"الطيب" يطرح أكبر استراتيجية شاملة لتطوير الأزهر

أخبار مصر

الإمام الأكبر الدكتور
الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب


استعرض الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب - شيخ الأزهر الشريف - اليوم الخميس، أكبر استراتيجية شاملة لتطوير الأزهر في تاريخه، بحضور المستشار محمد عبدالسلام - مستشار شيخ الأزهر - والدكتور إبراهيم الهدهد - رئيس جامعة الأزهر - والدكتور محيي الدين عفيفي - أمين عام مجمع البحوث الأسلامية - والدكتور محمد أبوزيد الأمير - رئيس قطاع المعاهد الأزهرية - والدكتور عباس شومان - وكيل الأزهر -.


وجاء ذلك في مؤتمر صحفي عالمي، في خطوة فارقة من شأنها أن تسهم في تصحيح صورة الإسلام في العالم، والتعريف بالتعاليم السمحة للدِّين الإسلامي وغرس مبادئها لدى الأجيال المقبلة.
 
وتنطلق استراتيجية تطوير الأزهر، التي تُعد أكبر حركة تطوير ذاتي للأزهر الشريف، من عالمية رسالة الأزهر الشريف ومنهجه الوسطي القويم الذي عمل على نشر ثقافة الوسطية والسلام والتعايش المشترك على مدار مئات السنوات، ولكن هذه المرة عبر توظيف كافة قنوات الاتصال الحديثة وبخطط علمية مدروسة لتصحيح صورة الإسلام وإظهار قِيَمِه الإنسانية التي يدعو إليها العالم أجمع.
 
وترتكز استراتيجية التطوير على انطلاقة قوية على صفحات التواصل الاجتماعي تستهدف الملايين حول العالم، إضافةً إلى إطلاق 3 برامج تليفزيونية دينية واجتماعية لأول مرة خلال شهر رمضان المقبل، كذلك إطلاق قناة الأزهر الشريف خلال العام الجاري لتكون صوت الأزهر الوسطي إلى العالم، ودعمها بمجموعةٍ من شباب علماء الأزهر لنشر الوسطية والسلام ومواجهة الفكر المتطرِّف، وإنشاء مركز إعلامي عالمي يعمل على مدار الساعة لمتابعة ما يحدث أولا بأول ، وتطوير جريدة صوت الأزهر لتكون لسان حال المصريين جميعا وتوزيعها على السفارات والمؤسسات في الداخل والخارج .
 
كما تستهدف استراتيجية تطوير الأزهر جولات داخلية وخارجية وقوافل للسلام بالاشتراك مع مجلس حكماء المسلمين إلى جميع أرجاء العالم لنشر صحيح الدِّين، إضافةً إلى مقاطع دعوية بلغة العصر عبر مواقع الإنترنت، ولقاءات وندوات مكثفة مع الشباب في الحدائق والمقاهي ومراكز الشباب، بهدف توعية كافَّة فئات المجتمع - وبخاصة الشباب - بمخاطر الفكر المتطرف، وتضع حلولًا لمشكلاتهم، وترد على الشبهات المثارة في أذهانهم وفقًا لمنهج الأزهر الوسطي القويم.
 
كما تمتد استراتيجية تطوير الأزهر لتشمل وضع أُسس جديدة للقوافل الدعوية والبعثات الأزهرية التي يتم ارسالها للخارج لكي تعكس الروح الحقيقية للإسلام، وتؤدي الهدف المرجو منها على أكمل وجه، وكذلك تطوير وتنقيح المناهج لتُواكب تطوُّرات العصر، وتعكس القيم الحقيقية للإسلام ، إضافة إلى تعميم كتاب الثقافة الإسلامية لتصحيح المفاهيم لدى النشء ، وعقد دورات تأهيل مُكثَّفة للأئمة والوعاظ، وإنشاء مركز للرصد والفتوى الإلكترونية، وتطوير مرصد الأزهر لتصحيح المفاهيم المغلوطة بكافَّة اللغات لمخاطبة المسلمين وغير المسلمين حول العالم.
 
وتقوم استراتيجية التطوير أيضًا على إعطاء مساحة أكبر لشباب الدعاة لتطوير الخطاب الدعوي ومنحهم الثقة في مواجهة خطاب التطرُّف والإرهاب، وقد تم إشراك أكثر من (200) قيادة شابَّة بمختلف قطاعات الأزهر، وجاري العمل على تأهيل أكثر من (500) آخَرين للنهوض بمسيرة التطوير بالأزهر، إضافةً إلى إطلاق حركة تطوير شاملة في أنظمة التعليم الجامعي وقبل الجامعي والاعتماد على الأساليب التكنولوجية الحديثة، ونشر إصدارات ومطبوعات لنشر الثقافة الإسلامية السليمة ومكافحة الفتاوى التكفيرية التي تزرع الفُرقة بين أبناء الأمَّة، وكذلك تطوير الشعبة الإسلامية ومعاهد البعوث للطلاب الوافدين وإنشاء مدينة متكاملة لطلاب الشعبة الإسلامية ، وتطوير عشرات المعاهد على مستوى الجمهورية بالإضافة إلى إنشاء معاهد للغات لتكوين جيل جديد من الدعاة قادر على حمل لواء الوسطية الذي يتسم به الأزهر الشريف على مر الأزمان، إضافةً إلى إطلاق نسخة جديدة من بوابة الأزهر الإلكترونية لتحقيق التواصل مع المسلمين في الداخل والخارج وبلغات مختلفة، وتدشين مكتبة الأزهر الإلكترونية والتي تعد من أهم مراكز الحفاظ على التراث الإنساني في العالم ، وغيرها من الأنشطة المختلفة التي من شأنها تحقيق التواصل الفعَّال مع كافة فئات المجتمع في مصر وخارجها، وبخاصة فئات الشباب المستفيد الأكبر من الاستراتيجية الأزهرية الجديدة.
 
ومن جانبه، صرح فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، أن استراتيجية تطوير الأزهر تكتسب أهمية مضاعفة؛ نظرًا لحساسية التوقيت الذي يتمُّ اطلاقها فيه، والذي انتشرت فيه صورة شوهاء عن الإسلام، تطمس تعاليمه السمحة، وتُروِّج على أنه دين عنف يُشجِّع على الإرهاب، مما يمثل ظلمًا بَيِّنًا لأكثر من مليار ونصف مسلم يمثلون ثاني أكثر الديانات انتشارا على وجه الأرض.
 
وأضاف الإمام الأكبر أن طرح الأزهر لاستراتيجيته يأتي من منطلق تحمُّل مسئولياته باعتباره المرجعية الأولى للإسلام في العالم، وحامل لواء الدفاع عن الإسلام على مدى قُرون متطاولة، تعرَّض فيها الإسلام لأخطار عديدة ونجح الأزهر في التصدي لها، إلا أن الأزمة الحالية تعتبر هي الأخطر على الإطلاق؛ فهي تُمثِّل طعنًا في الأسس السمحة التي يقوم عليها الإسلام وتُنفِّر العالم منه وتُصوِّره كما لو كان الوجه الآخَر للإرهاب.
 
وأوضح شيخ الأزهر أن خطة تطوير الأزهر تخاطب المسلمين وغير المسلمين، داخل مصر وخارجها، فنحن نسعى لتوعية المسلمين بحقيقة دينهم وتعاليمه السمحة التي نفخر بها، كما نستهدف غير المسلمين عبرَ كافة قنوات الاتصال الحديثة وبخطط مدروسة لتصحيح صورة الإسلام، وإظهار قِيَمِه الانسانية التي يدعو إليها العالم أجمع.
 
وتأتي خطة تطوير الأزهر، في إطار  رؤية الأزهر للتجديد في الفكر والعلوم الإسلامية ومواجهة الفكر المتشدِّد التي يربطه البعض - عن جهل - بالدين الإسلامي، ومكافحة الفتاوى التكفيرية التي تزرع الفرقة بين أبناء الأمة، وتخلق العداوات مع أتباع الديانات الأخرى، وتشوه الصورة الحقيقية للإسلام.