لستِ وحدك

ركن القراء

لستِ وحدك - صورة
لستِ وحدك - صورة أرشيفية


إلى تلك الحافية علي جسر الأمل.. إلى تلك المتأملة في الظلام مبتسمة.. إلى من باتت تحلم بالسعادة و هي تحتبس بكل ضيق.. إلى من تعلم أن تعويض قلبها آت حتي لو تأخر كثيرا.. إلى من باتت كل يوم علي أمل متألمة..

 إلى تلك الشعلة بداخلك التي لم تنطفيء رغم اعاصير الأيام..
.إلى من بقت ثابتة و لكن بيد مرتعشة.. إلى من تعودت أن تكون ضهر و سند لنفسها و مهما انحني ذلك الضهر.. مهما ألتوي وجعا.. تعلمين أنه وحده من يستطيع حمايتك.. لأنك اعتدتي أن تكوني حما و سكن لنفسك..


أردتي دائما أن تفرحي و لكن كل ما يحاوطك يكسرك.. بقيتي علي أملك تعافري.. رغم كل الظروف التي تمنعك و كثيرا تهدك..
 رغم أن ذلك الأحساس احيانا يقتلك.. تسألين نفسك كثيرا و بماذا يفيد كل هذا الأمل و لا شيء يتغير؟ 
و لا شيء يحدث؟
كل شيء يبقي كما هو و لكن ما يزيد هو ذلك الثقل في روحك..


تمسكتي بتلك العلامة الوحيدة التي تبقيكي في أمل رغم المئة علامة الأخري التي تمنعك.. تشبثتي بكل ما يبقي أملك.. و تمنيتي أن لا تفلت يديكي ابدا.. و لكن دائما تجبرك الحياة بأفلات يدك.. و لكنك بقيتي متشبثة بتلك القشة المتبقية في اقتناع و إيمان تام.. 
و لكن اكثر ما يرعبك أن تهوي.. تهوي بأملك.


ظللتي تخافين وحدك و أردتي دائما أن يطمئنك احدهم.. و لكنك بقيتي الوحيدة التي تطمئن كل من حولها و لا احد يطمئنها.. ليس لأنك تطمئنيهم دائما.. و لكن تلك الطمأنينة التي تمنحيها لهم تجعلهم متأكدون ان قلبك يحمل الطمأنينة الكافية التي لا تحتاج لأحد..


عملتي كل ما بوسعك لتبقي الجميع في أمل.. و أنتي بداخلك حرب و نار لا تنطفيء لأن ذلك الأمل في قلبك.. يثقل في روحك.. و روحك لم تعد تملك أكثر من ذلك لتتحمل هذا الثقل.. روحك تعودت علي الصمود داخل جسد لم يعد يتحمل.. 

و لكنك تعودتي علي المعافرة.. تعودتي أن تعافري رغم كل ثقل في روحك.. تعودتي ان تحاولي رغم كل علامة تمنعك.. تعودتي ان لا تيأسي.. ابدا..!


بداخلك دائما ذلك الصوت الخفي الذي يطمئنك.. يطمئنك انك لم تخلقي لتتألمي فقط.. انك وجدتي لتتحملي.. لتحاولي و تعافري.. حتي و لو كانت روحك تعافر بجسد منهمك و متعب.. 

تعلمين أن الله سيعوض قلبك علي كل مٌر مر عليكي.. أن تلك الراحة التي حلمتي بها دائما آتية.. و أن تلك الفرحة التي تمنيتيها ستبقي.. لأنه ارحم من أن يراكي تتألمين و لا يجبر قلبك المنكسر.
فتتأكدين أن عوضه قريب.. و أن أملك الذي تتشبثين به.. لن يجعلك تهوي.. ابدا..

.إليكِ أنتي فقط.. لا تفقديه مهما تبدلت و زادت الأوجاع.. سيلتئم كل كسر فيكِ و يغزو النور عتمة الأيام.

لأنه الرحيم.