تقرير بريطاني جديد عن الإخوان يقلب الموازين

أخبار مصر

مرسي وأعوانه - أرشيفية
مرسي وأعوانه - أرشيفية


قالت صحيفة العرب اللندنية، إن مصدران وثيقا الصلة بجماعة الإخوان المسلمين في لندن رجح أن نتائج تحقيق تقوم به لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان البريطاني، سينهي ضغطا وضع على قياداتها منذ نشر “تقرير جينكينز” الذي قال أواخر العام الماضي إن “للجماعة علاقة مشبوهة بقوة مع التطرف المشوب بالعنف”.

وقال المصدران إن شخصيات قيادية في التنظيم الدولي تتوقع أن تصب نتائج التحقيق الجديد في مصلحتها، وهو ما سيفتح الباب أمامها لرفع دعاوى قضائية ضد الحكومة إذا ما استمرت في التضييق على الجماعة.

ومنذ صدور “تقرير جينكينز” وضعت حسابات بنكية وتحركات الكثير من قيادات التنظيم الدولي في لندن تحت المراقبة المشددة من قبل أجهزة الأمن البريطانية والمؤسسات المالية، وهو ما قيد حركة التنظيم كثيرا.

واستغرق إعداد التقرير عاما ونصف العام أجرى خلاله تحقيق في أيديولوجيا الإخوان المسلمين وعلاقتها بالعنف.

وقاد التحقيق سفير بريطانيا السابق في السعودية سير جون جينكينز، وخلص أيضا إلى أن “الانتماء إلى الجماعة السياسية أو الارتباط بها ينبغي اعتباره مؤشرا محتملا على التطرف”.

وقال أحد المصدرين إن كريسبن بلانت رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس العموم البريطاني المتعاطف مع الإخوان يقود هذا التحقيق الذي يحمل عنوان “الإسلام السياسي”، ويعاونه ناظم الزهاوي، عضو اللجنة من أصل عراقي، وعضوان آخران.

 

لكن دانيال كافشنسكي، عضو لجنة العلاقات الخارجية والمشارك في التحقيق، قال لـ”العرب” إنه “بجانب جميع الأدلة التي حصلت عليها اللجنة حتى الآن، سنستمع إلى مجموعة كبيرة من الآراء التي ستقود في النهاية إلى بلورة رأي اللجنة”.

وأعلن بلانت مرارا دعمه للإخوان المسلمين. وقال السفير أشرف الخولي، سفير مصر السابق في لندن، لـ”العرب” إنه بعد الإطاحة بالرئيس المصري الأسبق محمد مرسي إثر احتجاجات شعبية حاشدة على حكمه في يوليو 2013، زار بلانت اعتصاما نظمه أنصار التنظيم في حي رابعة العدوية شمالي القاهرة، قبل أن تفض السلطات المصرية الاعتصام بالقوة لاحقا.

وأضاف الخولي “كان لقاؤنا الأول عاصفا تحت قبة مجلس العموم، وأظهر بلانت وقتها عداء شديدا للحكومة المصرية وقال لي إنه زار الاعتصام”.

وهاجم بلانت مرارا الخولي. وفي حوار إذاعي طالب بضرورة رحيل الخولي من لندن “لأنه يناصر الفاشية والدكتاتورية” على حد تعبيره.

وقال الخولي “التقينا مرة أخرى لاحقا في مكان عام، وأكد بلانت لي أنه زار اعتصام رابعة مجددا قبيل فضه”.

وفي مطلع مارس الماضي التقى بلانت مع أعضاء آخرين من لجنة العلاقات الخارجية في مجلس العموم مسؤولين مصريين كبارا في القاهرة، كان من بينهم وزير الداخلية مجدي عبدالغفار.

وقالت مصادر دبلوماسية في القاهرة لـ”العرب” إن بلانت وصف عبدالغفار خلال لقاء خاص عقد لاحقا مع أعضاء في اللجنة بـ”السفاح”.

وبعد أسبوعين من عودته إلى لندن، أعلنت اللجنة إجراء تحقيق عميق في “طبيعة الإسلام السياسي وأشكاله، ودراسة طبيعة عمل ونتائج التحقيق الذي أجرته الحكومة البريطانية حول الإخوان المسلمين”.

ونظمت اللجنة جلسات استماع كان آخرها جلسة في 7 يونيو الماضي حضرها أمين التنظيم الدولي إبراهيم منير ومؤسس جمعية قرطبة أنس التكريتي ومستشار راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة مروان المصمودي ومنسقة الإعلام الأجنبي السابقة في مكتب مرسي سندس عاصم المحكوم عليها بالإعدام في مصر.

وقال نيكولاس ويد، الباحث في لجنة العلاقات الخارجية، لـ”العرب” إنه من المقرر أن تنظم جلسة أخرى يوم 12 يوليو الجاري لاستكمال التحقيق.

وأكد كافشنسكي “الجلسة المقبلة ستخصص لهؤلاء المشككين في جماعات الإسلام السياسي، من ضمنهم هؤلاء الذين ربطوا بين الإسلاميين والعنف والتطرف”.

وقال المصدر، الذي حضر جلسة 7 يونيو في البرلمان، إن أعضاء في اللجنة يؤيدون خروج التقرير، في صالح تنظيم الإخوان.

وتأمل قيادات التنظيم في لندن أن يضعف التقرير الجديد كثيرا من وقع نتائج “تقرير جينكينز” الذي لم يعلن جماعة الإخوان منظمة إرهابية، لكنه حث الحكومة البريطانية ومن ثم حكومات أوروبية أخرى، على التعامل بحذر مع الجماعة وقياداتها.

وأكد المصدر أن نتائج التقرير الجديد “لن تكون بالضرورة ملزمة للحكومة، لكنها ستشكل ضغطا هائلا عليها”.

وقال إنه في حال خروج نتائج التقرير في صالح الجماعة، فسينهي ذلك الصورة السلبية التي تسبب فيها “تقرير جينكينز” أمام الرأي العام البريطاني، وسيساعد الجماعة على مزاولة كافة أنشطتها كما اعتادت في السابق.