بين الاخفاقات والفشل.. الخارجية المصرية في الميزان.. وخبراء: أخطاء "الوزارة" ضربت مصر

تقارير وحوارات

الخارجية المصرية
الخارجية المصرية - أرشيفية


العزباوي: الخارجية وقعت في أخطاء كثيرة ولم تتعامل مع قضايا هامة بقوة
نافعة: الخارجية اخفقت في أغلب القضايا التي ضربت مصر في مقتل
بدر الدين: لابد من إعادة هيكلتها ونمر بتوقيت خطر

تعد الخارجية المصرية سلاحا كبيرًا ليس بالهيّن أبدا في مواجهة التحديات التي تقابل مصر على الصعيد الخارجي، فضلا عن مسئوليتها الشديدة في توطيد العلاقات مع الدول الصديقة لمصر، لكن وعلى الرغم من ذلك تعرضت للعديد من القضايا التي أكد الكثير إزاءها على أن الخارجية لديها إخفاقات عديدة خاصة بعد مجابهتها بتلك الملفات أو القضايا .

ورصدت "الفجر" في تقريرها أبرز الملفات التي واجهتها وزارة الخارجية على مدار الفترة السابقة واتهمت بالإخفاق بصددها.

سد النهضة
 تعد أزمة سد النهضة الأثيوبي، من أكثر القضايا المستصعبة للغاية على الخارجية المصرية، حيث أن إثيوبيا نجحت نجاحا باهرا في كسب الوقت لتعلن أخيرا على لسان وزير الإعلام الإثيوبي، أن السد أصبح مكتملا بنسبة 70 %، فضلا عن تصريحاته التي وصفها العديد بالاستفزازية، تجاه الجانب المصري

أزمة الطائرة الروسية
كما أن هذه الأزمة تعد من أشد الأزمات التي ضربت مصر في مقتل، حيث قضت على السياحة المصرية تقريبا نتيجة لخوف السياح الروس من المجيء لمصر بسبب ضرب طائراتهم بعمل إرهابي، فضلا عن تأثيراتها السلبية على العلاقات الروسية المصرية.

وحتى اللحظة الراهنة لاتزال التصريحات الروسية غاضبة تماما على السياحة في مصر نتيجة لهذا الحدث ففي أحدث تصريحات الرئيس الروسي بوتين، أكد على أن السياح الروس اضطروا للتخلي عن الاستجمام فى الأماكن التقليدية التي اعتادوا عليها مثل مصر، موضحاً أن جزءا كبيرا من السياح الروس مستعدون للتركيز على السياحة في اليونان، موضحا خلال زيارته لليونان ولقائه بالحكومة اليونانية وفقا لوكالة "تاس" الروسية اليوم، أن السياح في أثينا سيكون عددهم أكبر إذا تم حل مشكلة التأشيرات بسرعة.

ريجيني " الطالب الإيطالي

كما دخلت وزارة الخارجية أزمة جديدة مع إيطاليا تلك المرة، بعد مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، نتيجة التعذيب على أيدي أفراد الأمن، على الأرجح من الأقوال.

وأعقب ذلك العديد من الخطوات التي وقفت أمامها الخارجية المصرية عاجزة تماما، من بينها تحرك البرلمان الأوروبي الذي أصدر عددا من البيانات ندد فيه بتعرض الطالب الإيطالي ريجيني للتعذيب والقتل في ظروف متشابكة، مجددا مطلبه بوقف المساعدات المقدمة إلى مصر.

المصريون بالخارج
لا تزال حوادث التعدي على المصريين بالخارج تعد مشكلة كبيرة للغاية، والتي تزايدت كثيرا خاصة في ظل العامين الآخرين، حيث أن هناك العديد من الحوادث حادثة تلو الأخرى يتعرض لها المصريين فى الخارج، دون أن يكون هناك رد فعلًا قويًا تجاه هذه الوقائع .

وكان من بين تلك الحالات اختفاء  شاب مصري على الأراضي الإيطالية، ولم تحرك القاهرة ساكنا حينها، هذا فضلًا عن شباب آخرين منهم من مات محترقًا على الأراضي البريطانية، ومنهم من فقد حياته في قلعة الحرية الولايات المتحدة، وفى كل الأحوال لا صوت لمصر، دفاعًا عن أبنائها.

ومؤخرا في الكويت ظهر فيديو يدلل دلالات واضحة على إهانة المصريين تماما في الخارج، إذ ظهر الفيديو تجريدا لمصري من ملابسه كاملة فضلا عن الاعتداء عليه بالضرب والسب.   

الخارجية تحتاج إلى مزيد من القوة
وفي سياق ما سبق أكد الدكتور يسرى العزباوي، الباحث السياسي، بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الخارجية المصرية نجحت في بعض الملفات ومنها توطيد العلاقات مع الجانب الأفريقي قليلا.

وأوضح في تصريحات خاصة، أن الخارجية المصرية لديها العديد من الإخفاقات في بعض القضايا ومنها قضية سد النهضة التي لم يتم التعامل معها بجدية على الإطلاق، فضلا عن بعض القضايا الأخرى، مثل حادثة الطائرة الروسية، إلا أن الأخطر يتمحور حول قضية سد النهضة التي لم يتم العمل عليها على الإطلاق بل تزداد خطورتها يوما بعد يوم .

يجب تقوية الداخل
وعن قضايا إهانة المصريين بالخارج ،شدد على أن مصر ليست في موقف قوي تستطيع أن تقطع علاقات أو تسحب سفيرها، مضيفا أنه يجب على الدولة أن تتعامل بشفافية مع قضايا المصرين بالخارج.

ولفت العزباوى إلى أن هناك عددا من الأخطاء التي تقع فيها السلطات المصرية ومنها ملف المصريين بالخارج، مطالبا الاعتماد على الذات، وعدم القبول بأى مساعدات وأن يكون اقتصادها قويا، وتوفير فرص عمل للكفاءات المصرية .

الخارجية أخفقت في إدارة هذه الملفات   

كما أكد الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن هناك الكثير من القضايا التي جاءت مؤخرا أمام الخارجية المصرية والتي تعد من أهم القضايا الخطيرة، كونها تتعلق بالسياحة التي تعد المصدر الأساسي للعملة الصعبة، فضلا عن مشكلة سد النهضة التي تدهور معها الأمور كثيرا ولا يوجد حلا إلى الآن واضحا على الإطلاق.

وفي تصريحات خاصة أوضح نافعة، أن الخارجية المصرية لم تكلل جهودها بالنجاح على الإطلاق في العديد من القضايا التي ضربت مصر في مقتل ومنها قضية ريجيني الطالب الإيطالي، وكذلك مشكلة الطائرة الروسية، فضلا عن حوادث المصريين بالخارج التي تقلل من كرامة المصري.

وشدد أستاذ العلوم السياسية على أهمية استقلال مصر بقراراتها بحيث لا تتأثر بقرارات الدول الأخرى لتمتلك هي زمام الأمور.   

لابدّ من تغييرات   
الأمر ذاته أكده الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية  الذي أكد على أهمية إعادة هيكلة الخارجية المصرية مرة أخرى خاصة في هذا التوقيت الذي يعد من أخطر التوقيتات تماما.

 وأضاف في تصريحات خاصة أن  مشكلة سد النهضة التي تلقي بظلالها السيئة على المياه المصرية فضلا عن تخريب العلاقات مع الدول مثل روسيا وإيطاليا وغيرها إثر بعض الحوادث مثل مقتل الطالب ريجيني، واللامبالاة بشأن المصريين بالخارج أيضا، تعد من القضايا  التي أخفقت فيها الخارجية تماما وعلي الدولة أن تتصرف سريعا خاصة أن العلاقات تتخرب بسبب هذا الفشل المستمر.