"شوكان" في رسالة لنقيب الصحفيين من محبسه: "إفرج عن زملائي حتى لا يموتون مثلي"

أخبار مصر

محمود شوكان
محمود شوكان


أرسل الصحفي محمود عبدالشكور أبو زيد الشهير بـ"شوكان" رسالة من محبسه إلي يحيى قلاش، نقيب الصحفيين، واختص "بوابة الفجر" بنشرها، وذلك عقب نشر "الفجر" خبرا عن تدهور الحالة الصحية له منذ يومين وإصابته بـ(فيروس سي)  بعد حبسه احتياطيا لنحو عامين بعد القبض عليه أثناء تصويره لأحداث فض رابعة وهو الخبر الذي أحدث ردود أفعال بين القوى الثورية والحركات السياسية المحسوبة علي ثورة يناير وأثارغضبهم نتيجة الإهمال الطبي المتعمد لشوكان داخل محبسه.



واستهل شوكان رسالته إلى نقيب الصحفيين بالتأكيد على أنه يرسل كلماته لنقابة الصحفيين مجلسا ونقيبا باعتباره زميل مهنة تم القبض عليه أثناء وبسبب ممارسته للعمل الصحفي في محيط الاشتباكات أثناء فض اعتصام رابعة، موجهًا وصيته لقلاش ومجلس النقابة بعدم الاكتراث بتدهور صحته داخل محبسه بعد إصابته بفيروس سي، مبررًا مطلبه بأنه يوصي أن يهتم قلاش بالإفراج عن كافة الزملاء الصحفيين المعتقلين في قضايا رأي أو نشر أو بسبب ممارستهم لمهنة الصحافة وتصويرهم أو تغطيتهم للأحداث الميدانية .

 

ووصف شوكان حالته الصحية والنفسية في رسالته لقلاش، مؤكدًا أن اليأس قد توغل إلي كرات دمه الحمراء ووصل لكبده والنوم أصبح عقله يرفضه وجسده أصبح يتصبب عرقا باستمرار دون توقف وفقدانه للوعي لدقائق أمر اعتاده بشكل يومي، لافتا إلى أن جسده النحيل الغارق في الأمراض أصبح لا يساعده علي الاستمرار في تحمل مشقة الحبس بين أربع جدران لمدة عامين دون أي ذنب اقترفه سوى حمله لكاميرا يصور بها الأحداث بكل حيادية وموضوعية، موضحًا أنه رغم ذلك فإنه لا يخشى الموت وينتظره بصدر رحب لأنه أهون عليه مما هو فيه داخل محبسه.

 

وقال شوكان في رسالته لقلاش، إن كل ما يعنيه هو الإفراج عن أي زميل صحفي تم اعتقاله بسبب قضايا نشر، وذلك حتي لا يتعرض إلى الموت البطيء الذي يعاني منه داخل محبسه، لافتًا إلى أنه يخشى أن يكون مصير زملائه الصحفيين المعتقلين مثل المصير الذي وصل إليه من سواد تحت عينيه ووجه شاحب وجسد نحيل تتغذى عليه أرض السجن ودقات قلب تسرع وتبطئ فجأة وروح تنسحب منه وجعلت وجهه بلا ملامح، وذلك بسبب فقدان الأمل في الإفراج عنه وفقدان الأمل في الارتماء في حضن والدته يوما ما.

 

وتابع شوكان في رسالته لنقيب الصحفيين، "كنت منذ فترة أفكر في الإضراب عن الطعام كوسيلة للضغط بهدف نيل الحرية"، مشيرًا إلى أنه تناسي هذه الفكرة تماما، وذلك بعدما شعر أن جسده لا يحتاج للإضراب وأنه بدأ يستسلم للموت الجسدي أو حتى الموت النفسي الذي يقترب كلما طالت مدة حبسه.

 

واختتم شوكان رسالته، قائلا: "يا نقيب الصحفيين ذكرت لك كيف أحيا ميتا داخل زنزانتي حتي تعلم مدى معاناة غيري من زملائي في سجونهم، ولذلك لا أطالبك بالاهتمام بحالتي وصحتي وقضيتي بقدر ما أطالبك بالاهتمام بقضايا زملائي الصحفيين وأتمني أن يتم الإفراج عنهم قبلي سواء كنت حيا داخل سجني أو ميتا ولو نفسيا خارجه".