وجهة نظر || حجاب "الغباشي" .. انتهى الدرس يا "شوباشي" !!

الفجر الرياضي



عادت بي الذاكرة لشهور ماضية وقت أن واصل الكاتب الصحفي شريف الشوباشي حملته الشهيرة بخلع الحجاب ودعوته لنساء مصر بالتظاهر لثورة "الخلع" لأنه يمثل دعوة للتراجع والتخلف بحسب رؤيته .

"انت اتجننت يا عبدالحميد .. انت ايه اللي هيخليك تكتب في السياسة ما تخليك في الكورة يبني!" هكذا راودني عقلي الباطن ولكن الأمر متعلق بالرياضة أيضاً، ولهذا أكملت كتابة المقال لعله يكون رسالة موجزة للمذكور أعلاه ولكل فتيات مصر .

فلقد لاحظت خلال متابعتي لمنافسات بطولة أولمبياد ريو دي جانيرو الحالية كما لاحظ الجميع، ردود الفعل الطيبة للاعبة دعاء الغباشي نجمة الكرة الشاطئية المصرية بالأوساط العالمية بعد ظهورها بالحجاب في منافسات البطولة واعتبار صورتها أمام اللاعبة المنافسة بالبكيني هي أفضل صورة حتى الآن بالأولمبياد ومعبرة عن تنوع الثقافات على مستوى العالم .

الأمر لم يتوقف عند حجاب الغباشي وحالة الرضا عنه وتصريحاتها المختلفة لوسائل الإعلام في كل دول العالم بأن الحجاب لم ولن يعيقها عن ممارسة الرياضة التي تعشقها بل وصل الأمر للتأكيد أن الملتقى الرياضي العالمي في ريو دي جانيرو نقل ثقافة "الاحتشام" سواء بحجاب أو لا لمختلف دول العالم المشاركة بنفس المنافسة حيث اختلف زي المنتخبات من البكيني لزي محتشم بعد رؤية الفريق المصري بزيه الإسلامي .


وحتى لا أدخل مبكراً في صفوف السلفيين والوهابيين و"مش بعيد أكون إرهابي" فإني أؤكد على المبدأ الأصلي لي ولكثير من الناس أن الأمر كله "حرية اعتقاد وحرية فكر" فمن شاءت تتحجب ومن شاءت تخلع الحجاب ومن عليها أن تبحث عن الحلال والحرام فلتبحث، ولا يتعلق الأمر بالأحترام والتقدير في شئ واستشهد بذلك على حبنا جميعا في الوسط الرياضي على بطلة العالم في الاسكواش نور الشربيني فهي لا ترتدي الحجاب وجميعا نحترمها ونقدرها .

وحتى لا أدخل أيضاً في دائرة "الصعلوك الذي يناطح الكبار"، فإنني أعود لأؤكد على القيمة والقامة التي يتمتع بها كل كبار المفكرين والكتاب الذين نتعلم منهم .. نتعلم من اخطائهم ومن صوابهم ومن خبراتهم العظيمة، ومن بينهم بلا نقاش أو جدال الكاتب شريف الشوباشي .. فأعود لأقول أن اختلافي مع دعوته وفكره كان رفض لتبني الفكرة بخلع الحجاب واليوم وبعد شهور ردت لاعبة مصر بزيها الذي حاولت أن تسير على نهجه أو على الأقل على نهج "الاحتشام" منتخبات عالمية أخرى .

عفواً فاليوم الأحداث فرضت نفسها لنرفع القبعة لدعاء ولكل فتاة مثلها .. ونقولها دون خجل لكل من لم يتعلم الدرس ....... تعلموا من حجاب "الغباشي" ... وانتهى الدرس يا شوباشي .


تهدينى بصيرتى .. وإن زاغ البصر
ويبقى الود موصولاً ما بقيت وجهة النظر


للتواصل مع الكاتب عبر الفيس بوك من هنا