المستشار سامح المشد يكتب: هيكل أسطورة وموسوعة صحفية سياسية عالمية -2

ركن القراء

المستشار سامح المشد
المستشار سامح المشد


تم تعيين هيكل وزيراً للإعلام، عام 1970،  ثم تولى الإشرف على وزارة الخارجية، لمدة أسبوعين، مسندة إليه من قبل القيادة السياسية، أثناء غياب وزيرها الأصلي السيد محمود رياض. وقام هيكل بتعيين الدكتور عبد الوهاب المسيري مستشاراً له في وزارة الإعلام. وفي شهر ديسمبر من نفس العام، إلتقى هيكل بأديب فرنسا الكبير، والقامة الكبرى في تاريخ الفكر والفن، والأدب أندريه مالرو André Malraux. وفي العام الثاني أي 1971، صدر له أول كتاب باللغة الإنجليزية The Cairo Documents، وقد ترجم إلى لغات كثيرة بلغت 21 لغة. ثم صدر بعدها كتاب "عبد الناصر السجل بالصور". وفي العام الثالث أي 1972 صدر له كتاب "عبد الناصر والعالم" وهو ترجمة للكتاب السابق، "عبد الناصر السجل بالصور" وقد تم ترجمته من قبل الصحفي اللبناني سمير عطا الله. وكانت بداية الخلافات بينه وبين الرئيس محمد أنور السادات، بدأت في نهاية هذا العام، يوم الجمعة 29 ديسمبر،  بعد نشر مقال بعنوان: "كيسنجر وأنا مجموعة أوراق". وفي العام الرابع، أي 1973، صدر له كتاب "وثائق عبد الناصر أحاديث - تصريحات (يناير 1967 - ديسمبر 1968)"، وكذلك صدر له كتاب: "موعد مع الشمس - أحاديث في آسيا"، بعد عودته من رحلة إلى آسيا، إستغرقت شهراً كاملاً، تجول فيها في: (الصين، اليابان، بنغلاديش، الهند، باكستان). 
وفي الشهر المبارك الملئ بالنصر والفخر والوطنية والعروبة والعزة، الإعزاز، في 1 أكتوبر كتب العلامة هيكل، التوجيه الإستراتيجي الصادر من الرئيس السادات، إلى القائد العام للقوات المسلحة ووزير الحربية، الفريق أول أحمد إسماعيل علي، وفي هذه الكتابة المستنيرة، تحددت أهداف وإستراتيجية الحرب، وكانت نتائجه المترتبة عليه، تكليف مكتوب للفريق أول أحمد إسماعيل ببدء العمليات، قام بتوقيعه الزعيم أنور السادات في يوم 5 أكتوبر، أي قبل حرب النصر والشرف والكرامة بيوم واحد. مع الوضع بعين الإعتبار أن الخطاب الشهير الذي ألقاه السادات، بمجلس الشعب، بتاريخ 16 أكتوبر 1973، كتبه المؤرخ والكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، الذي أعلن فيه الرئيس السادات خطته بعد الحرب، شمل الخطاب مقترحات هامة، لمؤتمر دولي، في جنيف، تدخلت فيه الأمم المتحدة، لوقف رصاصات، وهجمات، وضربات القوات المسلحة المصرية العتيدة، وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 242. ثم بعد ذلك تجددت الخلافات مع الرئيس السادات بسبب هنري كيسنجر، وقبوله بسياسة فك الإرتباط، التي رأها هيكل مقدمة لصلح مصري - إسرائيلي منفرد يؤدي إلى تداعيات في العالم العربي يصعب التنبؤ بتداعياته وعواقبه.
وفي عام 1974، أصدر الرئيس أنور السادات، قراراً جمهوريا، تم نشره في جميع الصحف، صباح يوم السبت 2 فبراير، بتعيين هيكل مستشارا لرئيس الجمهورية، ونقله من صحيفة الأهرام، إلى قصر عابدين، ولكن إعتذار هيكل عن المنصب كان سببا جديدا في توتر الأوضاع بين هيكل والسادات، ثم خرج من جريدة الأهرام لآخر مرة يوم السبت 2 فبراير مجيباً على أسألة الصحفيين، ووكالات الأنباء العالمية، قائلا: " إن الرئيس يملك أن يقرر إخراجي من الأهرام، وأما أين أذهب بعد ذلك فقراري وحدي. وقراري هو أن أتفرغ لكتابة كتبي... وفقط ". وقام هيكل بتلخيص هذا الموقف في تصريح نشرته صحيفة الصنداي تيمز في عددها الصادر يوم السبت 9 فبراير قال فيه: " إنني إستعملت حقي في التعبير عن رأيي، وإستعمل الرئيس سلطته، وسلطة الرئيس قد تخول له أن يقول لي أترك الأهرام، ولكن هذه السلطة لا تخول له أن يحدد أين أذهب بعد ذلك. القرار الأول يملكه وحده.. والقرار الثاني أملكه وحدي. ثم صدر كتاب هوامش على قصة محمد حسنين هيكل، لضياء الدين بيبرس.