سورة الهمزة

إسلاميات

بوابة الفجر


(وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ) أَيْ: خِزْيٌ أَوْ عَذَابٌ أَوْ هَلَكَةٌ لهما ، والهُمَزَةِ : َهُو الَّذِي يَنتقص الرَّجُلَ فِي وَجْهِهِ، وَاللُّمَزَةُ: الَّذِي يَنتقصه في غيبتهِ. وَقِيلَ: الهُمَزَةُ: الَّذِي ينتقص غيره بالإشارة بالعين أو اليد واللمزه الذي ينتقص غيره بالقول.

(الَّذِي جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ) بَيَانٌ لِسَبَبِ هَمْزِهِ وَلَمْزِهِ، وَهُوَ إِعْجَابُهُ بِمَا جَمَعَ من الْمَالِ، وَظَنُّهُ أَنَّ لَهُ بِهِ الفضلَ؛ فَلأَجْلِ ذَلِكَ يَسْتَقْصِرُ غَيْرَهُ.

(يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ) أَيْ: يَظُنُّ أَنَّ مَالَهُ يَتْرُكُهُ حَيًّا مُخَلَّداً لا يَمُوتُ؛لِشِدَّةِ إعجابِهِ بِمَا يَجْمَعُهُ من الْمَالِ، فَلا يَعُودُ يُفَكِّرُ في ِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ.

(كَلاَّ) أَيْ: لَيْسَ الأَمْرُ عَلَى مَا يَحْسَبُهُ، بَلْ(لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ) أَيْ: لَيُطْرَحَنَّ هُوَ وَمَالُهُ فِي النَّارِ الَّتِي تَهْشِمُ كُلَّ مَا يُلْقَى فِيهَا وَتَحْطِمُهُ.

(وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ) أَيْ: أَيُّ شَيْءٍ هِيَ؟ كَأَنَّهَا لَيْسَتْ مِمَّا تُدْرِكُهُ العقولُ.

(نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ) أَيْ: هِيَ نَارُ اللَّهِ المُوقَدَةُ بِأَمْرِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ.

(الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ) أَيْ: يَخْلُصُ حَرُّهَا إِلَى الْقُلُوبِ فَيَعْلُوهَا وَيَغْشَاهَا، لأَنَّهَا مَحَلُّ تِلْكَ المقاصدِ الزائغةِ وَالنِّيَّاتِ الخَبِيثَةِ وَسَيِّئِ الأَخْلاقِ من الكِبْرِ وَاحْتِقَارِ أَهْلِ الفضلِ.

(إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ) أَيْ: مُطْبَقَةٌ مُغْلَقَةٌ عَلَيْهِمْ أَبْوَابُهَا جَمِيعاً، فَلا يَسْتَطِيعُونَ الخروجَ مِنْهَا.

(فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ) أَيْ: كَائِنِينَ فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ مُوثَقِينَ، وَقَالَ مُقَاتِلٌ: أُطْبِقَتِ الأبوابُ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ شُدَّتْ بِأَوْتَادٍ من حَدِيدٍ، فَلا يُفْتَحُ عَلَيْهِمْ بَابٌ، وَلا يَدْخُلُ عَلَيْهِمْ رَوْحٌ.