ما هي أحكام صلاة "المسافر" !

إسلاميات

بوابة الفجر


أجابت لجنة أمانة الفتوى بدار الافتاء المصرية، عن سؤال حول أحكام صلاة المسافر، بقولها: "السفر: هو الخروج على قصد قطع مسافة القصر الشرعية فما فوقها، وهو من عوارض الأهلية المكتسبة، فلا ينافي شيئًا من أهلية الأحكام وجوبًا وأداءً من العبادات وغيرها، أي لا يمنع وجوب شيء من الأحكام نحو الصلاة، وغيرها، لبقاء القدرة الظاهرة والباطنة بكمالها، لكنه جعل في الشرع من أسباب التخفيف بنفسه مطلقًا".

* ما يترتب على السفر :

يترتب على السفر أحكام شرعية أهمها: قصر الصلاة الرباعية، إباحة الفطر للصائم، امتداد مدة المسح على الخفين إلى ثلاثة أيام، جواز الجمع بين الظهر والعصر تقديمًا أو تأخيرًا، والجمع بين المغرب والعشاء كذلك.

- شروط السفر :

1) بلوغ المسافة المحددة شرعًا أو الزيادة عليها.

2) قصد موضع معين عند ابتداء السفر، فلا قصر ولا فطر لهائم على وجهه لا يدري أين يتوجه.

3) مفارقة محل الإقامة.

4) ألا يكون السفر سفر معصية، فمن كان عاصيًا بسفره -كقاطع طريق- فلا يجوز له القصر ولا الفطر، فإن العاصي لا يعان على معصيته.

- مسافة السفر:
روى ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "يَا أَهْلَ مَكَّةَ لَا تَقْصُرُوا الصَّلَاةَ فِي أَدْنَى مِنْ أَرْبَعَةِ بُرُدٍ مِنْ مَكَّةَ إِلَى عَسْفَانَ"، أخرجه البيهقي والطبراني، وكان ابن عمر وابن عباس -رضي الله عنهم- يقصران ويفطران في أربعة برد، وتساوي هذه المسافة حوالى 83.5 كيلو متر، وتبدأ مسافة السفر والترخيص بسببه من نهاية محل الإقامة، فإذا فارق نهاية محل الإقامة ترخص.

- كيفية القصر:

يجوز للمسافر المسافة السابقة أن يقصر الصلاة، ومعناه أنه يصلي الرباعية "الظهر، العصر، العشاء" ركعتين، والقصر غير لازم للجمع، فيمكن للمسافر أن يقصر الصلاة دون أن يجمعها، وصلاتا الصبح والمغرب لا تقصران.

- كيفية الجمع:

يجوز للمسافر المسافة السابقة أن يجمع بين الظهر والعصر فيصليهما في وقت أيهما شاء، وكذلك المغرب والعشاء يجمع بينهما فيصليهما في وقت أيهما شاء، ويجوز للمسافر أن يجمع مع قصر الرباعية، ويجوز له أن يجمع مع الإتمام من غير قصر، فإن جمع المسافر جمع تأخير فعليه أن ينوي قبل خروج وقت الصلاة الأولى أنه يجمعها تأخيرًا مع وقت الصلاة الثانية.

- الاستمرار في حكم السفر بعد الوصول:

المسافر إذا صح سفره يظل على حكم السفر فيما يخص الصلاة من قصر وجمع، ولا يتغير هذا الحكم إلا إذا نوي الإقامة، أو دخل وطنه، فحينئذ تزول حالة السفر، ويصبح مقيمًا تنطبق عليه أحكام المقيم، والمدة المعتبرة في الإقامة هي أربعة أيام غير يومي الدخول والخروج، فإذا نوى الإقامة أكثر من أربعة أيام غير يومي الدخول والخروج يتم صلاته ولا يجمعها، ويبدأ التعامل كمقيم من أول يوم بعد يوم الوصول، وأما إن نوى الإقامة أقل من ذلك أو لم ينو، فيظل على رخصة القصر والجمع إلى أن يتم أربعة أيام، ولا يحسب من الأيام يوما الوصول والرجوع.

فالرخصة أن يجمع ويقصر 20 صلاة "4 أيام بلياليهن" إن نوى هذه المدة فأقلّ، أما إن نوى أكثر من ذلك فيتم من أول يوم بعد يوم الوصول، ولو لم ينو المسافر الإقامة بعد وصوله، وكانت له حاجة يتوقع انقضاءها فى أي وقت، وأنه متى قضيت رجع من سفره ولم ينو الإقامة فله أن يقصر الصلاة ثمانية عشر يومًا صحاحًا، والله -تعالى- أعلى وأعلم.