صابر حامد يكتب .. أعذروهم فإنهم لا يعلمون

ركن القراء

علم مصر والسودان
علم مصر والسودان - صورة أرشيفية


ما دفعنى لكتابة هذا المقال هو ما جرى خلال الأيام الماضية من تدخل من لا يعنيهم الأمر فى الشأن السودانى المصرى  و أيضاً إنشاء بعض الموهومين المصريين لصفحة تطالب بضم السودان لمصر. و رأينا أن نقسم عدم المعرفة إلى قسمين , ما حدث فى الماضى و ما يحصل الآن : 

أولاً/ أعذروهم فإنهم لا يعلمون ما حدث فى الماضى 
يخطئ من يظن أن الثورة فى مصر عام 1952 م قد قامت من أجل رفاهية الشعب المصرى كما قيل لهم لأن الثورة قامت فى مصر وبمساعدة المخابرات الآمريكية و البريطانية من أجل هدف أساسى ألا و هو فصل السودان عن مصر و من أجل ذلك تم التضحية بالملك فاروق لأنه ما كان سوف يقبل التخلى عن لقبه (ملك مصر و السودان) و كما تعلمون فإن دولة واحدة بمثل ذلك الحجم والمساحة و عدد السكان و الثروات و الموارد الطبيعية يشكل تهديداً لمصالح القوى الإستعمارية , إضافةً لعامل أساسى آخر و هو الإسلام حيث أن الدول الغربية (إدارةً و كنيسةً) ما كانت تريد ذلك .بل إننا نجد أن السودان نفسه قد تعرض للتقسيم و هو مرشح لمزيد من التقسيم و ذلك لنفس الآسباب المذكورة آنفاً. و كما حصل فى مصر فإنهم يستخدمون العملاء المحليين لتنفيذ مخططاتهم .أما مظاهر عداوة الثورة لبريطانيا و أمريكا فهى تم إخراجها أساساً لتثبيت أقدام النظام الجديد . و لو رجعتم إلى التاريخ فسوف تجدون أن ما يسمى بالثورة قد تخلصت من جمبع الشخصيات الوطنية مثل محمد نحيب و آخرون أجبروا على البقاء فى الخارج (سفير أو منفى إختيارى) و ذلك لكى يخلو الجو للعملاء لتنفيذ ما تم إيصالهم للحكم من أجله ( فصل السودان ,ضمان هزيمة مذلة من إسرائيل........إلخ) وذلك بقيامهم بإتخاذ سياسات و تدابير خاطئة عمداً. و طبعاً ليس كل الضباط عملاء فبعضهم كان يعرض فى الزفة و هو لا يدرى شيئاً و لما تبينت لهم الخيانة تم نحرهم وقيل أنهم إنتحروا .طبعاً قد يكون كلامى هذا غريباً و قد أتعرص لبعض الشتائم و لكن أجدنى مضطراً لهذا للحفاظ على ما تبقى من السودان و لصالح  مصر نفسها كما سوف أوضح لاحقاً. و لا حرج عليكم فى عدم المعرفة لآن إبن ناصر نفسه لم يكن يعرف و ذلك عندما كون تنظيم ثورة مصر و بدأ فى قتل الأمريكان و الإسرائيليين قبل أن يلقى القبض عليه و يعرف بعد ذلك , و إذا وجدتموه فأسألوه من هو الشخص الذى قابله فى يوغسلافيا السابقة و كان سبباً فى عدم تقديمه للمحاكمة و نجاته من حبل المشنقة .لذلك أقول للواهمين لإرجاع السودان لمصر عليكم أولاً بمحاربة المخابرات الغربية و الكنيسة الآمريكية  و قبل ذلك الخونة و العملاء فى البلدين.

ثانياً/ أعذروهم فإنهم لا يعرفون ما يحصل حالياً 
تدور فى الزمن الحاضر أحداثاً غربية فى مصريتحير البعض فى تفسيرها, وكما لا يخفى على ذكائكم فإن هدف هذه الأحداث هو ضرب الإقتصاد المصرى تمهيداً لضرب مصر و إلحاقها بسوريا .و كما تعلمون فإن ما يجرى من أحداث فى الدول العربية و الإسلامية هو حرب صليبية يستخدم فيها للأسف أبناء هذه الدول لقتل بعضهم و تدمير بلادهم بواسطة عملاء للغرب و الكنيسة يرفعون شعار الإسلام زوراً وآخرين يرفعون شعار الوطنية والشرعية.و مصر بحسبانها أكبر دولة عربية و من أكبر الدول الإسلامية قد أصبحت الآن الهدف التالى للقوى الغربية و الكنسية من أجل إلحاقها بسوريا .و لكن لآن مصر دولة تتمتع بإستقرار نسبى يتم الأن إستهداف الإقتصاد و هذه خطوة أولى لضعضة الإستقرار . ومن حسن حظ مصر فإن النسيج الإجتماعى قوى و لا توجد طائفية ما عدا العلاقة بين المسلمين و الأقباط فإنهم سوف بحولون اللعب فيها مثلما بدأت ملامحه تبين الآن. و نجئ الآن لأخطر جزء وهو أن الدول الغربية هى دول ذكية و تعلم أنه إذا إتضح تدخلها المباشر فى ضرب إقتصاد دولة مثل إسقاط طائرة و غيره فإن هذا الأمر يجعل مواطنى هذه الدولة يتوحدون ضدها . لذلك فهى تلجأ للعملاء المحليين من تلك الدولة لتنفيذ تلك الخطط . لذلك أقول لكم بملـء الفم أن ما جرى من أحداث فى مصر خلال الشهور الماضية هو من تنقيذ عملاء محليين غالباً ما يتبعون لجهة أمنية مصرية تم شراء ذمتهم بواسطة الأموال الطائلة و حتى لا تقولوا أننا نلقى القول على عواهنه تعالوا معى لنتدبر الآتى : 
1/ عملية قتل السياح المكسيكيين و تبريرها بأنها خطأ, ألا تتفقون معى أن الطفل المولود أمبارح يستطيع أن يميز بين موكب سياح و موكب إرهابيين ؟خصوصاً أن تلك المنطقة لا تشهد نشاطاً مكثفاً للأرهابيين يبرر إطلاق النار قبل التحقق. 

2/تفجير الطائرة الروسية بواسطة قنبلة زرعت فى المطار .ألا تتفقون معى أن أى مواطن مصرى يخضع لتدقيق أمنى شديد قبل قبول زيارته لشرم الشيخ ناهيك عن العمل فيها .إذن لا يمكن القول بأن من قام بهذا الفعل قد جاء من خارج منظومة المطار بل هو شخص يحظى بالثقة و غالباً ما يكون تابعاً لجهة أمنية .

3/ الطريقة الساذجة التى تم بها إختطاف الطائرة المصرية إلى قبرص تدل عل تهاون و تراخى أمنى متعمد.

4/ عمليات القتل التى يتعرض لها الجيش و الشرطة و توقع عدداً كبيراً من القتلى فى صفوفهم تدل على أشخاص يعرفون جيداً تحركات هذه القوات و من أين تؤكل كتفهم بحيث لا يجد هؤلاء المساكين فرصة للرد على النيران.إننى هنا لا أجد تبريراً للحركات المسلحة فهؤلاء أيضاً عملاء ولكن طريقة التنفيذ و فى كل مرة يهرب الجناة دون القبض على أحدهم أو قتله تشير إلى أن هذه عملية داخلية .

5/ تفجير الطائرة المصرية القادمة من فرنسا(و ما أدراك ما فرنسا) جعل الناس يتخبطون فى تفسير الأمر و لكن التفسير سهل فالقنبلة لم تزرع فى مطار باريس و لكن للأسف قد زرعت فى مطار القاهرة قبل مغادرة الطائرة.
6/ التخبط و التهاون الشديد المتعمد فى ملف سد النهضة مما جعل أثيوبيا تتلاعب بمصر و تفعل ما تشاء.
7/ الأحداث الأخيرة فى المنيا تدل قراءاتها أنها ليس من فعل مواطنين طبيعيين و إنما من فعل أشخاص دفعت لهم أموال و ذلك لتفجير الأوضاع بين المسلمين و الأقباط.

إن الأمور لجد خطيرة و أذا لم يتم وقف هؤلاء العملاء فإن الأحداث الغريبة التى يصعب تفسيرها سوف تتوالى إلى أن تقع الكارثة.و لكن من يوقف هؤلاء أهى الرئاسة ؟ إذن تعالوا معى إلى تصريح السيسى الغريب بأنه سوف لن يسمح لسيدات مصر أن يتبهدلن فى البحار ,فماذا الذى يجعله يقول هذا وهو الذى يقول أن كل شيئ تمام ,و أنه جاء لإنقاذ مصر . إذا سألتم علماء النفس فسوف يقولون لكم أن بعضهم يتحدث أحياناً بعقله الباطن. أذن فالموضوع بايظ من رئاسة لجهات أمنية .لذا أقول للذين يحلمون بضم السودان لمصر ألحقوا بلدكم أولاً و أنقذوها مما يدبر لكم بواسطة الأمريكان (إدارة و كنيسة) و بتنفيذ عملاء داخليين و بعد ذلك فكروا فى ضم ما يتبقى من السودان.