بعد تنازلهم عن عودة "مرسي".. شباب "الإخوان" يحطمون صنم "السمع والطاعة"

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية




التمرد على الجماعة سمة الشباب.. وإخوان: الفشل وراء اعتراضهم على القادة



بدا مؤخرًا أن "التمرد على مبدأ السمع والطاعة" هي السمة المميزة التي اكتسى بها شباب جماعة الإخوان في الفترة الأخيرة، وتحديدًا عقب فشل قياداتهم في إدارة حكم البلاد خلال العام الذي تولوا فيه الحكم.

بدى ذلك واضحا في اعتراض بعض شبابها على أسلوب الجماعة الحالي، وعدم تحقيق أي تقدم للأمام طوال أكثر من 3 سنوات. وكشف عمار مطاوع أحد شباب الإخوان، أن الشباب باتوا يتصدرون المشهد الإعلامي بعد تصدع بناء الجماعة الإعلامي.

 ناشط إخواني يشيد بكسر حالة القدسية للجماعة
ومن جهته أشاد عبدالرحمن حسن، بكسر صنم السمع والطاعة، قائلا: "أجمل شيء أن يكتب شباب الإخوان ما يمليه عليهم عقلهم تهاجم الجماعة التي نشأة فيها لقناعتك ببعض الأخطاء التي وقعت فيها كسرك لحالة القدسية التي كنا نضعها للقيادة دا شئ صحي جدا".

وأضاف عبدالرحمن في تصريح له: "لن تفلح الجماعة إلا إذا قومت أخطائها بنفسها".

الشباب يطالبون بالتنازل عن عودة "مرسي"
مازال شباب الإخوان يرفعون مطالب التنازل عن عودة الرئيس المعزول محمد مرسي، كمطلب أساسي للتوحد مع جماعة الإخوان المسلمين، ضد نظام 3 يوليو، ومازالت ترفع شعار "ارحل يا مرسي"، وتعتبر أن قبولهم بعودته بمثابة تخلٍ عن مبادئهم وأهداف ثورة 25يناير، التي ينادون بها فهل يغير هذا القرار من الأمر شيء؟، في الوقت الذي تعلن فيه قيادات الجماعة تمسكها بالرئيس "الشرعي"- بحسب وصفها.

 التمرد على السمع والطاعة
يعد أبرز الايجابيات التي لحقت بالجماعة في خضم هذه الإخفاقات - بحسب ما ذكره أعضاء بالجماعة- هو أن الإخوان بدوا أكثر انفتاحا هذا العام بعيدا عن قيود التنظيم وبدءوا في الحديث عن أشياء كانت محظورة داخل التنظيم خاصة ما يتعلق بالسمع والطاعة.

وطالب الشباب أن يكونوا أداة لصنع القرار لاسيما بعد مع فشل الجماعة في التعامل مع النظام الحالي، وقرر البعض من المحسوبين على الشباب بتولي المهمة عبر انتخابات الجماعة، وهذه الخطوة كشفت عن خلافات عميقة هذا العام بين تيارين داخل الجماعة كل منهما يعتبر نفسه الأمين على مصالح التنظيم.

أما السلبية الأبرز بحسب تصنيف مقربون للجماعة فتتمثل في عدم قدرة التنظيم على التكيف مع الواقع الحالي والبحث عن وسيلة لتفادي استمرار استنزاف مقدرات الجماعة في ظل استمرار الصدام مع السلطة دون أي نتيجة حقيقية تصب في صالح الجماعة.

 انقسام الجماعة يوسع الفجوة بين الشباب والعواجيز
شهدت الإخوان مع أواخر هذا العام ثلاث أزمات خلال عام بدأت في مايو وأغسطس، وانتهت بعد حوار محمود حسين، الأمين العام لجماعة الإخوان، بداية شهر ديسمبر نتجت عن بيانات متصاعدة تتحدث عن أزمة في إدارة التنظيم الأكبر في مصر، والذي تأسس عام 1928، حيث أعلن مكتب "الإخوان المسلمين" في لندن إقالة "محمد منتصر" من منصبه كمتحدث إعلامي باسم الجماعة، وهو ما نفاه الأخير.

 وانقسمت الجماعة على إثر هذه التفاهمات لفريقين الأول يضم  القيادات القدامى مثل محمود عزت نائب المرشد والقائم فعلياً بعمل المرشد بتعليمات من محمد بديع مرشد عام الجماعة المحبوس حالياً على ذمة عدة قضايا، ومعه محمود حسين أمين عام الجماعة ويعاونهما محمد عبد الرحمن المسؤول عن الجماعة في الخارج.

والثاني فيتزعمه عضو مكتب الإرشاد محمد كمال الذي يعتبره الشباب بمثابة المرشد حالياً في مصر، وتعاونه مجموعة كبيرة من الشباب وقيادات الصف الثاني، ويتولى مسؤولية التنسيق الإعلامي لهم محمد منتصر المتحدث السابق باسم الجماعة.

فشل الإخوان سبب الأزمة
في هذا الإطار يقول الدكتور أشرف عبدالغفار، القيادي البارز بالإخوان، إن الحل للأزمة التي تشهدها الجماعة تتمثل في تنحية القيادات القدامى عن المشهد، قائلا في تصريح صحفي:" من يقدم المصلحة العامة على الخاصة يبادر بذلك دون طلب".

ويضيف سامر إسماعيل، المهتم بشؤون الحركات الإسلامية، والمستقيل مؤخرا من جماعة الإخوان المسلمين، أن الأداء السياسي للإخوان في الخارج على المستوى الدولي شبه معدوم ومحصلته صفر.

وأوضح إسماعيل لـ"الفجر"، أن الأزمة تتمثل في تجاهل حزب الحرية والعدالة على الرغم من أن الترويج للحزب أفضل بكثير من الترويج باسم الجماعة باعتبار أن الحزب أكثير شمولية عن تنظيم الإخوان المغلق- حسب قوله.