أطباء النفس يكشفون عن التأثير المخيف على الصحة بسبب مشاهدة برامج المقالب

تقارير وحوارات

برامج المقالب في
برامج المقالب في رمضان




تحولت برامج المقالب في شهر رمضان من جانب الكوميديا والسخرية إلى نطاق نقل الرعب والفزع إلى بيوت المشاهدين، ليأتي ذلك في ظل عرض مشاهد وعبارات تصل للمواطنين في عرض مستمر على مدار اليوم على شاشات التلفزيون لتخزن في العقل اللاوعي، ومن ثم تنتقل إلى العقل الواعي، وفي أفعال لا تدرك بعضها نحاول تطبيق ما استقبلنا، هذا بالنسبة لشخص واعٍ فماذا يحدث للطفل ؟!، وهو ما يوضحه أطباء النفس لـ"الفجر" .
 
تأثيرها مخيف على الأطفال.. اللعب بحياة شخص ليس مزحة
 
بدايةً يقول دكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن كل برامج المقالب التي تذاع حاليًا في رمضان تؤثر على المشاهد بوجه عام وعلى الطفل بوجه خاص، وذلك بسبب المشاهد العنيفة والمخيفة التي يتعرض لها المتلقي، واصفًا ما يحدث بها هو "اللعب بحياة شخص" وأن أغلب الأحيان يجرب البعض ما يشاهده في التلفاز على أرض الواقع.
 
وأضاف لـ"الفجر": "بالرغم من عدم وجود ما يثير الضحك أو يدخل البهجة على قلوب المشاهدين، إلا أن عدم وجود ثقافة نفسية لدى المشاهد العربي تجعله يشاهد مثل هذه البرامج السخية التي تفتقد إلى حس الكوميديا، وتقتل هذه البرامج الإحساس لدى المشاهد تدريجيًا.
 
وأشار فرويز إلى  أن كثرة العنف الذي يتعرض له المشاهد والطفل، من خلال برامج المقالب يؤدي إلى إصابة بعضهم بمرض "اضطراب ما بعد الصدمة" بسبب تخزين العقل الباطن لهذه المشاهد، موضحًا أن أغلب البرامج والأعمال التليفزيونية لا تجري دراسات أو أبحاث قبل الشروع في هذا العمل، أو حتى يستعينوا بخبراء، لقياس مدى تأثيره السلبي على المشاهد.
 
ويتابع: من أعراض هذا المرض، مشاكل نقل الذاكرة من على المدى القصير إلى المدى الطويل، تجنب تذكر الحادث الصادم أو أي جزء منة، اضطرابات النوم،  فقدان الحس العاطفي وردود الفعل المبالغ فيها، واحدة من أكثر الأعراض شيوعًا.
  
ليس لها أي تأثير
 
"ليس لها أي تأثير" هكذا قال سعيد عبدالعظيم، دكتور الطب النفسي بجامعة القاهرة، معتبرًا أن الشخص يدرك أن كل ذلك مجرد مزحة ولا تخرج من نطاق "مقلب".
 
وأضاف دكتور الطب النفسي  لـ"الفجر": "المشاهد سواء كان رجل أو امرأة أو طفل صغير أو كبير فهو يدرك ويعلم مسبقًا أن كل ذلك خدع سينمائية، لا تؤثر إطلاقا، فهي مسلية، والمشاهد يريد أن يعرف ماذا سيحدث".
 
وتابع :"ليس هذا النوع من البرامج الذي يوجه المشاهد إلى العنف، فأكثر الحالات التي تصاب بعنف ناتج من مشاهدة التلفاز يكونوا من الأعمال السينمائية أو الدرامية التي تحمل موضوع وقصة، لكن البرامج يعلم المشاهد مسبقًا أن بها جانب من الأكشن والكوميديا والتأثير البصري".
 
واستكمل : " أما التأثير على الطفل فأظن أنه شبه منعدم، لأنهم يكونوا بجوار الأسرة، ويجدوا تعليقات من الأب أو الأم أو أي فرد من العائلة، ففي المجمل لا يوجد تأثير".
 
طلب تعويض مادي عن الأضرار النفسية
 وخلال أول يوم من عرض برنامج المقالب "رامز بيلعب بالنار" الذي يقدمه الممثل رامز جلال، أقامت سيدة مصرية تُدعى هند عبدالله محمد دعوى قضائية أمام القضاء، طالبت فيها بتعويض مادي لما أصابها من ضرر نفسي، حسبما جاء في الدعوى التي حملت رقم 56188 لسنة 70 قضائية.

دراسة: فقد السيطرة على النفس واللجوء إلى العنف
 
أشارت دراسة إلى أن البرامج الموجهة للأطفال العرب في الفضائيات العربية من آثار العنف المتلفز تؤثر على شخصياتهم ومستقبلهم وعلى امن واستقرار مجتمعاتهم.
وتؤكد الدراسة أن مشاهدة الأطفال لبرامج التلفزيون لفترات غير محددة ودون رقابة وانتقائية "تفرز سلوكيات أبرزها السلبية والأنانية وعدم التعاون مع الآخرين وعدم الإحساس بمشاعرهم بل والسخرية منهم إلى جانب التقليد الأعمى للآخرين في الملبس والمأكل والمشرب والسلوك الاجتماعي وتطوير نمط حياة استهلاكي". بحسب دراسة اعدها المجلس الوطني لشؤون الأسرة فى الاردن بالتعاون مع اليونيسكو.
 
وأضافت :"كما تؤدي إلى تأثيرات سلبية عليهم، تتمثل بالعجز عن ضبط النفس واللجوء إلى العنف بدل التفاوض والافتقار إلى الأمان والشعور الدائم بالخوف والقلق".