عماد حمدي.. تزوج من نادية الجندي وتسببت في إفلاسه وفقد بصره بعد موت توأمه

الفجر الفني

بوابة الفجر


بدأ حياته موظقًا "بشكاتب" باستوديو مصر، ثم أصبح نجمًا كبيرًا ولقب بـ"فتى الشاشة الأول"، عشقته النساء ووقف أمام جميلات السينما المصرية، تربع على عرش "كلاسيكيات" الزمن الجميل، ولمع في أدوار الأب، كان بالغ الثراء ولكنه لم يحافظ على ثروته، أصيب بـ"العمى" وانتهت حياته بالفقر وسط غموض شديد.

 

يحيي "الفجر الفني" الذكرى الـ32 لوفاة الفنان الراحل "عماد حمدي" ويرصد أهم محطات حياته الفنية والشخصية:

 

ولد عماد حمدي، في 25 نوفمبر 1909 بمحافظة سوهاج، وكان يعمل في بداية حياته "بشكاتب" في مستشفى أبو الريش، إلى أن التقى صدفة بصديقة محمد رجائي، خلال تصوير فيلم "وداد" باستديو مصر عام 1936، فطلب مساعدته في إيجاد وظيفة مناسبة له داخل الاستوديو، وبالفعل أسند له وظيفة رئيس حسابات بالاستديو، وبالفعل ذهب حمدي، إلى مستشفى "أبو الريش" وقدم استقالته، واستلم عمله في اليوم التالي باستوديو مصر، وهكذا أصبح قريبًا من هوايته الفنية، وكان يجالس يوميًا كبار الفنانين لكي يحاسبهم ويعطيهم رواتبهم وعلاواتهم.

 

استمر في وظيفة استوديو مصر إلى أن تم ترقيته إلى مدير للإنتاج، وجاءت أول فرص التمثيل له، عندما طلبت وزارة الصحة من استوديو مصر إنتاج أفلامًا تسجيلية عن البلهارسيا والإنكلستوما، فاختاره المخرج جمال مذكور للمشاركة في تمثيل هذه الأعمال الإرشادية ونجح فيها بشدة، وحصل بعدها على أولى بطولاته من خلال فيلم "السوق السوداء" عام 1945.

 

وانطلق عماد حمدي، بعد فيلم "السوق السوداء" إلى عالم الأضواء والنجومية، ولقب بـ"فتى الشاشة الأول"، وقام ببطولة العديد من الأفلام الهامة في السينما المصرية منها "أم العروسة، وميرامار، وثرثرة فوق النيل، سيدة القطار، أبي فوق الشجرة".

 

ووقف عماد حمدي، أمام جميلات السينما المصرية في أكثر من عمل فني، وتبادل الكثير من القبلات معهم، ولكن القبلة التي جمعته مع فاتن حمامة في "لا أنام" كانت محل جدل كبير، وأثارت تلك القبلة إعجاب إحسان عبدالقدوس باعتباره مؤلف العمل، ولكن كان للرقابة رأي أخر، حيث تم تصنيف الفيلم "للكبار فقط".

 

وبعد هذه القبلة الشهيرة، انتشرت الشائعات حول علاقته بـ"سيدة الشاشة العربية" فاتن حمامة، والتي أثارت الجدل كلما زادت أعمالهم السينمائية معًا، ولكنه لم ينتبه لمثل هذه الإشاعات والاتهامات واكتفى بالصمت، وكان رده المفاجئ للجمهور على اتهامه بعلاقة مع فاتن حمامة، بإعلان زواجه من الفنانة شادية، التي كانت تعلم حقيقة الشائعة بينهما.

 

بدأ حب حمدي، للفنانة شادية، أثناء تصويرهما فيلم "قطار الرحمة"، وتزوجا عام 1953، رغم رفض عائلتها لأنه يكبرها في العمر بحوالي 20 عامًا، وتم الزواج بعد إصرارها وإقناعهم في حفل عائلي صغير، وفي أول زواجهما واجه مشاكل كثيرة بسبب نفقة زوجته الأولى وهي الفنانة فتحية شريف، وبلغ ثمن النفقة في ذلك الوقت ألف جنيه، ولديه ابن منها يدعى "نادر"، ولكن تجاوز عماد هذه المحنة.

 

وفاجأ الإثنين الجمهور وأعلنا طلاقهما بعد زواج استمر 3 سنوات، بسبب غيرته الشديدة على شادية، مما جعلهما في عراك مستمر، وتوقف بعدها عن العمل فترة طويلة، ثم بدأ يعمل بكثرة متفانيًا في عمله حتى يتجاوز أزمة طلاقه من شادية.

 

وفي عام 1960 اختاره المخرج حسن الإمام، للمشاركة في فيلم "زوجة في الشارع"، وكان ضمن طاقم الفيلم الوجه الجديد الفنانة "نادية الجندي"، وكانت هناك قبلة في الفيلم جمعته بها، وتكرر إعادة المشهد أكثر من 7 مرات بسبب ارتباكها وشعورها تجاهه، وكان عماد، مهتمًا بها جدًا رغم فارق السن الكبير بينهما، وكان يقوم بتوصيلها يوميًا بعد انتهاء التصوير، وبالفعل تزوجا، وانجبا "هشام".

 

وتم الطلاق أيضًا بعد أن أنتج لها فيلم "بمبة كشر"، وخسر فيه أمواله وشقته وساد الصمت والحزن في حياته، وجاءت مرحلة الشيخوخة واستكمل تألقه في دور الأب وقدم أنجح أفلامه منها "أم العروسة، وأبي فوق الشجرة".

 

لعب الفقر دور كبير في المرحلة الأخيرة من حياة عماد حمدي، بعد أن كان فتى ثري وكان ينفق المال بسخاء شديد، وحذره من ذلك وبشدة صديقه الفنان يحيي شاهين، بقوله: "يجب أن تعمل حساب بكره..محدش عارف بكره فيه إيه"، ولكنه لم يستمع للنصيحة، فعاش كما يطلق عليه "برنس" ، وانتهي به المطاف ممثلًا باليومية في "سواق الأتوبيس" مع نور الشريف، ومات ورصيده في البنك 02 جنيهًا فقط.

 

أصيب حمدي، بالاكتئاب الشديد في آخر سنواته، حينما لعب القدر لعبته وهروب المعارف وضاعت الثروة خاصة بعد رحيل شقيقه التوأم، ففضل العزلة ولم يخرج من الشقة لمدة ثلاث سنوات، وأصيب خلال هذه المدة بالعمى وراح يصطدم بالأشياء، وقد زاره الشيخ محمد متولي الشعراوي ليطلب منه التماسك والرضا بقضاء الله، وبعدها أحس بالراحة أيامًا قليلًا، ثم دخل غرفته وطلب عدم إزعاجه، وبعد يومين لميصدر عنه صوت، فقد فارق الحياة يوم 28 يناير عام 1984.

 

وخسرت السينما فارسًا من الزمن الجميل، وتظل أفلامه علامة مميزة من أفضل كلاسكيات الزمن الجميل، في السينما العربية وليست المصرية فقط.