ياسمين مجدي تكتب: أن تبقي

ركن القراء

بوابة الفجر


تلك البدايات التي لاسيما تمنيت أن لا تنتهي.. تلك التفاصيل التي لاسيما حلمت أن تبقي علي حالها.. و جمال الأشياء التي لاسيما حلمت أن تبقي علي جمالها..لتبقي تلك القصص علي حالها و لكن بداخلي فقط…
لعبة القدر دائما صائبة و لا تكشف اوراقها دفعة واحدة بل تبوح بأسرارها..سرا سرا ..

 تتركك حائرا بأي كارت سيختار القدر لك.. اخاف من كارت لم احسب نزوله و اخاف من كارت تمنيت اكتسابه و لم احصل عليه.. و اكتشفت أني اخاف جميع كروت القدر لأن في حسبانها خسارة و في مكسبها فقدان.
فاخترت الأنسحاب من اللعبة كاملة.. و لكن لا أحد يستطيع الهروب من قدره.. لأن كل ما زاد خوفك من شيء زاد اقترابه و ملاحقته لك.. مثلك أنت ...

وجدتك قدري الذي اهرب منه و لكن ليس لي في ابتعاده نصيب و لا في قربه اختيار..!
اخاف ابتعاد احدهم و لكن دائما يرهبني قربك أنت . أنت فقط….
تمنيت ان لا تقترب أكثر من ذلك.. ليس خوفا من بقاءك و لكن خوفا من ما يمكن ان يأتي البقاء حاملا.. خوفا من تحمل فقدانك فيما بعد.. اخاف وحشة الفقد لأن لم يعد في روحي قوة تتحمل فقدان آخر.. هاجس ذوال الأشياء و عدم بقاءها يرهبني و لا استطيع التخلص منه.. .. تمنيت أن تكون قريبا و لكن بعيدا بمسافات.. ظل وجودك بالنسبة لي مثل ظلي..قريبا مني و لكن كل ما اردت لمسه و القرب منه.. 
 لا استطيع…!

و ظل ابتعادك لا يزيدني شىء إلا اصرارا علي قربك و كيف لك أن تبتعد و مكانك قلبي؟    
تمنيت بقاءك و وجودك المستمر في تفاصيل يومي.. تمنيت بناء اتفه الذكريات معك لأتذكرها دائما بقلبا فرح.. تمنيت البوح لك بكل خبايا نفسي…. تمنيت احتضانك و لكن جميع محاولاتي انتهت بأفلاتك.. لا استطيع دفعك إلي البقاء و لا اتحمل فكرة التوسل إليك.. اريدك ان تبقي و لكن  بأصرارك و إرادتك.

ولكن كلماتك لم تغادر ابدا افكاري.. كلماتك التي تمنيت سماعها و لكنها تحتبس بداخلك مثل الأبكم .. كلماتك التي لم ترد يوما البوح بها و لكنني دائما انصت اليها.. اسمعها جيدا او هكذا أظن….

ظنوننا دائما تقودنا الي ما نرتعب تحمُله.. يرسل إلينا القدر علامات بالتوخي و الحذر و أكثرهم بالأبتعاد..و لكن قليلا ما ننصت.. فتحمل ظنوننا دائما خوفا…

 خوفا من تحولنا لعنصر منفر بحياة من نحب.. خوفا من أن يضغط حبنا عليهم و يفر كل منهم هاربا.. خوفا من أن نحب اكثر مما ينبغي.. خوفا من أن نحب لنجد نفسنا نحب لكن وحدنا.. فنظن ان الخسارة ليست قريبة.. نظن أن الحب باقٍ.. نظن أن الأشياء ستبقي علي جمالها.. و نبقي وحدنا لا نملك شيء غير ظنوننا.. لأن ليس هناك ما يبقي ما دمنا لا نصر علي وجوده… فتبقي وحدك من تمنيت بقاءه و ارتعبت وجوده…

لتظل أنت الحٌلم الذي لا يكمل و لا يبدأ.. لأن ليس في ملامحه بدايه و ليس في اكتماله طريق….!