعه به أمس السبت.

وأوضح حجاب في حديث مع "الحياة" يُنشر غداً أن القنابل الارتجاجية "متطورة جداً وتؤدي الى نوع من زلازل ارتجاجية، ووزنها نصف طن" وأن روسيا "تشن حرب إبادة على الشعب السوري على غرار ما فعلت بالشيشيان". 

وشاهد مراسل وكالة "فرانس برس" في أحد المستشفيات القليلة المتبقية في الخدمة في الجزء الشرقي من المدينة، جرحى ممددين على الأرض بسبب النقص في عدد الأسرّة. وقال الطبيب أحمد: "إن الجرحى يموتون أمام أعيننا فيما نحن عاجزون". وبالكاد سُمع صوت الطبيب وهو يعمل وسط رجال وأطفال يصرخون من الألم، وتمدد معظمهم على الأرض التي صبغتها دماء الضحايا باللون الأحمر. وشاهد المراسل جريحين على الأقل في الثلاثينات يلفظان أنفاسهما، فيما تجمعت تحت سريريهما بركتان كبيرتان من الدم. وأضاف الطبيب: "ليس بوسعنا فعل شيء لهم، وبخاصة للمصابين في الرأس. نحن بأمسّ الحاجة للدماء والأمصال ونفتقر إلى المتبرعين".

ولم يبق في حلب الشرقية سوى ثلاثة أو أربعة مستشفيات لا تكفي لاستقبال مئات الجرحى وغالبيتهم في حالة حرجة مع استمرار القصف بوابل من القنابل والصواريخ، خصوصاً بعد إعلان الجيش النظامي السوري بدء عملية واسعة الخميس. وقال الطبيب أحمد أيضاً: "لقد استقبلنا 60 جريحاً في ساعات الصباح وحدها"، مضيفاً: "لقد اضطررنا إلى القيام بعمليات بتر كثيرة لإبقاء الجرحى على قيد الحياة لأننا عاجزون عن معالجتهم".

وشاهد مراسل الوكالة بركاً من الدماء وأجساداً من دون أطراف وأشلاء بشرية في المكان الذي كانت تنبعث منه رائحة الدم بقوة. كما كان بعض الجرحى لا يزالون ينتظرون من يضمد جراحهم أو ينقلهم إلى ما تبقى من المستشفيات.

ونال القصف العنيف من بنايات كاملة وسوّاها بالأرض، ليحولها كتلاً من الركام، وشوهدت أعمدة كهرباء محطمة على الأرض مع سيارات مدمرة أو محروقة، ما يشهد على عنف الغارات. ووقف المارة القلائل ينظرون بذهول إلى الأبنية المدمرة والشرفات المنهارة والنوافذ المحطمة ويحدقون في السماء لرصد أي طائرة قد تنذر باستئناف القصف.

وقتل 25 مدنياً على الأقل السبت في أحياء حلب الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة، والتي أمطرها الطيران السوري والروسي بوابل من القنابل والصواريخ لليوم الخامس، بالتزامن مع سيطرة القوات النظامية وميليشيات موالية على مخيم حندرات الاستراتيجي في ريف حلب، الذي استردته المعارضة لاحقاً.

وقال نائب رئيس "الائتلاف" موفق نيربية، في مؤتمر صحفي في إسطنبول، إن "النظام السوري وحلفاءه الروس يرتكبون فظائع"، في وقت أوضح رئيس الحكومة الموقتة المنبثقة من المعارضة جواد أبو حطب، أنهم استهدفوا قوافل إنسانية وقتلوا مدنيين واستخدموا أسلحة كيماوية تحظرها المواثيق الدولية وألقوا براميل (متفجرة) على السكان ودمروا مباني بكاملها وارتكبوا مجازر. وأضاف: "لا نستطيع أن نتحمل صمت المجتمع الدولي بعد اليوم"، مطالباً بـ"وقف المجازر".

وقال العقيد فارس البيوش قائد "الفرقة الشمالية" لـ"رويترز"، إنه يتوقع حصول المعارضة على أنواع جديدة من قاذفات الصواريخ الروسية الصنع والمدفعية، ولكن لا يوجد ما يدل على موافقة الدول الأجنبية على طلب قديم للمعارضة بالحصول على صواريخ مضادة للطائرات. وأي زيادة ستكون "طفيفة".

وقال "المرصد" إن "الفصائل الإسلامية استهدفت بصواريخ مدينة مصياف بريف حماة الغربي" حيث تقع معاقل النظام. وأضاف أن الفصائل سيطرت على قريتي معان والكبارية في ريف حماة الشمالي الشرقي.

وفي نيويورك، أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن ضربة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة على الجنود السوريين قرب مطار دير الزور في 17 أيلول سبتمبر كانت "متعمدة". وقال إن "الحكومة السورية تحمّل الولايات المتحدة المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان، لأن وقائع ما جرى تثبت أن العدوان لم يُرتكب بالخطأ بل كان متعمداً، وإن ادعت الولايات المتحدة غير ذلك".