غموض حول رئيس أوزبكستان.. تركيا تنعي قبل "الوفاة" وروسيا تسحب بيانها

عربي ودولي

أوزبكستان
أوزبكستان


 

 

ساد غموض وبلبلة بعدما أكدت مصادر ديبلوماسية أمس وفاة رئيس أوزبكستان إسلام كريموف، لتُطوى بذلك حقبة مهمة في التاريخ الحديث للجمهورية السوفياتية السابقة. وأطلق النبأ تكهّنات حول الخليفة المحتمل للرئيس الذي تربّع على عرش السلطة لأكثر من ربع قرن، وألغى الحياة السياسية والحزبية في البلاد.

 

وأعلنت مصادر ديبلوماسية في أوزبكستان وفقا للحياة اللندنية، وفاة كريموف، بعد أسبوع صارع خلاله الموت إثر تعرُّضه لجلطة دماغية. وشكّل الإعلان صدمة في أوزبكستان التي لم تعرف زعيماً غير كريموف منذ نهاية تسعينات القرن العشرين.

 

واللافت أن أنقرة نعت كريموف قبل ساعات من بيان نُسِب إلى حكومة أوزبكستان يفيد بوفاته. وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم خلال اجتماع لحكومته أن إسلام كريموف «توفي، رحمه الله. نحن نشاطر الشعب الأوزبكي حزنه».

 


وفي وقت لاحق سحبت وكالة «أنترفاكس» للأنباء الروسية تقريراً وزّعته لإعلان وفاة رئيس أوزبكستان. وأشارت إلى أن التقرير الذي استند إلى بيان حكومي رسمي نُشِر بسبب «خطأ فني». وأعلنت هيئة الأمن الجوي في أوزبكستان مساء أن مطار سمرقند سيكون مغلقاً اليوم أمام الرحلات باستثناء التي تحصل على «موافقة رسمية».

 

وكان كريموف أمسك منذ توليه الرئاسة رسمياً عام 1991 مقاليد السلطة بقبضة من حديد، وقمع خصومه ومعارضيه بشدة، وواجه محاولات انقلابية وأكثر من تمرُّد مسلح، أعنفها في العام 2005 في إقليم أنيدجان جنوب البلاد.

 

كريموف الذي عُيِّن سكرتيراً عاماً للحزب الشيوعي الأوزبكي عام 1988 لم يلبث أن ركب موجة تفكيك الدولة العظمى، وأعلن بعد ثلاث سنوات استقلال أوزبكستان عن الاتحاد السوفياتي، ورفع شعارات قومية بدلاً من الشعارات الشيوعية لكسب تأييد مواطنيه.

 

وأطلق رحيل الزعيم السباق لشغل كرسي الرئاسة بين شخصيات متنفذة كانت مقربة منه، على رأسها رئيس هيئة الأمن الوطني (الاستخبارات) رستم إينوياتوف الذي يعدّ الشخصية الأقوى والأوفر حظاً. وكان ضابطاً بارزاً في جهاز «كي جي بي» قبل تفكيك الدولة السوفياتية، وشغل منصبه منذ نحو عشرين عاماً، وظل قريباً من كريموف على مدى سنوات حكمه.

وفي مؤشر الى تعاظم سلطاته، لعب اينوياتوف الذي لم يظهر إلا نادراً على شاشات التلفزة، دوراً بارزاً في إقصاء الابنة الكبرى للرئيس كريموف، جلنارا كريموفا، ومصادرة أعمالها وحبس المقربين منها، بعدما وجّهت انتقادات إلى والدها وأساليبه في إدارة السلطة.

 

ويعدّ رئيس الوزراء شوكت ميرزيايف بين المرشحين لخلافة كريموف، وهو يحظى بدعم قطاع الأعمال لكنه لا يتمتع بشعبية، بسبب السياسات الاقتصادية التي أثقلت كاهل المواطنين.

ويورد خبراء اسم وزير المال رستم عظيموف بين المرشحين لشغل كرسي الرئاسة، ويعتبره بعضهم قادراً بسبب توجّهاته الليبرالية على قيادة مرحلة ما بعد رحيل كريموف.

ولا يستبعد كثيرون ان تدخل الإبنة الصغرى لكريموف، لاولا كريموفا، حلبة التنافس للفوز بكرسي والدها، وهي الآن تمثّل بلادها لدى منظمة «يونيسكو».