تركيا على صفيح ساخن ومحاولة الانقلاب بين الحقيقة والخيال

تقارير وحوارات

اردوغان - ارشيفية
اردوغان - ارشيفية






ترقب وحذر في تركيا عقب إعلان عدد من قوات الجيش الانقلاب على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لتصبح الأوضاع داخل العاصمة التركية على صفيح ساخن، مع توقعات بنشوب حرب أهلية في حالة تدهور الأوضاع.

ويأتي ذلك عقب أعلن الجيش التركي منذ قليل، في بيان أنه تم  السيطرة على زمام الحكم في البلاد، مؤكدًا أن الأولية ستبقى لحماية حقوق الإنسان وسياستنا الخارجية مستمرة. 

بينما استنكر رئيس الوزراء التركي علي يلدريم، منددنا بأنها بـ"محاولة غير شرعية" تقوم بها "مجموعة" داخل الجيش التركي وذلك عبر مكالمة هاتفية مع إحدى القنوات التركية إن هناك محالة انقلابية على الحكم، إلا أنهم لن يتراجعوا عن الديمقراطية مهما كان الأمر، على حد قوله.

بينما أكد ياسين فاتيح راشيد صحفي تركي لـ"الفجر" أن ما يحدث الآن في تركيا أما أنه يدل عن حالة عضب كامنة لدى الجيش التركي واختيار التوقيت المناسب لانتشار القوات المسلحة التركية في الشوارع خاصة اليوم الجمعة بعد انتهاء دوام  الموظفين في الدولة وهذا يشير إلى أن هناك خطة محكمة للسيطرة على مؤسسات الدولة منذ الآن وأن كان بالفعل هذا انقلاب عسكري على تركيا.

وأشار إلى أنه يتوقع بعد إغلاق مطار أتاتورك الدولي، منع حركة المرور المؤدية إليه بهدف عدم هروب أي شخص من الحكومة الحالية، ولكن لماذا لم يتم حتى الآن القبض على أوردغان هذا أول خطوة في الانقلاب العسكري كما يعلم الجميع أو أن القوات المسلحة التركية أرادت السيطرة على مؤسسات الدولة منها غدًا السبت وهو يوم إجازة رسمية بتركيا سيتم إعلان التفاصيل والعمل. وأوضح أن الأزمة لو الحكومة الحالية رفضت هذا الوضع ووقفت ضد الطيار ستشهد تركيا حرب شبة أهلية خاصة وأن جميع وسائل الإعلام تحرض حاليا الشعب على الجيش.  

وأكد أحد أعضاء حركة الخدمة التابعة للشيخ فتح الله كولن، لـ"الفجر" قائلا: "إن ما يحدث في تركيا يثير الدهشة ويدل على احتمالين الأول أن يكون هناك اتفاق ما بين الحكومة وبعض قيادات الجيش على هذا الفوضى لكسب تعاطف الشعب التركي، أو أن هناك انقلاب حقيقي ولكن أخطاء الجيش في عدم السيطرة الحقيقية على مؤسسات الدولة.

وأشار إلى أن الأزمة تمكن في الوضع الحالي ما بين انقسام في الجيش على سياسة أورغان الخارجية والتطبيع مع إسرائيل، وعدم الاهتمام بشؤون وأمن الدولة والتي انتهت بوصول الاٍرهاب إلى قلب مطار أتاتورك. 

كما أشار إلى أن الغريب هو هجوم وسائل الإعلام الحكومية على الجيش التركي وهذا يدل على أن هناك لغز لم يفهم بعد فيما يحدث في تركيا.  

فيما أكد عدد من الخبراء السياسيين قبل أيام سقوط أوردغان قريبًا من خلال أحداث سياسية وجاءات محاولة الانقلاب اليوم حقيقة أكبر دليل على غضب قيادات الجيش التركي من سياسة أوردغان الخارجية خاصة التطبيع مع اسرائيل. 

وهذا ما أكده الخبير السياسي الدكتور يوكسل تاشكين في لقاء مع صحيفة "يارن باكيش" (النظرة إلى الغد) التركية إن حركة الاستئصال ستطال حزب أردوغان بعد التخلص من الأكراد وحركة الخدمة.

واعتبر تاشكين، أن توصل الحكومة التركية إلى اتفاق مع إسرائيل التي ظلت تتحداها لسنوات بدعوى أنها حامية الشرق الأوسط، فتح المجال من جديد للنقاش حول هوية الإسلام السياسي لحزب العدالة والتنمية، مؤكدًا أن نقطة التحول هذه في سياسة الحزب دفعته أيضًا إلى تغيير موقفه تجاه حادثة سفينة مافي مرمرة التي وقعت في عام 2010. 

حيث أسدل الستار على هذه الحادثة، الذي ظل الحزب يذكّر بها الحشود خلال لقاءاته الجماهيرية للحصول على تأييدهم في الانتخابات، إلا أن المنظمة الإغاثية المسؤولة عن رحلة السفينة التي قتلت إسرائيل على ظهرها 10 مواطنين أتراك، باتت كبش فداء بعد الاتفاق الذي توصل إليه حزب أردوغان مع السلطات الإسرائيلية.



وأكد تاشكين، أن الموقف الجديد لحزب العدالة والتنمية تسبب في نشوب انقسامات بين مؤيديه، مضيفًا إلى أن السياسة الخارجية التركية تمر في الوقت الراهن بأكثر مراحلها تقلبًا وتحولاً، إذ أنه من المتوقع أن تتواصل نقاط التحول هذه التي بدأت بروسيا وإسرائيل لتطول مصر أيضًا، وهذه التحالفات الجديدة جعلت أردوغان يطعن في هيئة الإغاثة الإنسانية التركية، التي استغلها لسنوات عدة في الحصول على تأييد جماهيري. 

وأضاف تاشكين: إن الدولة العميقة في تركيا تريد أن تتخلص من ثلاثة عناصر في تركيا وهي الأكراد وحركة الخدمة وحزب العدالة والتنمية، وما نراه اليوم على الساحة التركية هو جهود يقوم بها حزب العدالة لاستئصال حركة الخدمة والأكراد، وسيأتي الدور على حزب العدالة والتنمية وستقوم الدولة العميقة باستئصاله بعد أن يؤدي مهمته، وبهذا ستتخلص من أعدائها الثلاثة في اللحظة نفسها.