بالصور.. «الفجر» تكشف ثروات المتسولين في «رحاب الأولياء»

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


 

 

يعرفهم جيدًا أصحاب المحلات ومن اعتادوا زيارة الأضرحة ومقامات أهل البيت في المساجد الكبرى بالقاهرة حيث أنهم يتنقلون بين السيدة زينب, والحسين, والسيدة نفيسة, ويحتلون أبواب المساجد منذ بداية اليوم وحتى نهايته، حقًا إنهم المتسولون في المساجد, الذين أفسدوا متعة الزيارة وآداب العبادة وانتهكوا قدسية بيوت الله في الأرض.

 

ويعد التسول ظاهرة خطيرة, فالمتسولون يظهرون أمام المساجد بأشكال وألوان مختلفة فمن يراهم يستشعر أنهم فنانون يجيدون التمثيل على المصلين لابتزازهم وسحب أموالهم بأي وسيلة سواء بادعائهم المرض أو بارتدائهم ملابس مهلهلة.

 

يعملون 24 ساعة يومياً دون انقطاع, ويطاردون المصلين ذهابًا وإيابًا خاصةً وأن مهنة «الشحاتة» تحقق «ثراء» لامثيل له، وتطورت أساليبهم فأصبحت أشكالاً عديدة فتجد إمرأة في يدها روشته صرف دواء «مضروبة» وتجد رجلاً مقطوع اليدين ولكن يديه داخل ملابسه, وآخر تجده متورم الجسد ملفوفًا حول جسده شاش مغمس بدماء حمراء.

 

ضريح السيدة زينب

 

في البداية قال الحاج حسين محمد، مالك محل تجاري أمام ضريح السيدة زينب، إن أشهر «شحات» بالمنطقة يدعى أبو أحمد ويبلغ من العمر 70 عامًا، مشيرًا إلى أن هذا الرجل ليس فقيرًا.

 

كما يدعى فهو يملك خمس عمارات بالهرم وفيلا بالتجمع الخامس وهناك أشخاص تعلم ذلك جيدًا لكن من يزوروا مقام السيدة زينب لم يعلمون ذلك ويقوموا بإعطائه أموالاً بسبب ملابسه المهلهلة ومن هنا يجني من الشحاتة ثروة جديدة.

 

وأضاف الحاج على حسنين، صاحب مسمط بجوار مقام السيدة زينب، أنه كان هناك «شحاته» تدعى حسنات, كانت تسكن في غرفة بالقرب من حي السيدة بمفردها لأنها كانت غير متزوجة وحينما توفيت فوجئ الجيران بثروتها التي جمعتها من التسول وتخطت المليون جنيه، مؤكدًا أن تلك الحادثة كانت صادمة بالنسبة له خاصةً وأن تلك السيدة كانت تدعي المرض والفقر.

 

ضريح السيدة نفيسة

 

فهناك من يفترش بطاطين ويقول «لله يا محسنين لله»، وآخرين «يا أستاذه يا أبله حسنه لله.. ومنهم من يدعي الجوع والحاجة إلى الطعام»

 

وقال حمدي حسين, صحاب مصمت, بالسيدة نفيسة، إن ثروة الشحات في مصر تتفوق على ثروة الرئيس عبد الفتاح السيسي لأنه ممكن أن يجمع في اليوم الواحد أكثر من 5 آلاف جنيه خاصةً في فترة الموالد بسبب تكدس وازدحام المواطنين لزيارة الضريح وهذا يكون موسم الشحاتين.

 

وتابع محمد جابر، صاحب محل حلويات، «هناك شحات يأتي له يومياً يأخذ منه طبق حلويات ب80 جنيه وهذا يدل على أن الشحاتين ليسوا فقراء كما نعتقد بل هم أغنياء».

 

وأوضح علي الصعيدي، صاحب محل مفروشات، أن أشهر «شحاته» بحي السيدة نفيسة تدعى حمدية وهذه السيدة بحوزتها شنطة سمراء بها 12 منديل وتزعم أنها تقوم ببيعهم لكن الحقيقة أنها تتسول فقط ولا تقوم ببيع شئ وفي نهاية اليوم تجلس داخل المسجد وتقوم بتجميع الجنيهات والخمسات والعشرات في الخفاء.

 

وأكد الصعيدي، أن زوجته رأت تلك السيدة وهي تقوم بتجميع الأموال وحينما أخبرته قرر أن يعلم ما وراءها ثم بعد ذلك أكتشف أن لديها سيارة فخمة وعمارة مكونة من 12 دور في أرض الجولف وقهوة خاصة بها.

 

وتابع: «حينما قمنا بمواجهتها بهذه الأشياء أنكرت وقالت لنا أنا فقيرة وأرملة أرحموني لوجه الله».

 

وأكد أن كل صاحب محل بالسيدة نفيسة يعلم جيدًا أن «شحاتين» المنطقة أغنى منه شخصيًا لذلك لن نعطى لهم نقوداً أو نساعدهم بشئ، لافتاً إلى أن الشرطة تعلم حقيقتهم جيدًا لكنها لم تلقي القبض عليهم نهائيًا.

 

حي الحسين

 

وفي إطار كشف حقيقة متسولي الطرق، تم التجول في حي الحسين، وهناك يجلس على الرصيف رجل يقول «حاجه لله» وكان يرتدى «جلابية» ممزقة.

وقال عم حسين, بائع السبح عنه: «هذا الرجل صاحب مطعم شهير بالعجوزة ولديه أموالاً مهولة لكن لا أحد يعلم عن ممتلكاته أي شئ سوى عن المطعم، حيث أن هناك شخص لديه محل هنا بالمنطقة رأه وهو يأخذ إيراد هذا المطعم ليلاً وكان يرتدي لبس أنيق وحينما سأل عنه اكتشف أنه صاحب هذا المطعم لذلك أصبحنا لا نثق في أي شحات».