فشل القمة العربية.. حضور 6 قادة فقط واختصارها إلى يوم واحد

أخبار مصر

الرئيسان المصري والتونسي
الرئيسان المصري والتونسي


افتتحت قمة الجامعة العربية الاثنين في العاصمة الموريتانية نواكشوط في غياب قادة عرب كبار، على خلفية انقسامات وأزمات مستمرة في المنطقة العربية.

 

ووفقا للعرب اللندنية، لم يحضر القمة إلا ستة من القادة العرب واختصرت هذه القمة السنوية في يوم واحد بدلا من يومين كما كان مقررا.

 

وحضر القمة رؤساء السودان واليمن وجيبوتي وجزر القمر وأميرا الكويت وقطر.

 

كما حضر رئيس تشاد إدريس ديبي بصفته الرئيس المباشر للاتحاد الأفريقي ومجموعة الساحل.

 

وكان أعلن في وقت سابق عن مشاركة العاهل السعودي الملك سلمان، ولكن أعلن لاحقا أنه لن يحضر “لأسباب صحية”.

 

كما أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لم يحضر بسبب “أجندة داخلية مثقلة بالمواعيد”، بحسب مصدر في الجامعة العربية التي تضم 22 دولة.

 

وتمثل كل من ليبيا ولبنان، برئيس الوزراء. وأدى كل ذلك إلى مشاركة “متوسطة” مقارنة بالقمم العربية السابقة، وفق مختصين.

 

وقد دعا رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل في خطابه بافتتاح القمة إلى وضع “استراتيجية عربية لمكافحة الإرهاب”.

 

ودعا أيضا إلى إعادة توجيه الخطاب الديني الذي يستغله المتطرفون لتحقيق غاياتهم في زرع الرعب والقتل والدمار.

 

كما ندد الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز في كلمته بـ”العنف الأعمى للإرهابيين” وبـ”التدخلات الخارجية التي تغذي عدم الاستقرار في العالم العربي”.

 

واعتبر أن حالة عدم الاستقرار ستتواصل في المنطقة طالما لم تتم تسوية القضية الفلسطينية منددا بسياسة إسرائيل تجاه الفلسطينيين وتواصل “سياستها الاستيطانية”.

 

وأشاد الرئيس التشادي من جهته بمبدأ تشكيل قوة عربية مشتركة كما هو الشأن في الاتحاد الأفريقي، ما من شأنه أن يدعم التعاون بين المنظمتين العربية والأفريقية.

 

وكان قد أعلن العمل لتشكيل هذه القوة إثر القمة العربية الأخيرة في شرم الشيخ، لكن الدول الأعضاء في الجامعة فشلت في الاتفاق بشأنها حتى الآن.

 

وإزاء الانقسامات أعلن المغرب في فبراير الماضي تخليه عن عقد القمة العربية لعام 2016 معتبرا أن “الظروف الموضوعية لا تتوفر لعقد قمة عربية ناجحة، قادرة على اتخاذ قرارات في مستوى ما يقتضيه الوضع، وتستجيب لتطلعات الشعوب العربية”.

 

وأضاف البيان المغربي حينها أنه “أمام غياب قرارات هامة ومبادرات ملموسة يمكن عرضها على قادة الدول العربية، فإن هذه القمة ستكون مجرد مناسبة للمصادقة على توصيات عادية، وإلقاء خطب تعطي الانطباع الخاطئ بالوحدة والتضامن بين دول العالم العربي”.

 

ويضم جدول أعمال القمة في الأساس خصوصا قضايا أمنية في المنطقة التي تكثر فيها بؤر التوتر والنزاعات من ليبيا إلى العراق وسوريا واليمن فضلا عن القضية الفلسطينية إضافة إلى تشكيل قوة عربية مشتركة لمحاربة الإرهاب.

 

وهي المرة الأولى التي تستضيف فيها موريتانيا قمة لجامعة الدول العربية منذ انضمامها إلى الجامعة في 1973.

 

وعلى الرغم من أن الملفات التي تتصدر جدول أعمال القمة على غاية من الأهمية فإن قمة نواكشوط لم تكن قمة بالمعنى المتعارف عليه، بسبب غياب عدد كبير من ملوك ورؤساء ورؤساء حكومات الدول العربية الأعضاء.

 

ويقول محللون إن قبول موريتانيا باستضافة القمة والتوصل إلى عقدها ولو بتمثيل ضعيف يعد انتصارا كبيرا للعرب في مثل هذه الأجواء التي تميزها الانقسامات والحروب.

 

ويؤكد محللون على غياب أي تعويل يذكر على استصدار قرارات حقيقية تصب في صالح العمل العربي المشترك بسبب تباعد وجهات النظر لدى العواصم العربية بشأن أكثر من قضية.

 

وخلال كلمته أمام القمة العربية قال أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، إن “نجاح أي حوار مع إيران لا بد أن يأتي عبر احترامها لقواعد القانون الدولي، واحترام سيادة الدول، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية”.

 

وأضاف أن “الوضع في سوريا يزداد خطورة، ولا يزال المجتمع الدولي يقف متفرجا رغم معاناة الشعب السوري”.

 

وحول القضية الفلسطينية، قال إن “التعنت الإسرائيلي يقف حائلا دون تحقيق السلام المنشود”، مشيدا في الوقت نفسه بالمبادرة الفرنسية المتمثلة في سعيها لاستضافة مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط قبل نهاية العام الجاري.

 

وأوضح أن “الوضع في العراق وليبيا والسودان والصومال يدعو لدعمهم والوقوف بجانبهم”، مؤكدا على “أهمية مواجهة التنظيمات الإرهابية التي باتت خطرًا على الدول العربية بأكملها”.

 

من جهته دعا رئيس البرلمان العربي، أحمد الجروان، إلى اتخاذ موقف موحد ضد ما اعتبره “تدخلا إيرانيا مستفزا” في بلدان عربية، واصفا إيران بـ”الدولة غير الصديقة”.

 

وفي كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للقمة العربية، قال الجروان “لا بد من تحديد موقفنا من إيران خاصة في ما يتضح لنا من نوايا سلبية منها تجاه تمويل جهات (لم يحددها) تؤجج الفتنة في بلادنا العربية”.

 

وأضاف “التدخل الإيراني المستفز ببلدانا العربية، وخاصة في دولة البحرين، لا تعبر به إيران عن أنها دولة صديقة لجيرانها”، مطالبا بإنهاء احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث.

 

وفي مارس الماضي، ووسط تحفظ لبناني، اعتبر مجلس وزراء الداخلية العرب، في بيان له “حزب الله” اللبناني “منظمة إرهابية”، واتهمه بـ”زعزعة الأمن والسلم الاجتماعي في البعض من الدول العربية”، وبعدها بأيام أجمع أغلب وزراء الخارجية العرب على أن الحزب “مجموعة إرهابية” في ظل تحفظ من لبنان والعراق وملاحظة من الجزائر.

 

في سياق آخر دعا الجروان إلى تضامن عربي في مواجهة الإرهاب، مشيرا إلى أن العمليات الإرهابية التي شهدتها دول عربية تهدف إلى إذكاء الصراع الطائفي وتدميرها، مدينا بشدة العمليات الإرهابية في الدول الأوروبية.

 

من جهته طالب الرئيس السوداني عمر البشير بموقف من الجامعة العربية مماثل لموقف الاتحاد الأفريقي في رفض إجراءات “المحكمة الجنائية الدولية” ضده.

 

ورأى أن “ادعاءات الجنائية الدولية ضد السودان كانت لتشويه بلادنا السودان، وتنفيذ أجندة خاصة ليس لها أي علاقة بتنفيذ عدالة دولية”.

 

وأكد على صحة ما نشرته وسائل إعلام غربية بشأن تلقي رئيسة المحكمة الجنائية، سيلفيا فيرنانديز، رشى بملايين الدولارات من أجل توجيه اتهامات له بارتكاب جرائم في إقليم دارفور، غربي السودان، دون أن يقدم أدلة تثبت ما ذهب إليه.

 

وفي سياق آخر قال الرئيس السوداني إنه “لا يجب التعويل على المبادرات الدولية في حل أزمة سوريا”، بسبب ما أسماه “تضارب المصالح”.

 

وأكد البشير على أهمية التحرك العربي في هذا الصدد لإيجاد حل سياسي للأزمة التي يعاني منها السوريون منذ أكثر من 5 سنوات.

 

واعتبر أن غياب ممثل عن سوريا عن القمة “يقلل من اهتمامنا بوجود حل للأزمة هناك”.

 

وهذه هي القمة الأولى للأمين العام الجديد لجامعة الدول العربية، أحمد أبوالغيط، الذي تولى مهام منصبه مطلع يوليو الجاري، وهي أيضا القمة الأولى التي تستضيفها موريتانيا طيلة تاريخها.

 

وآلت رئاسة القمة إلى موريتانيا بعد إعلان الجامعة العربية “اعتذار” المغرب عن استضافتها، فيما قالت الرباط إنها تطلب “إرجاءها بدعوى أن الظروف الموضوعية لا تتوفر لعقد قمة عربية ناجحة”.