بعد توقف عام .. هل يقود "إخوان أون لاين" مبادرة المصالحة بين الدولة والجماعة؟

تقارير وحوارات

موقع إخوان أون لاين
موقع إخوان أون لاين


بعد غياب قرابة العام.. جبهة "عزت" تسيطر على "إخوان اون لاين".. وأنباء عن قيادة الموقع للتهدئة بين الجماعة والدولة
 

 
ما أن عاد موقع "إخوان أون لاين" للعمل مرة أخرى، إلا وتحدث مهتمين بشأن الإسلام السياسي عن بوادر مصالحة وصفقات يدرجها عواجيز جماعة الإخوان مع قيادات الدولة حاليًا- حتى وإن بدت الأمور بخلاف ذلك- مستخدمين هذا الموقع كأداة للتمهيد لهذه الأمور.

وبالأمس عاد من جديد موقع جماعة "الإخوان المسلمين" للبث بعد قرابة العام على وقفه، عقب الخلافات التي عصفت بالجماعة، وانقسامها إلى فريقين أحدهما بقيادة محمود عزت القائم بأعمال المرشد العام، والجبهة الشبابية أو المكاتب الإدارية بزعامة محمد منتصر.

وسيطرة جبهة "عزت" -التي تتميز بسعيها للتهدئة مع الدولة -على الموقع بعدما أغلقته لبعض الوقت نتيجة الخلافات الداخلية. وكان في البداية تتحكم فيه الجبهة الشبابية، وتنشر عبره بياناتها ورؤيتهم للحياة السياسية.

وتزامن عودة الموقع مع الذكرى الثالثة لفض اعتصامي "رابعة العدوية " و"النهضة" وأحداث رمسيس. احتفي رموز وقيادات الجماعة القديمة بعودة الموقع الجديد، وقالوا إنه سيكون عودة للعمل الإعلامي المميز والهادف، بعيد عن إعلام الدولة. 
 
بينما قال خبيراء في شأن الإسلام السياسي إن الموقع يأتي في إطار اهتمام الجماعة بالناحية الإعلامية بشكل كبير ليضاف إلي قنواتهم الموجودة بالخارج.

وقال خالد الزعفراني، الخبير في شأن الإسلام السياسي، إن الجبهة التقليدية أعادت الموقع بعدما أنهت بشكل كبير على الانقسام الداخلي واستقرت بها الأمور.

وفيما يخص التهدئة أكد "الزعفراني" في تصريح خاص لـ"الفجر" أن فرق "عزت" يعمل بالفعل على التهدئة ويوضع صفقات متعددة وهذه من فلسفة الاخوان –حسب قوله-  مشيرًا إلي أن الموقع بالا شك سيستخدم في إحداث نوع من التوازن السياسي مع الدولة.
 
وافقه في الرأي سامر إسماعيل، العضو الإخواني المنشق، الذي توقع أن يعمل الموقع الجديد على تهدئة اﻹخوان والنظام وربما للتصالح مع النظام الحالي ليعود كموقع معارض يسير في ركب معارضي النظام. وهو ما سيظهر من خلال أخبار الموقع وكتابه توجهات الجماعة في الفترة المقبلة.
 
وأضاف إسماعيل أن "جناح محمود عزت" يبسط سيطرته مجددًا على مفاصل الجماعة وخاصة جهازها الإعلامي وموقع إخوان أون ﻻين".
 
واحتفي رموز وقيادات الجماعة القديمة بعودة الموقع الجديد، وقالوا إنه سيكون عودة للعمل الإعلامي المميز والهادف، بعيد عن إعلام النظام. 

وكتب محمود حسين، الأمين العام للجماعة مقالا بعنوان "عودًا حميدًا لموقع "إخوان أون لاين " قال فيه: "لا شك أن لموقع " إخوان أون لاين " .. مسيرة إعلامية مباركة ضمن قافلة الدعوة إلي الله "، وعن إغلاقه طيلة هذه الفترة قال: "لقد تعطل الموقع لأسباب تعرفونها، ونسأل الله أن يكون هذا العطل دافعا لتطوير الموقع واستمراره في التواصل مع السادة القراء".

وأضاف: "أتشرف بكتابة هذا المقال الافتتاحي مع معاودة بث الموقع من جديد، يهمني أن أتوجه بحديثي ى الإخوان المسلمين داخل مصر وخارجها، ومن خلالهم إلي كل المحبين لجماعة الإخوان والمهتمين بأمرها".

وتحدث حسين في مقاله عن أزمة الإخوان الداخلية قائلا: "لقد مرت جماعة الإخوان بأزمة داخلية غير مسبوقة، كان الهدف منها إضعافها وإجهاضها لكن حفظ الله ثم وعي أبنائها أجهض هذا كله بفضل الله،  ولعل من المفيد أن نتذاكر أهم أسباب الأزمة حتى لا تتكرر".

وأوضح أن سبب الخلاف الأخير يرجع إلى "عدم استقرار منهج الجماعة في نفوس بعض أبنائه، وخاصة طبيعة الصراع بين الحق والباطل وكونهما في حالة تدافع مستمر، وإن إمكانيات الباطل ومكره لتزول منه الجبال".
وأضاف: "عدم اليقين بأن الأخذ بالأسباب مهم ومطلوب، لكن التعلق برب الأسباب فريضة وأن النصر من عند الله، واستعجال البعض لقطف الثمرة قبل نضجها وهو ما حذر منه الإمام البنا".

وتابع: "عدم الالتزام بالشورى والمؤسسية والعودة لمؤسسات الجماعة ومحاولة تهميشها بأسباب واهية ، واعتقاد فرد أو مجموعة أن رأيهم أكثر سدادا من العودة للشورى".

واستدرك: "هذه بعض الأسباب، والجماعة اليوم بخير والحمد لله ، وهي تتجه اليوم نحو الالتئام التام لصفها ، فقد تم حل معظم الأمور العالقة التي تسببت في أزمة كنا في غني عنها . وتم حسم إدارة الجماعة بشكل مؤقت للجنة الإدارية العليا المنتخبة برئاسة الدكتور محمد عبدالرحمن عضو مكتب الإرشاد لحين استكمال مكتب إرشاد منتخب ومؤقت لإدارة أمور الجماعة".

وأشار إلى أنه "سيتم على التوازي بإذن الله استكمال هياكل الجماعة الإدارية والشورية على مستوى المحافظات ، لتكتمل هذه الهياكل - بشكل مؤقت - حتى عودة الأمور لطبيعتها بإذن الله " ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبًا".