عبد الرازق محمد على يكتب: عفواً أيها الأعرابى.....هنا يتوقف العقل !

ركن القراء

عبد الرازق محمد على
عبد الرازق محمد على


كنا نحتسى القهوة العربية مع أصدقاء لنا فداهمنى أعرابى حقود حتى النخاع على مصر قائلا:لا أظن أن قرض صندوق النقد الدولى هذا سوف يفعل لكم شيئا......أنتم الان فى مصر فى حالة انقسام شديد ما بين مؤيد ومعارض ومع الفساد والأنقسام والعمليات الأرهابية سوف تخور مصر.. هذا هو المنطق وبالعقل للأحداث القادمة......

وبالعقل أقولُ لصديقى الأعرابىُّ الحقودُ على مصرَ وأهل مصر:

1- أين كان هذا العقل عندما فتح عمرو بن العاص مصرَ (فقط) بثلاثة الالاف رجل !! فأسقط حصن بابليون وبلبيس المنيعين وشيَّد الفسطاط فى حين تعدَّت قوة الرومان قرابةَ المائة ألف مقاتل؟ 

2- أين كان هذا العقل وقد مكث الفاطميون ( الشيعة الإسماعلية ) أكثرَ من ثلاثة قرون فى مصر فشيدوا الأزهر لنشر المذهب الشيعى وخلدوا القاهرة عاصمةً للدولة الشيعية- فما تشيع أهلٌ مصر أبداً على مرِّ التاريخ !! -بل العجيبة الكبرى أن يصيرَ الأزهرُ الشريف منبرَاً لأهلِ السنة والجماعة!!- وتصبحُ القاهرة عاصمة المذاهب السُّنِّيَّة الأربعة؟ 

3- أين كان هذا العقل وقد دحر المصريون التتار والصليبين معاَِ على أرض مصر ولم يكن هناك حاكمٌ فعلى أثناء الحرب ?- ففى الأولى تولى قطز وفى الثانية أخفت شجرة الدر وفاة الصالح نجم الدين أيوب قبل موقعة المنصورة مع الصليبيين بساعات-كيف انتصرَ المصريون ؟

4- أين كان ذلك العقل فى العام 1940 وبالتحديد فى الخامس عشر من يونيه عندما احتل النازيونَ باريس ودحر هتلر جيوش بلجيكا وانجلترا وفرنسا فى الحرب العالمية الثانية ففرَّ الملايين من فرنسا وسويسرا وبلجيكا وبولندا واليونان وقبرص والنمسا وايطاليا فلم يجدوا لهم ملاذا سوى فى (مصر) !! ولاتزال محلات جروبى والامريكيين بوسط القاهرة وحارة اليهود بمصر القديمة ومستشفى الجاليات الاوربية ( المستشفى الايطالى واليونانى بالعبَّاسية) لخيرُ دليلٍ على قولنا هذا... بل انَّ جُلَّ اليهود الالمان والنمساويين والايطاليين رحلوا الى مصر خوفاً من بطشِ النَّازية! 

5- أين كان ذلك العقل حينما أكدت المخابرات السوفيتية والأمريكية ومن قبلها البريطانية العام ١٩٧٣إستحالة عبور خط بارليف وأردفت المخابرات الأمريكية تقريرها بأن مصر تحتاج قنبلةً نوويةً للعبور!!- أينَ كان ذلك العقل وقد عبرالضفة مائة ألف جندى مصرى فى ساعتين !!! وعبرت الدبابات والمدرعات الثقيلة المصرية إلى سيناء فى أربع ساعات !!!

6- وماذا يقول العقل وكبرى الشركات العالمية تقف وراء سد النهضة بأثيوبيا وتحركها السياسات الأمريكية الأسرائيلية المشتركة وتغذيها المصالح الأفريقية اليهودية فى أثيوبيا وكينيا والكونغو وجنوب السودان وبعد أن تم إقصاءِ مصر عن الإتحاد الإفريقى و بعدَ أن تم بناء ٣٠% من السد -فجأة يتوقف العملُ تماماً بسدِّ النهضة!!!- بل و تتوقف الشركات المانحة عن التمويل !!- وقد انتابتنى حالة من الضحك الهيستيرى وأنا أطالع خبرَ فيضان النيل الذى لم يحدث مثيله منذ قرن من الزمان فعشية الامس كانوا يرهبوننا بالجفاف وصباح اليوم نخشى على أشقاءنا السودانيين الفياضانات حتى اننا بصدد فتح قناة توشكى !!! 

7- أين ذلك العقل والصهاينة يحاربون مصر ومن ورائهم حلفاؤهم  الأوربيون والأمريكان على مر قرن من الزمان وما رضخت مصر وما خارت مصر أبدا.

8- أين ذلك العقل رغم كل محاولات التكفير والتجحيد والتخويف والتجويع حفظَ الله مصر-ورغم كل الممالك المتعاقبة لم يذكر لنا التاريخ دولةً قضت على الغزاة مثل مصر (هكسوس -بطالمة-رومان-صليبيون-تتار-قرامطة-يهود.....

وكأن الله حافظ مصر

إلى صديقى الأعرابى: إن لنا فى رسول الله أسوةٌ حسنة (إستوصوا بأهل مصرَ خيراً فإن لنا فيهم نسباً وصهراً )- والحديث القائل ( وهم فى رباطٍ إلى يومِ القيامة)- ولا يكونُ الرباطُ الاَّ على الثغور(الحصون) إذ تؤمنُ البلاد وما إلى داخل الحصون الثغور

عفوا ايها الأعرابى الحقود - 
...اتبع وصية رسول الله فينا...واياك واعمال عقلك فينا
فهنا (على أرضِ مصر).....يتوقفُ كل عقل !!!