"إخوان الأردن": لم نعد جزءًا من التنظيم المصري

عربي ودولي

بوابة الفجر


استنكر عبد المجيد الذنيبات، المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، توصيف خطوته لتصحيح وتقنين وضع الجماعة بكونها "محاولة انقلابية على الجماعة الأم".

ونفى الذنيبات، أن يكون تحركه نتاج صفقة مع السلطات لتأسيس كيان إسلامي بديل للإخوان يكون متوافقًا مع سياسات الدولة، مؤكدا: "لم نعد جزءًا من التنظيم المصري".

وشدد المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن فى اتصال هاتفي أجرته معه وكالة الأنباء الألمانية من القاهرة: "لسنا انقلابيين، نحن تصحيحيون، لقد تقدمت وإخوان لي بدافع الحرص والخوف على الدعوة والجماعة ومصيرها بطلب لتصحيح وضعها القانوني بعدما تم حظر الجماعة في مصر والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات وباتت توصف بكونها جماعة إرهابية محظورة، والذى لا يعلمه كثيرون أن جماعة الإخوان بالأردن تم تسجيلها عام 1945 على أنها فرع لجماعة الإخوان بمصر، وبما أن الفرع يتبع الأصل فقد تخوفنا من أن نواجه نفس المصير".

وتابع: "لم نأت بجماعة جديدة أو بديلة لجماعة الإخوان، نحن تقدمنا بطلب لمجلس الوزراء لإعادة تصحيح تسجيل الجماعة الذى تم عام 1945 وبالفعل تمت الموافقة على ذلك، والآن لم نعد جزءا من التنظيم المصرى بل صرنا جمعية سياسية إسلامية بالطبع، ولكن وفقا للقانون والدستور الأردنى، ونحمل نفس الاسم وهو جماعة الإخوان المسلمين".

وأردف المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين فى الأردن عبد المجيد الذنيبات: "بالمناسبة، لم نقم بتحركنا لتحصين وضع جماعتنا وحمايتها إلا بعد عدم استجابة قيادتها الحالية لما كررناه ونصحنا به كثيرا من ضرورة تقنين وضعها وفصلها عن التنظيم فى مصر حتى لا تلقى نفس مصير الجماعة هناك.. فأين الخطأ فى هذا؟.. أين الانقلاب الذى يتحدثون عنه؟".

ويذكر أن قيادة جماعة الإخوان المسلمين فى الأردن التى يرأسها المراقب العام همام سعيد قررت مؤخرا فصل الذنيبات وعدد آخر من قيادات الجماعة على خلفية تقدمهم بطلب للحكومة لتصويب وضع الجماعة القانونى وارتباطها بإخوان مصر. ورفض الذنيبات، 70 عاما، بشدة الاتهامات الموجهة له ولمجموعته بعقد صفقة مع السلطات الأردنية لإنشاء كيان إسلامى بديل للجماعة يستطيع شق صفوفها واجتذاب الشارع نحوه، والأهم أن يكون متوافقا مع السياسات العامة للدولة، وتساءل مستنكرا "عن أى صفقة يتحدثون؟.. نحن لا نؤمن بالصفقات فهذه أمور لا نفعلها، نحن إخوان وحريصون على جماعتنا ودعوتنا". وشدد على أنه ومجموعته متمسكون بكافة المواقف والسياسات والمبادئ التى قامت عليها جماعة الإخوان منذ تأسيسها، كما شدد على أنه لا يوجد لديهم أى نية لتغيير هذا النهج وفى مقدمة ذلك التمسك برفض أى اتفاقيات تعقد مع إسرائيل. وحول توقعه لمن ستنحاز جموع وقواعد الإخوان بالأردن: لمجموعته أم لقيادة المراقب العام همام سعيد، أجاب: "نحن الكيان القانونى الوحيد الممثل لجماعة الإخوان بالأردن، والكيان الآخر القديم أصبح منذ حصولنا على الترخيص من الدولة فاقد للشرعية وكيان لاغ وغير موجود قانونيا". ورفض الذنيبات الإفصاح عن إجمالى عدد المنتسبين تنظيميا لجماعة الإخوان بالأردن، مكتفيا بالقول "لا يوجد سجل قانونى يحتفظ بعدد الإخوان.. ونحن لا نريد الإفصاح". وتابع: "عموما، الإخوان المتفقون على الشرعية والقانون سينضمون لنا، أما من لا يريدون التقيد بالقوانين والتشريعات الأردنية فسيواجهون الدولة وسيطبق عليهم القانون باعتبارهم أعضاء بتنظيم غير مشروع". وأردف: "قضية الأغلبية ستكون معنا أم لا أمر فيه إحراج.. ونحن مجموعة من القيادات التاريخية بجماعة الإخوان فى الأردن والكل يعرفنا.. والأمر سيعرض على قواعد الإخوان، ومن يؤمن بصحة موقفنا فى تحصين الجماعة بالتوافق مع القانون سيكون معنا". ولفت إلى أنه سوف يعلن قريبا عن تشكيل قيادة مؤقتة للجماعة من القيادات التى تقدمت بطلب تصويب وضعها، موضحا: "إلى الآن لم تجتمع الهيئة الإدارية المؤقتة لانتخاب مراقب عام جديد سواء كان شخصى أو أى قيادة أخرى". وحول الموقف من المشاركة فى الانتخابات التشريعية القادمة، قال: "الإخوان قاطعوا الانتخابات فى آخر دورتين.. وبالنسبة لنا، فقرار المشاركة بالانتخابات من عدمه سيتخذ فى حينه ووفقا لمعطيات الظرف السياسى حينذاك.. ونحن مع صلاحيات الملك المنصوص عليها بالدستور ومن ضمنها تعيين رئيس الوزراء". وشدد الذنيبات على دعم الجماعة للجهد الأردنى فى محاربة ما يعرف بتنظيم داعش سواء كان ذلك فى إطار التحالف الدولى المشكل بقيادة الولايات المتحدة أو إذا تم الاتفاق على تشكيل قوة عربية لمواجهته. وحرص الذنيبات على التأكيد على أن "عموم الإخوان يعارضون أفكار داعش ومنطلقاتها العقائدية والمبدئية"، وقال: "داعش تنظيم إرهابى يشكل خطرا على الأردن وعلى الأمة العربية". وحول ما تردد عن جهود تبذل من قبل قيادات إسلامية للصلح بينه وبين همام سعيد ليتراجع الأخير عن قرارات الفصل، قال الذنيبات: "مصالحة مع من؟.. نحن إخوان مسلمون ولا نختلف مع إخوان مسلمين.. نحن قمنا بتصحيح وضع الجماعة القانونى ولم نقم بخطوات ضد الإخوان .. الخلاف فردى ويحل بطرق كثيرة.. ولكن لم يتم شىء حتى الآن".