كيف استطاعت الآثار إدارة فعاليتها دون إنفاق جنيه؟.. وخبير: "الوزير فوق العادة والأمين لا يهدأ"

أخبار مصر

الآثار
الآثار


الانجازات التي حققتها مؤخرًا وزارة الآثار ورائها مجهودات تبدأ من أصغر العاملين فيها وحتى قياداتها، وخلال الأيام السابقة توجهت أنظار العالم إلى مصر من خلال حدثين هامين، الأول مؤتمر المصريات في دورته الثانية عشرة، والتي استضافتها مصر بحضور 600 عالم من 30 دولة.

وثانيا احتفالية الوزارة بمرور 117 عاما على افتتاح المتحف المصري بالتحرير، والذي شهده فنانين ووزراء وأيضًا سفراء العالم، وقد تميزت فعاليات الحدثين بالتألق والإبهار فما الأسباب وراء الفعاليات الناجحة المتتالية لوزارة الآثار. 

وزير استطاع اجتذاب القطاع الخاص

استطاع الدكتور خالد العناني وزير الآثار عبر سلسلة من الفعاليات منذ بدء فترة توليه الوزارة، جذب انتباه القطاع الخاص لفعاليات الوزارة المختلفة، وقال الدكتور خالد العناني في هذا الصدد إننا بالفعل بدأنا تعاون متميز مع القطاع الخاص وبشروطنا وحسب لوائحنا، حيث تقوم الشركة المنظمة برعاية الفعالية والتي تكون إما حفلًا مثل الذي قمنا بتنظيمه أسفل سفح الهرم، أو حفل مرور 117 عام على افتتاح المتحف المصري بالتحرير، والذي قامت برعايته وتحمل كافة تكاليفه إحدى الشركات الخاصة أيضًا. 

وأكد وزير الآثار أن كل فعاليات الوزارة بدءً من الإعلان عن الاكتشافات الأثرية وحتى الفعاليات الكبرى مثل حفل قلعة الناصر صلاح الدين، أو مؤتمر المصريات بكافة فعالياته، لم تكلف الوزارة جنيهًا واحدًا، بل وأصبحت هناك الآن شركات خاصة تتسابق لكي ترعى فعاليات الوزارة المختلفة. 

وأشار الوزير إلى أن استقرار الدولة، أمنيًا وسياسيًا، واهتمامها بدءً من رئيس الجمهورية ودولة رئيس الوزراء، إلى كل الجهات المعنية، وتعاونها بشكل متناغم في انجاز المشروعات الأثرية المختلفة مثل المتحف المصري الكبير، أو المتحف القومي للحضارة، قد شجع القطاع الخاص ليس فقط على رعاية الفعاليات بل أيضًا على الدخول في مشروعات أثرية وهو ما يعد السابقة الأولى من نوعها في تاريخ الوزارة. 

متحف الغردقة أولى جسور التواصل

وقال وزير الآثار إن أبرز الأمثلة على ذلك تمثل في متحف الغردقة، والذي يتم بشراكة كاملة بين وزارة الآثار والقطاع الخاص، كأول مثال على هذا التعاون، حيث قام القطاع الخاص ببناء المبنى، وتزويده بكل ما يلزم وفقًا لاشتراطات الوزارة، ثم ستكون الوزارة مسئولة بالكامل عن إدارته وحمايته وإدارة القطع الأثرية وعرضها وفقًا للقواعد وقوانين الدولة المصرية المنظمة لذلك. 

أمين عام نشط لا يهدأ 

وعلى الجانب الآخر يأتي الجانب الفني لوزارة الآثار، متمثلًا في الأمين العام لوزارة الآثار الدكتور مصطفى وزيري، وهو الذي يكمل الصورة حيث تأتي إنجازات الوزارة في الفترة الأخيرة تحمل الكثير من بصماته، ولا أدل على ذلك من آخر حدثين الأول هو اكتشاف خبيئة العساسيف في غربي الأقصر، ورد الفعل السريع حيال سقوط أثر إسلامي في منطقة الإمام الشافعي واتخاذ قرار عاجل من الوزارة بسرعة صيانة المنطقة بالكامل والتي تتعرض لخطر ارتفاع منسوب المياه الجوفية، وكذلك عدد الاكتشافات المتزايد والمشروعات التي تعلن عنها الوزارة بين الحين والآخر. 

والتقطت الفجر صورة لوزير الآثار والأمين العام في جولتهما الأخيرة بالمتحف المصري بالتحرير، حيث حققت الوزارة إنجازًا جديدًا ألا وهو إحياء المتحف من خلال مشروع لإعادته لرونقه الأصلي.

ومن ناحيتها قالت صباح عبد الرازق مدير عام المتحف المصري بالتحرير، إنه تم إطلاق مبادرة إحياء المتحف المصرى بالتحرير عام 2012، برعاية من وزارة الآثار المصرية وبمشاركة مفوضية الاتحاد الأوروبى وشركة نوعية البيئة الدولية بهدف استعادة مبنى المتحف المصرى لحالته الأصلية كما صممه المعمارى الفرنسى العالمى مارسيل دورنيون في أواخر القرن التاسع عشر ذلك بعد موافقة اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية، تم تنفيذ أعمال الترميم للمبنى على مراحل شملت ترميم الجدران والأرضيات والأسقف وكل بيوت النور وتغيير الزجاج بالكامل، وقد تم الانتهاء من ترميم الدور العلوي كما شملت المبادرة جولات تعليمية لأطفال المدارس وذوي القدرات الخاصة، وجاري الانتهاء من أعمال ترميم الدور الأرضي تمهيدًا لافتتاحه أواخر عام 2020م.

وأضافت أنه ولأول مرة تظهر بوابة المتحف المصري للتحرير بشكلها وألوانها الأصلية منذ 9 سنوات بعدما أغلقت في أحداث يناير، وكذلك تم تشغيل نافورة حديقة المتحف والتي أيضًا ظلت متوقفة لنفس الفترة، وكذلك تم إعادة واجهة المتحف للونها الأصلي، وجدران المتحف الداخلية لونها الأصلي بعد إجراء الكثير من الاختبارات المعملية عليها.

وفي لقاء للفجر بمحمد عثمان رئيس غرفة تنشيط السياحة الثقافية بالأقصر، قال إن لدينا وزيرًا فوق العادة، وأمين عام نشط لا يهدأ حيث أن الاكتشافات الأثرية في السنوات الثلاث الأخيرة، قفزت بمعدلات الإشغال في الأقصر إلى سابق عهدها عام 2010، حيث كانت حركة السياحة قد تأثرت بشكل كبير خلال أحداث 2011 وما أعقبها، ولكن بعد الاكتشافات المتتالية، والمؤتمرات الصحفية العالمية التي شهدها سفراء العالم بدأت الرحلات تعود في الأقصر إلى سابق عهدها.